آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 12:42 م

أخطاء وأقدار

ليلى الزاهر *

الكثير منّا يتذكر موقفا مرّ به في الماضي ويعتبره عارًا عليه أو يكون بمثابة طعنة خنجر مازالت تنزف، وكم يخالجه شعور الأمنيات بعودة ذلك الموقف من أروقة الماضي حتى يحسن معالجته بشكل سليم أو يشطبه من أحداث حياته.

إنّ تجاوُز الماضي وبتر الأخطاء والأقدار القديمة إنجاز عظيم؛ لأنه يستقبل جديد المُخطئ بحفاوة ويجعل من قاعدة «عدم الاكتراث بالماضي» ماثلة أمام ذلك الإنسان الجديد بعد محاولات ناجحة من تحرير النفس من التّعلّق بخيوط الماضي وكلماته التي يتردد صداها بين الحين والآخر تطفّلا وتوترا.

الآن تخلّص من التّعلق بأيّ خطأ أو ذنب أو حتى كبيرة من الكبائر كنت ترتكبها

ولاتجعل ماضيك ظلّا يجري خلفك ولا تسمح له باقتحام حرمك؛ فالنفس البشرية تخطئ ويستبشر الله تعالى بها عندما تطرق أبوابه.

 «إِلاَّ مَن تابَ وَ آمَن وَ عَمِل صالِحا فَأُولئِك يَدْخُلُون الْجَنة»

حاول أن تعود نقيّا، أنت قطعيًا باستطاعتك تطبيق المهارة المناسبة لمعالجة ذلك الموقف الخاطئ، فتربيتك لطفلك الأول تختلف عن تربيتك لطفلك الأخير، وأجواء يومك وساعتك تختلف عن أجواء الماضي وساعاته التي ذهبت أدراج الرياح.

لقد مات الماضي ودُفنت أخطاؤه ولم يبقَ لها أثرًا فلماذا تنبش قبورا تقادم عهدها؟

إننا نمرّ بلحظات نندم خلالها على أخطاء قمنا بها وهذا أمرٌ طبيعي لأن ذلك يُشكل حلقة وصل بيننا وبين كلّ تجديد وتوبة وبين كل مرحلة وأخرى، وما هذا الندم سوى درس قاسٍ أجبرك على تعلّم المزيد.

يقول الدكتور نيل روزي أستاذ التسويق بكلية كيلوغ للإدارة في جامعة نورث وسترن: «يمكن أن يُمثل الندم مُشكلة، لكن إحدى مزايا الندم أنه يُشير إلى تحسُنٍ مُحتمل، يكمن السر إلى تجنب الهوس وتفاديه، واستخراج درس يُمكن تطبيقه في المواقف المُستقبلية»

وقد يكون من الصعب التّخلص من الخطأ في بعض الحالات الإنسانية كما هو شأن ذلك الرجل الذي عاش بهويّة أخيه دهرا إذ يقول:

عندما مات أخي التوأم أمسكت أمى جثته وصرخت بأسمي ولم أُصحح لها خطأها إلى الآن متُّ أنا وعاش أخي.