آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 11:56 م

عمال النظافة بين التنظيف وكنز المنتجات القابلة للتدوير

عباس سالم

يتسابق عمال النظافة كل يوم بين أحيائنا على نبش حاويات القمامة، ونشر ما بداخلها في الطريق للحصول على الكنز الموجود في داخلها من المواد الصلبة المستهلكة من الناس والقابلة للتدوير وإعادة الإنتاج.

زادت ظاهرة نبش الحاويات التي أمام المنازل وزاد معها سخط المجتمع لهذه الظاهرة الغير حضارية، حيث يقوم النباشون بفتح الأكياس ونثرها على أطراف الحاويات وأماكن تجمّع القمامة دون أن يكلفوا أنفسهم بإعادتها إلى داخلها مما يؤدي إلى انتشار الروائح الكريهة وانتشار الجراثيم والذباب والأمراض المتنقلة في الهواء.

ارتفاع أسعار المواد الصلبة القابلة لإعادة التدوير كالحديد والورق والبلاستيك والكراتين الفارغة وغيرها، جعل بعض عمال النظافة من العمالة الأجنبية يتصارعون على نبش حاويات القمامة قبل أن تأتي السيارة المخصصة لجمع ما فيها وخسارة ما تحتويه من مواد صلبة التي ربما تكون قطعة من البلاستيك أو كرتون أو أي مادة أخرى يمكن بيعها والحصول على المال الذي هو الهدف الأساسي لهذا العمل الغير حضاري.

الكثير من عمال النظافة يقومون أثناء دوامهم الرسمي بالبحث عن الكنز في كل مكان، ومع نهاية عمل كل يوم يقومون بتخزين صيدهم الثمين من نبش حاويات القمامة في أماكن آمنة بين الأحياء، وفي اليوم التالي يقومون بالإتصال على سماسرة المواد الصلبة من أبناء جلدتهم من العمالة الأجنبية لبيع ذلك الصيد الثمين من الحديد والبلاستيك والكراتين وحصولهم على مبالغ كبيرة قد تكون أكبر مما تدفعه لهم المؤسسة التي يعملون فيها.

مع بزوغ فجر كل يوم تشحن تلك المواد في شاحنات كبيرة يراها الكثير من الناس وهي في طريقها إلى مراكز تسليم المواد الصلبة وتفريغ حمولتها والحصول على المال مقابل الكنز الكبير الذي جمعوه، هذا الكنز جعل عمال النظافة لا يهتمون بتنظيف الطرقات التي للأسف ساهم بعض المواطنين والأجانب في نشر الأوساخ فيها فلا يخلو شارع أو طريق إلا وترى أوراق المحارم وعلب البيبسي والمياه الفارغة والأكياس الفارغة وعلب الدخان وغيرها تتطاير في وسط وعلى أطراف الطرقات في منظر غير حضاري.

وفي الختام على البلديات في المحافظات تشديد الرقابة على المؤسسات المتفق معها لخدمات النظافة والصيانة في المحافظة، وتفعيل الإهتمام بمنظومة النظافة، والقيام برش يومي لحاويات القمامة التي تنبعث منها الروائح الكريهة وبالخصوص في موسم الربيان، ورفع كفاءة الإنارة على الطرقات وصيانة الأعمدة الكهربائية التي بين الأحياء وحماية الناس من خطرها في موسم الأمطار.