آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:00 م

تجربة تحضيرية للاختبارات - Dry Run

المهندس أمير الصالح *

يعرف موظفي الشركات الكبرى في وطني وحول العالم دلالات ومفهوم وتطبيقات كلمة الإعداد والإلقاء التحضيري Dry Run لفكرة أو خطاب أو تشغيل ما قبل التنفيذ النهائي أو الإلقاء أمام الجمهور أو الرؤساء التنفيذيين. الموظفون يمارسون تلك المفردة كجزء أساس من إجراءات العمل التحضيري الروتيني في حياتهم المهنية بهدف تلافي الأخطاء أو التلعثم أو سد النقص في المعلومة أو تغطية كل الجوانب. بعض الشركات التي عملت بها، قد يقوم ذات الموظف المناط به مهمة ما بإلقاء ذات المحاضرة خمسة مرات مكررة «بروفات» للتأكد من إجادته للإلقاء قبل حدوثه رسميا.

اليوم أبنائنا الطلبة في المرحلة المتوسطة والثانوية يلجون قاعات الاختبارات حضوريا بعد انقطاع دام ما يقارب السنتان دونما أي تهيئة مسبقة من قبل بعض المدارس للانتقال في أنماط الاختبار. وحتما لكل من الطلاب ردة فعل مختلفة عن الآخرين والأغلب السائد هو الشعور بالرهبة من الموقف وهذا قد يؤدي إلى التلبك أو تبخر بعض المعلومات من ذهن الطالب أو الشرود في الذهن لا سيما أننا ما زلنا نعيش في أجواء الاحترازات الصحية بسبب الجائحة. وكم تمنيت أن يكون هنالك إجراء تحضيري مسبق يُماثل أو يشابه إلى حد كبير واقع يوم الاختبار الفعلي بكل ظروفه ليرفع مستوى الوعي بين الطلاب ويهيئهم نفسيا بشكل مُسبق.

شخصيا، أتطلع أن تهيئ كل المدارس والمدرسين والكادر الإداري طاقاتهم المعنوية في احتضان الطلاب والعناية الاستثنائية بهم والابتعاد عن كل إيماء أو أسلوب ينم عن العسكرة والتهويل المفرط في الإجراءات التي قد تشتت تركيز الطلاب أو تخوفهم. وأتمنى من أولياء الأمور حسن الترفق مع أبنائهم الطلبة في هذه الفترة الانتقالية الاستثنائية ليكون التحول من الاختبارات عن بُعد إلى الحضوري سلس ودونما مكدرات.

الكل منا مُطالب برفع معنويات من هم حوله وبث روح الإيجابية والتشجيع والتعاضد الروحي والنفسي، ولعل الطلاب والأطفال هم أكثر الناس احتياجا لهذه الأمور لأنهم ولدوا في ظروف تحتاج إلى كمية تحضير وإعداد نفسي كبير لمجابهة والتغلب على التحديات المتنوعة والمتزايدة في طريقهم.

السؤال الذي يدور في ذهني حاليا: في ظل الظروف الاستثنائية بسبب الجائحة، هل الاختبار الحضوري في ظل الانقطاع الطويل يعكس حقيقة مخزون الطالب معرفيا من المنهج الذي يُختبر فيه، إذا ما وضعنا في الاعتبار الانتقال النوعي في أسلوب إجراء الاختبار «عن بعد إلى الحضوري»؟ وهل هنالك من إجراء فعال ونوعي يعين في معالجة أي إخفاق من أي طالب بسبب التوتر وعدم التهيئة المسبقة للاختبارات الحضورية؟ حتما، التربويون أعلم بالإجابة منا والإداريون أكثر اطلاعا منا.