آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 2:48 ص

جنَّة الشهداء‎

الدكتورة آلاء الخلف *

جنَّة الشهداء‎

أخي أتينا إلى مثواك في ولهٍ
‎حاشى النوارس أن تجفي شواطيها 

‎معي نساءٌ، وأطفالٌ، وأفئدةٌ 
‎سغبى تحنُّ إلى أحضان واليها 

‎معي رثاءٌ وأحزانٌ، وخابيةٌ 
‎روح العليلةِ تاقتْ وصلَ شافيها 

‎بحقِّ غربتنا، وحقِّ وحدتنا 
‎وحقِّ ألفِ طريقٍ عاثرٍ تِيها 

‎وحقِّ غرة أمسٍ، ذكريات صبا 
‎عقَّ الزمان بها، إذ بات يضنيها

‎هلاَّ كشفتَ عن الأجداث تربتها
‎حتى أدثر روحَينا، تراقيها؟

‎منْ لليتيمةِ إنْ حنَّتْ لوالدها؟ 
‎منْ ذا يساندها، بالعطفِ يؤويها؟ 

‎فأشفقَ الليلُ إذْ أصغى إلى ألمٍ
‎باحتْ به زينبُ الكبرى مآسيها

‎تألَّه الجابرُ المجبولُ من ولهٍ 
‎ناداه في نينوى صوتٌ يداريها

‎يا جابر اضرب عصا الأحزان في بلدٍ 
‎لا زلتَ تذرعها وجداً وتطويها

‎فانشقَّ عمقُ دجى الديجور عن حجبٍ
‎تكشَّف الغيبُ فيها كي يواسيها

‎سربُ الملائكةِ الفضيِّ موكبها 
‎معراجها الحب، يتلو الوصل حاديها 

‎تنزَّلت من سماء النور موطنها 
‎صوب الفواطم حرَّاساً لتحميها

‎هنا يمامٌ وأطيارٌ محلقةٌ 
‎جاءت ترشُّ الضيا من سفحِ عاليها 

‎وتنثر الألق العطريَّ موئلهم
‎تُوشِّحُ الغَسقَ العذري حوريها

‎حوراء لوذي بهذي الأرض واحتضني 
‎روح الشهادةِ بالأسحارِ ناجيها

‎يا جنة الشُّهدا أكرم بها وطناً 
‎تحوي شمائلنا طوراً ونحويها

‎صوبَ الشريعةِ قد ناخت ركائبنا
‎تروم وصلاً لمن بالحب يرويها

‎إنَّ الجداول إذ تجري، تموسقُ ما 
‎العباس رنَّمَ من لحن الإبا فيها

‎قد بثَّ فيها حناناً لا مثيل لهُ
‎أجرى الأخوةَ فيضاً في مجاريها

‎من عينِ عباسنا اخضلت سهوبُ ربى
‎شاد الفداءَ قصوراً في نواحيها 

‎وشيَّد الحسَّ خفَّاقاً تصبُّ
‎به زرقُ الضِّفافِ على مرمى تلاقيها

‎نافورة العذْبِ فيها كل آنيةٍ 
‎تمتدُّ أنهرَ عشقٍ بـ اسم ناشيها

‎وأينعَ الورد والأزهار دانيةٌ
‎بيضُ الأيائلِ ترنو في روابيها

حسينُ سيَّدُها، الرحمن بارئها
‎ساقي العطاشى أميرٌ في سواقيها*

‎لهُ جناحانِ: من نورٍ، ومن وهَجٍ
‎و المجْدُ صهوتهُ.. أنعم براقيها

‎فوجٌ معلَّى من الأملاك تعقبهُ
‎ترتلُّ الحُبَّ أحرازاً، قوافيها

‎حسينُ يا أول الدنيا وآخرها 
‎ومطلع الفجر في  داجي لياليها 

‎والطَّيرُ تجري على الأغصانِ شاديةً
‎سبحانَ نوركَ أغشى كلَّ ما فيها

‎حسين يا سيِّدَ الجنات، حارسها 
‎والباعث الخصْب في تبريِّ أرضيها 

إكليلُ غرتها يا مسكَ تربتها
وعنفوان لجينٍ ذائبٍ فيها

‎جوريّ زهرتها، أغصان سدرتها
‎إكسير أرواحنا الجرحى وشافيها

‎أفِضْ علينا من الجنَّاتِ كوثرها 
‎تحنانكَ العذب من حوراء إنسيها

‎إنا ارتمينا على مثواك في ولهٍ
أغث شفيفَ هوىً يحوي لآليها

دكتوراة في Communication Studies جامعة دنڤر،
Focus: Health communication
ماجستير إدارة أعمال، بكالريوس علم الأحياء