آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 7:41 م

السرير والثلاجة والتلفزيون آفات العمل والدراسة من بُعد

المهندس أمير الصالح *

يبدو لي مع تكاثر الفيروسات الوبائية التي تغزو وغزت كوكب الأرض، أضحى معظم بني البشر يرون أن العمل من المنزل واقع تفرضه الظروف ويجب التمكين لذلك. والأيام القادمة حبلى بإقرار أنظمة عقود عمل تقر نماذج عقود كاملة لبعض الموظفين تتضمن العمل من المنزل والمكاتب في ذات الوقت بأيام موزعة أو العمل من بعد فقط.

ولعل وحسب قراءتي المختلفة لعدة تقارير صادرة من دراسات ميدانية في دول العالم الأول ونُشرت في عدة لقاءات تلفزيونية وإذاعية مختلفة تهتم بشؤون العمل والقوة العاملة. ترى بعض تلك الأبحاث والدراسات أن نموذج العمل بنظام يومين عمل بالمكتب وثلاثة أيام عمل بالمنزل هي الأقرب للتطبيق في قطاع مثل قطاع العمل المهني الاحترافي كالهندسة والإدارة وبيع الحجوزات للطيران والمتاحف والجهات الخدماتية الأخرى وبعض قطاعات إدارة الاستثمار. أما قطاعات مثل قطاع البناء والتشييد والتصنيع اليدوي فلا ينطبق عليها نموذج العمل من بُعد لاختلاف طبيعة العمل.

في اختبار ميداني عقدته شركة c - trip للحجوزات الفندقية وتذاكر الطيران وجدوا أن أداء الموظفين عند أداء العمل من منازلهم زاد بنسبة 30٪؜ لذات عينة الموظفين!

حتما ليس جميع الموظفين المهنيين يؤيدون العمل من بُعد ولعل من تلكم الأسباب العديدة ما يراه البعض بأن العمل من المنزل غير جيد:

  • تشنج العلاقات الأسرية الداخلية
  • ضيق المكان
  • كثرة المشوشات
  • سوء خدمات الاتصالات الهاتفية والنت في المنزل
  • الشعور بالوحدة
  • اختفاء التفاعل بين أعضاء فريق العمل
  • ضمور الشعور بروح فريق العمل
  • غياب أجواء التنافس الملموس

على النقيض من ذلك، يرى البعض بأن العمل من بُعد أي من المنزل فيه فوائد عدة:

  • الراحة النفسية
  • الاستئناس بالمكان
  • توفير تكاليف التنقل
  • نزع فتيل الوشايات التي كانت تحدث في المكاتب
  • تجنب الرؤساء المتغطرسون والمغرورين
  • يكون الأداء والإنجاز هو الفيصل وليس الالتزام بوقت الحضور والانصراف
  • تطويل العمر الافتراضي للعطور وللأحذية والملابس والسيارة
  • توفير مبالغ وجبات الإفطار والغداء في العمل
  • في بعض الدول تُحسم مساحة العمل في المنزل من الضريبة

لعل نفس الكلام أعلاه ينطبق على طلاب المدارس.

وقد صرح أكثر من باحث مهتم بشؤون العمل في لقاءات متلفزة وإذاعية بأن بعض من الناس عند عملهم أو دراستهم من المنزل يواجهون تحديات منها:

  • الجلوس المطول في السرير
  • التردد الكثير على الثلاجة
  • استنزاف وقت اطول في مشاهدة التلفزيون وقنوات osn/netflex.

مع توفر كل التقنيات والتطبيقات المسهلة لتنفيذ الأعمال من بُعد، فإنني شخصيا أساند لنظام عقود العمل المخلوط بين العمل «الدراسة» داخل المكاتب والعمل «الدراسة» من بعد بعد فترة اكتساب الخبرات اللازمة «عدة سنوات» وليس مع بداية المشوار الوظيفي / الدراسي.