آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 1:22 م

‎الحلم والابتسامة

صالح مكي المرهون

‎الحلم والابتسامة هما صفتان أخلاقيتان غائبتان عن مجتمعاتنا الإسلامية، أتكلم عن خبرتي المتواضعة من واقع الحياة التي أعيشها، إن صفة الحلم من الصفات التي من يتحلى بها يكون قد اكتسب سمو الرفعة والأخلاق العالية، والتي تعمل على إنقاذه في كثير من الزلات، وإن كل إنسان فينا يحتاج إلى هذه الصفة لأن طبيعة الإنسان اجتماعيًا في علاقاته فلايمكن أن يعتزل الناس وينطوي عنهم كافة، ويعيش في وحدة مطلقة.

‎ونحن في أمس الحاجة لها الآن في هذا الوقت العصيب والظروف القاسية لكثرة ضغوطات الحياة وقلة احتمال كثير من الناس وسوء تصرفاتهم لأتفه الأسباب.

‎ إن أسباب الحلم الباعثة على ضبط النفس عند الغضب، هو دلالة على كمال العقل والحكمة والإرادة للسيطرة على النفس الأمارة بالسوء، ومافيه تعود النفس على المسامحة والصفح والغفران والرحمة، وهذا ناتج عن سعة صدر المؤمن وحسن ثقته بالله وبنفسه وتوكله على الله، قال رسول الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام: «إذا قدرت على عدوك، فاجعل العفو عنه شكرًا للقدرة عليه»، وكما قال أيضًا: «ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب»، إذًا الترفع عن السباب والشجار، ذلك من شرف النفس المؤمنة، وإبعادها عن الخلق السيئ كما قالت الحكماء: شرف النفس أن تحمل المكاره، كما تحمل المكارم، والشاعر يقول:

‎لا يبلغ المجد أقوام وإن كرموا
حتى يذلوا وإن عزوا لأقوام

‎ويشتموا فترى الألوان مسغرة
لا عفو ذل ولكن صفح أحلام

‎أي ترى وجوههم ضاحكة مستبشرة ‎وذلك لحلمهم وعفوهم، لا لحقارة أنفسهم ولا لدناءة طبائعه.

‎الابتسامة: ما أجمل أن تكون جزءً لا يتجزأ من ملامحنا، فهي طريقة للحصول على الود والمحبة بين الناس وتوضح مدى التآلف والمحبة بينهم، أن الابتسامة هي واحدة من العوامل التي تساعد على الحفاظ على مكانة الفرد في المجتمع، بأخلاقه وبشاشة وجهه وابتسامته، وتساعد على الحفاظ على صحته النفسية والعصبية وهذا ينعكس بشكل إيجابي للغاية على الصحة النفسية والجسدية، الابتسامة من العوامل المهمة للغاية في التعامل، وهي تساعد على ضبط معدل ضغط الدم في الجسم، وهي طريقة تعمل على تنشيط الدورة الدموية، وهي من العوامل التي تساعد على زيادة مناعة الجسم وتعدي الأزمات والضغوطات الصعبة وأيضا تساعد على الوقاية عن الكثير من الأمراض والظروف المعاصرة في الحياة.

‎الابتسامة تساعد على صحة القلب والجسم والحالة العقلية، ومعدل ضربات القلب، وتعتبر من أهم عوامل ثبات الطمأنينة والراحة في القلب والنفس، يا أيها الإنسان قابل الناس بوجه بشوش مبتسم فهي صدقة جارية لك، سامح وصافح واعف وابتسم وليكن صدرك رحب واسع وعقلك متفتح وخذ الأمور برحابة صدر واسع وتعقل، كن حكيما في تصرفاتك، لاتدع الناس تضحك من سوء تصرفك وأخلاقك السيئة او عن ردة فعل بدرت منك وقت الغضب، ابتسم واترك الهموم والمشاكل وراء ظهرك بقدر المستطاع، لكي تعيش ولاتقصر عمرك وعش حياتك بسعادة، اجعل لك بصمة جميلة مع الأخرين بحسن الخلق والتواضع.

‎قال رسول الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» والابتسامة والأخلاق الطيبة الكريمة ناتجة عن الإيمان الطاهر، والحكمة العقلانية.

‎اللهم وفقنا لماتحب وترضى واجعلنا ممن يتحلون بالخلق الطيب.