آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 2:22 م

أهميةالأخلاق

صالح مكي المرهون ونسبة تطبيقاتها

الأخلاق بمعناها العام هي صفة للتعامل، فهي إذن اول دستور الإسلام، لأن الإسلام دستور للتعامل، والأخلاق هي من صميم الدين الإسلامي، لأنها وفق هذا المعنى، أي الأخلاق تعني السلام والمسالمة والأمن بين البشر، فالإنسان بتواضعه ولطافة لسانه وأفعاله مع غيره في موضع الملاطفة، بل وفي موضع المشاجرة والاختلاف أيضا، هو دلالة انتماء هذا الشخص إلى الإسلام وروحه، فهي إذن من صميم الدين.

ومن لا أخلاق له لا دين له، ولا إسلام له، لأنه فقد روح الإسلام، فذهب الله بالرقة من قلبه، والله لايحب كل ذي قلب غليظ. أين بعض طلاب العلوم أين المتدينين أين المجتمعات عن هذا الكلام، الخلق الرفيع شيوع لرقة التعامل وحب الغير، وهذا بحد ذاته يكسب المجتمع الإسلامي رابطة قوية تشده إلى بعضه، فيزداد قوة بها، ويزداد بها تسديداً للصواب في مجمل القضايا، والعكس يحمل العكس، فيعني ترك الخلق، بمعنى حسن التعامل والتسامح ورقة ولطافة الحياة مع الغير - إذا كان ذلك مصحوبا بالالتزام الديني الظاهري يكون هذا الالتزام كجسد ميت لاروح فيه، والميت لافعل ولاتأثير له، من باب أن الإيمان وحب الله لم يدخلا إلى قلبه بدلالة خشونة المعاملة، ومادام ذلك لم يدخل إلى قلبه فهو غير متق لله، والله لايتقبل من غير المتقين، فعلى العلماء ومشايخ وطلاب العلوم

وسائر المسلمين من مدرسين ومهندسين ومثقفين أن يتحلوا بالأخلاق.

العلم والأخلاق مفهومان مرتبطان ببعضهم البعض، يعني العلم بدون أخلاق لاقيمة له، وأخلاق بدون علم يعني الجهل، إذًا العلم والأخلاق هما أهم الصفات الإسلامية التي تساعد الفرد على أن يكون إيجابيًا وسط الآخرين، العلم والأخلاق من أهم عوامل رفعة مجتمع الإسلام وسيادته وتماسكة، فالمطلوب أن يكون العالم جامعًا مابين العلم والأخلاق، لأن الأخلاق صفة للتعامل، فهي إذًا أول دستور الإسلام، لأنها من صميم الدين، وشريعة الإسلام. وأهل بيت محمد بيت الرحمة يحثون على الالتزام بالأخلاق، واعلموا أن الجنة ليست في السماء فقط، وإنما هي في الأرض أيضا، وأهل بيت الرحمة دخلوا الجنة قبل أن يموتوا، فمن يدخل في طاعة الله وفي ملكوته يدخل الجنة.

والجنة ليست فقط تفاحًا ورمانًا وحور عين، وإنما الجنة الراحة المطلقة، فالماديات ماهي إلا وسيلة بسيطة لتحقيق السعادة، والسعادة الأعمق والأهم والأبقى والأشمل هي الراحة والطمأنينة التي يضعها الله في نفوس المقربين منه، إذًا فطاعة الله والتراحم فيما بين الناس، وخاصة القريبين لبعض، والترفع بالنفس عن كل الصغائر حتى الحلال منها، ماهو إلا طريق لبلوغ الجنة، اللهم متعنا بالعلم والخلق الرفيع أنك سميع مجيب.