آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 12:34 ص

حجاب الزهراء عفة وحصانة مجتمعية‎‎

السيد فاضل علوي آل درويش

هل يمكن للحجاب أن يكون له دور سلبي يعيق المرأة عن تحقيق تطلعاتها وأهدافها في الحياة وممارستها الدراسية والوظيفية، أم أنها مجرد ادعاءات واهية يراد منها شن الهجمة التشويهية التي تصوره كمظهر رجعي لا يتناسب والعصر اليوم فلا مناص من التخلص منه؟

هناك خطان مهمان لابد من فهمهما لمعرفة الإجابة المنطقية على هذا التساؤل، فالحياة الفردية والمجتمعية التي تدعو لها القيم الإسلامية تقوم على الحفاظ على الشاب والفتاة من حالة التفلت الأخلاقي والممارسات والعلاقات غير الشرعية، مع حفظ حقوق المرأة كاملة في تحقيق طموحها الدراسي والوظيفي مع محافظتها على حجابها، فهذه المرأة المسلمة لا تفرق عن غيرها من النساء في المشاركة في ازدهار وتنمية العجلة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية للمجتمع، مع فارق جوهري مع الخط الداعي إلى التفلت والممارسات غير الشرعية والأخلاقية الذي يحط من كرامتها وعزتها، ويجعلها مجرد محط نظرات الذئاب البشرية لإشباع نزواتهم، مما يؤدي إلى انهيار سور الأسرة وبالتالي معاناة المجتمع من الظواهر الأخلاقية الناجمة عن ذلك، فالمجتمعات الغربية تأن من حالات التحرش الجنسي وغيرها من الظواهر السلبية ومرد ذلك إلى عامل مؤثر وهو تبرج الفتاة والألبسة القصيرة المثيرة التي ترتديها، وليس هناك من سبيل لحفظ كرامة المرأة من جهة والحفاظ على أمن المجتمع من حالات الاعتداء والاغتصاب وغيرها سوى ظهور الفتاة بحجاب الزهراء ، والذي يحقق لها العفة ويغرس فيها الحصانة أمام إغراءات الحاطين من كرامتها من الشباب المتفلتين الذين يرون فيها محط نزوة عابرة سرعان ما يفارقها ليبحث عن أخرى.

لقد رسمت مولاتنا الزهراء معالم الهداية للمرأة والذي من خلاله تقتبس أنوار نهجها العظيم، فحجاب الزهراء ليس مجرد قطعة قماش تلف به المرأة جسمها، بل هو شعار العفة والحصانة أمام العيون المتلصصة والألسن الخائنة من أناس مرضى نفسيا يتربصون بها دوائر السوء والخيانة، وهو الكهف الحصين أمام الظواهر السلبية المترتبة على التبرج والانفتاح على العلاقات غير الشرعية بدعوى الصداقة البريئة، وهذه وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المغرضة تأخذ الدور الشيطاني لتزيين التبرج وتجميل مظاهره الهدامة، فتعبر عنه بالحرية الشخصية ولو كان على حساب المساهمة في نشر الرذيلة والدمار النفسي للمرأة وإنهاء حلمها المستقبلي بتكوين أسرة قائمة على الثقة والتفاهم والمحبة، نعم فالعلاقات غير الشرعية لها ضحايا وأهمهم تلك الفتاة التي مزق حجاب عفتها وخاضت تجربة عاطفية موهومة مع من تعتقد بأنه سيكون سندا لها في الحياة، وإذا هو أول الناظرين لها بدونية واحتقار باعتبار أنها سمحت لنفسها بهذه العلاقة، فكيف يمكن له أن يطمئن على بيته وأسرته مع فتاة خانت أهلها ولا يثق أبدا بإمكانية كفها عن تلك العلاقات المشبوهة مستقبلا مع شخص غيره؟!

هل يمكننا تصور أداء الشاب زائغ العين لأسرة ناجحة يؤدي فيها دوره ويبادل زوجته المشاعر والتفاهم؟

وتلك الفتاة التي وقعت ضحية لنزوة شاب متهور لا يقيم وزنا لمكانتها بل كان يخرج معها خلسة من وراء أهلها، هل يمكنها أن تقيم أسرة ترفدها بتعاليمها وتربيتها أم أن فاقد الشيء لا يعطيه، وبذلك تكون حالة التبرج لها إفرازات ونتائج خطيرة ومنها هدم سور الأسرة الفاضلة.

يعاني المجتمع اليوم من ارتفاع نسبة حالات الطلاق والتي زادت وتيرتها بنحو غير مسبوق، والعوامل المؤثرة في ذلك متعددة ومنها ظاهرة العلاقات غير الشرعية التي توهجت بسبب إقبال بعض الفتيات على نزع الحجاب والتزين لحد الهوس بالمظاهر، وذاك الشاب الذي أهملت تربيته وغدا صائدا بامتياز للفتيات لإيقاعهم تحت الهوى والانحراف المدمر لمستقبلهم الدنيوي والأخروي، وهناك الكثير من الأضرار والمفاسد التربوية والاجتماعية الناجمة عن تبرج الفتاة، ولا يحفظ كرامة وعزة الفتاة ويعلي شأنها كالحجاب الذي يجنبها ويلات التحلل الأخلاقي.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
سمر
[ القطيف ]: 15 / 11 / 2021م - 11:05 م
اختصار لقيمة المرأة و دينها في جسدها!!