آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 9:06 م

كم يساوي زوجك عندك؟!

المهندس هلال حسن الوحيد *

بعض أصدقائي - الشَّباب - يفكرون في الزَّواج، فأحببتُ أن أذكرَ لهم قصَّة جميلة يستعينوا بها على وزن وضبط شراكتهم الماليَّة. لأن المال إما سبب رئيس في عناءِ الحياةِ الزوجيَّة والفرقة أو سبب رئيس في الهناءِ والألفة. في الماضي كان كسب - بعض - النِّساء للمال من إرث أو من أعمالٍ بسيطة. الآن، أكثرهنّ يعملن ويحصلنَ على أجرٍ شهري:

جاء رجلٌ إلى أميرِ المؤمنين عليه السَّلام وقال: أشتكي بطني فقال: ألكَ زوجة؟ قال: نعم، قال: استوهب منها درهمًا من صداقها بطيبةِ نفسها من مالها فاشتر به عسلًا ثم أسكب عليه من ماءِ السَّماء واشربه، ففعل الرجلُ ما أمر به فبرئ فسأل أميرَ المؤمنين عليه السَّلام: أشئ سمعته من رسولِ الله صلى اللهُ عليهِ وآله؟ قال: لا، ولكن سمعتُ اللهَ يقول في كتابه ”فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا“ وقالَ ”يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ“ وقالَ ”وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا“ قالَ: قلتُ: إذا اجتمعت البركةُ والشِّفاء والهنيئ والمرئ رجوت في ذلك البرء، وشفيت إنشاءَ الله.

الطرفة في الحكاية أن درهمًا واحدًا تعطيه المرأةُ زوجها عن طيبِ نفس حلوٌ وفيه العافية، ودون رضاها لا يحل. جميلٌ أن تعين المرأةُ زوجها، إن كان وضع العائلة الماديّ بحاجة إلى التعاون والزّوج لا يملك القدرةَ الكافية على القيام بالمسؤوليات الماليَّة على التَّمامِ والكمال، لكن الزَّواج ليس شركة ماديَّة بين الرَّجل والمرأة، بل شراكة إنسانيَّة وقودها المودَّة والرَّحمة.

ما أكثرَ الأشياء التي ينظر لها الإسلام على أنها ”لا تجب“! إلا أن في المشاركة رضا الله ومحبته وأساس عائلةٍ مستقرة. ما قيمة الأشياء إذا لم تنفع وتبني بيتًا، أو تفلح في جمع قلبي الزَّوجِ والزَّوجة؟! من الأسف أن نرى المالَ واحدًا من أكبر وأقوى أعداءِ الزواج، فكم من زوجٍ - أو زوجة - ساوى زوجته بدخلِها الشهريّ؟!

خلاصة الفكرة: أقرَّ الإسلامُ المبادئَ الماليَّة، ولم يجعلها لتكون حياة الزوجين جافةً وخاليةً من الودّ. إنَّما لتكون أساسات للتلاقي القلبي والروحي، وبها تسعد الحياةُ الزوجيَّة بالمحبة وطيبِ النفس!

مستشار أعلى هندسة بترول