آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 9:08 م

أحلامُ عبدالعزيز.. أُمنياتُ الجيل الجديد!

حسن المصطفى * صحيفة الرياض

هذه المبادرات قد يراها عبدالعزيز وأترابه من الجيل الجديد من السعوديين، أحلاماً كبيرة، إلا أن ما هو حلمٌ اليوم، سيكون حقيقة ماثلة في الغد، خصوصاً أنه جرى البدء عملياً في العديد من مبادرات الرؤية، وذلك وفق الجدول الزمني المرسوم، رغم ظروف جائحة كورونا..

يُخبرني صديقٌ عزيز عن حوار دارت رحاهُ مع ابنه عبدالعزيز، حول مستقبل القادم من أيام، أشار فيه الابن إلى أنه سيكون العام 2030، قد أتم دراسته الجامعية، وحصل على شهادة البكالوريوس، وفق التسلسل الزمني المتوقع له.

ما لفتَ الأب وابنه اليافع، أن سنة تخرج عبدالعزيز ستكون هي ذاتها سنة رؤية المملكة 2030، أي ذلك العام الذي من المفترض فيه أن تتحقق الغالبية العظمى من أهداف رؤية السعودية، وهي خطة التطوير والإصلاح الطموحة، والتي لن تقتصر على الجانب الاقتصادي وحسب، بل ستحدث تغييرات اجتماعية وثقافية وسلوكية، ذات أثر بنيوي عميق في الشعب السعودي، وتنقله إلى مستوى آخر متقد، خصوصاً أنه هو رأس مالها، والشابات والشباب الوطني هم عمادها والمستهدفون الرئيسون من خلال برامجها المتنوعة.

في ذات الوقت الذي كان يتحدث فيه الفتى عبدالعزيز مع والده، كانت العاصمة السعودية الرياض تشهد مهرجاناً ترفيهيا مهماً، وهو ”موسم الرياض“، والذي لا يُعد مساحة للبهجة والمرح وفقط، بل هو النقيض لثقافة الموات والجمود والتجهم التي أشاعها المتشددون بين أوساط الناس لسنوات طويلة، جاعلين من البهجة فعلاً يتنافى مع الاتزان ويصل في كثير من أشكاله إلى معصية الخالق! وهو التصور الراديكالي السوداوي القائم على عقلية التحريم والتهويل والتخويف، فيما الإنسان جاء لهذه الدنيا من أجل عمارتها والتمتع بمباهجها.

في ذات الشهر، أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مبادرة ”السعودية الخضراء“، وتلاها في اليوم الثاني ”قمة الشباب الأخضر“، ومن ثم ”مبادرة الشرق الأوسط الأخضر“.

خلال هذه الفعاليات الدولية المهتمة بالبيئة، أعلن الأمير محمد بن سلمان إطلاق ”مبادرات في مجال الطاقة من شأنها تخفيض الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنوياً، بحلول عام 2030، ويمثل ذلك تخفيضاً طوعياً بأكثر من ضعف مستهدفات المملكة المعلنة فيما يخص تخفيض الانبعاثات“، بحسب وكالة الأنباء السعودية، مؤكداً ”بدء المرحلة الأولى من مبادرات التشجير بزراعة أكثر من 450 مليون شجرة، وإعادة تأهيل 8 ملايين هكتار من الأراضي المتدهورة، وتخصيص أراضٍ محمية جديدة، ليصبح إجمالي المناطق المحمية في المملكة أكثر من 20 % من إجمالي مساحتها“.

هذه المبادرات قد يراها عبدالعزيز وأترابه من الجيل الجديد من السعوديين، أحلاماً كبيرة، إلا أن ما هو حلمٌ اليوم، سيكون حقيقة ماثلة في الغد، خصوصاً أنه جرى البدء عملياً في العديد من مبادرات الرؤية، وذلك وفق الجدول الزمني المرسوم، رغم ظروف جائحة كورونا.

”إن كان من وصف لهذه المرحلة من مراحل تنفيذ الرؤية فهي مرحلة الاستثمار، بمبادرات تتوالى بتناغم: الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، مبادرة مستقبل الاستثمار، مبادرة السعودية الخضراء“، بحسب الخبير الاقتصادي د. إحسان بوحليقة، الذي أضاف عبر حسابه منصة ”تويتر“، معتبراً أن التغيير الإيجابي سوف يتضح عبر ”الدعم الكبير متعدد المستويات والأبعاد“، مضيفاً ”انطلاقة الاقتصاد الأخضر في السعودية تؤدي لإحداث أثر إيجابي يخضع للمتابعة اللصيقة على مستوى الكفاءة في استغلال الموارد الطبيعية، وخفض المخاطر البيئية، والشمول الاجتماعي“، وذلك من خلال ”الضخ الاستثماري الحكومي والخاص، لإنشاء مشاريع إنتاجية خضراء، والاستثمار في البنية التحتية، وتقنيات وتجهيزات للحدّ من الانبعاثات، وتعزيز كفاءة الطاقة والموارد، وإذكاء التنوع البيولوجي، واستكمال خدمات البيئة“.

هذه القطاعات المتنوعة التي أشار لها د. بوحليقة هي ما يجب على الفتى عبدالعزيز ورفاقه أن يضعوها صوب أعينهم، لأنها ستشكل قطاعات اقتصادية حيوية، سيحتاج سوق العمل إلى خبراء فيها، على درجة عالية من العلم والكفاءة والتدريب، وهم الآن قليلون جداً في السوق المحلي، كما أن مخرجات التعليم حتى الآن لا تنسجم مع متطلبات ”الاقتصاد الأخضر“، وهو ما يستوجب على الأكاديميات تطوير برامجها الدراسية واستحداث كليات وتخصصات غير تقليدية.

عبدالعزيز ورفاقه، هم الحالمون اليوم بدولة حديثة مدنية متطورة آمنة مستقرة، وسيكونون غداً العقول والسواعد التي تدير وتبني وتخطط لنهضة السعودية وازدهارها.