آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 6:17 م

رحلات الترفيه تنتهي بألم الفراق!

عباس سالم

بين الفينة والأخرى يخيم الحزن والأسى في المجتمع، نتيجة لحوادث غرق الأطفال التي تتكرر بين فترةً وأخرى! وهنا أتساءل: كيف يحصل ذلك للصغار؟ أين أهلهم الذين جاؤوا بهم إلى الاستراحة؟ وهل هم من قام بحجزها؟ أم أن من أتى بهم إليها أهمل مراقبتهم؟ ونتيجة لذلك ابتلعتهم برك السباحة وخيم الليل بحزنه على الوالدين والمحبين وعلى الكثير من أبناء المجتمع.

حب الأطفال للسباحة والإلحاح على ممارستها بالرغم من مخاطرها عليهم، حيث أن الكثير منهم قضوا نحبهم للأسف غرقاً في برك السباحة داخل الاستراحات نتيجة الإهمال وعدم المراقبة من قبل ذويهم، ونتيجة لعدم وجود منقذًا يراقب الصغار في المسبح، بالرغم من أن وجود المنقد يعد أمرًا في غاية الأهمية وشرطًا عالميًا أساسيًا من شروط ممارسة السباحة في البرك، وكذلك عدم توافر معدات الإنقاذ والسلامة في الكثير من الاستراحات.

سلامة الأطفال من الغرق تقع على عاتق الآباء والأمهات، وإن مراقبتهم في برك السباحة أمرًا ضروريًا ولا يمكن أن تغفل أبدًا عن الطفل سواءً خلال وجوده في البركة أو مع الآخرين داخل الاستراحة، وأي غفلة للعائلة عن طفلهم لن يتردد في الذهاب إلى البركة الذي يغريه جمال الماء وحبه له، فلو حدث مكروه فلا يمكن أن يلام أحد سوى العائلة بالدرجة الأولى، ومن ثم يأتي اللوم على أصحاب الاستراحات في حال لم يهتموا بالأمن والسلامة لروادها، كعدم وجود منقذاً للمراقبة الدائمة أثناء ممارسة الأطفال السباحة.

للأسف هناك العديد من العوائل لا تكترث ولا تعيير أدنى اهتمام للشروط الواجب توافرها في برك السباحة، عندما يتم الإتفاق بينها وبين مسؤولي الاستراحة بالرغم من أهميتها، وهناك تقصير من قبل بعض أصحاب الاستراحات الذين لا يهمهم سوى الحصول على المبلغ كاملًا من الزبون، ومن الخطأ الكبير الذي تقع فيه بعض العوائل هو تركهم الأطفال في المسبح بدون رقابة مباشرة من شخص بالغ حتى لو كان الأطفال يجيدون السباحة.

المسؤولين في الدوائر الحكومية دات العلاقة بتراخيص الاستراحات لا بدا لهم من القيام بحملات تفتيش مكثفة سيما قبل فترة الصيف، للتأكد من وجود كافة احتياطات الأمن والسلامة، ويجب عليهم أن يخالفوا أصحابها في حال هم خالفوا الاشتراطات الواجب توافرها فيها، وإن سلامة الأطفال الصغار والناس داخل الاستراحات مسؤولية تقع على عاتق الجميع والاخلال بها قد يترتب عليه تبعات مؤلمة.

الكثير من حالات الغرق حدثت راح ضحيتها أطفال أبرياء ربما بسبب إهمال ذويهم وربما بسبب إهمال جانب المراقبة لهم داخل الاستراحة وعند ممارسة السباحة، وهذا الألم المرعب للناس يُجدِرُ بملاك الاستراحات والعوائل التي تستأجرها بمزيد من التأمل والوقوف على أسباب هذه الحوادث ومعالجتها بشكل فوري.

كلنا نؤمن بأن القدر كائن ولا يمكننا الوقوف أمامه أو منعه، ولكن بإمكاننا أن نحد من حالات الغرق وذلك بالانتباه إلى أطفالنا مباشرةً وأن لا ننشغل عنهم طرفة عين، وأن نتعرف على أدوات السلامة في الاستراحات والتشديد على وجود المراقبة المباشرة لروادها وبالخصوص الأطفال الصغار في المسبح مع توفر أطواق النجاة.

خلاصة الكلام هي: أن غرق الأطفال في برك السباحة داخل الاستراحات أمرًا مؤلمًا للجميع وبالخصوص الوالدين والأقارب، ولهذا يجب التشديد على ضرورة أن لا تغفل العوائل عن أطفالها ولا للحظة واحدة، لأن مسؤوليتهم وسلامتهم تقع على عاتق آبائهم وأمهاتهم في المقام الأول، ويأتي بعدها إهمال قواعد السلامة أثناء السباحة وعدم التقيد بالتعليمات والإرشادات التحذيرية المفترض وجودها داخل الاستراحات.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
د حجي إبراهيم الزويد
5 / 11 / 2021م - 5:54 م
موضوع توعوي جميل

بوركت أناملك