آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 1:13 م

صَدَقَةٌ ولي فيها مآرب أخرى.

ليلى الزاهر *

يتداوى الكثير من الناس من أمراضهم بالصدقة، وليس هناك أثقل على الشيطان من صدقة المؤمن على أخيه المؤمن لأنها تقع في يد الله تعالى قبل أن تقع في يد أصحابها كما ورد ذلك في الأثر.

وقد يصل الإنسانُ بالصدقة لأعلى الدرجات عند الله تعالى دون أن يعلم بذلك؛ وربما وجد نفسه في أعلى عليين؛ فتطلب منه الملائكة أن يرتقي في درجات الجنان درجة تلو درجة وقد حُصر بين الدهشة والفرح

وهو يردد: أي عمل عظيم قدمته في الدنيا لأصل لهذا التقدير العظيم؟!

يقول الله تعالى: ﴿الصَّابِرِينَ وَ الصَّادِقِينَ وَ الْقانِتِينَ وَ الْمُنْفِقِينَ وَ الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ «سورة آل عمران:».

لقد اعتاد الناس إعطاء صدقاتهم للفقراء ولكن هناك صدقات يباهي بها الله ملائكته، ربما لا تخطر على بالك بمسمى صدقة. لكنني أردت في هذه العجالة السريعة تسليط الضوء على صدقات يحتاجها الفقير والغني على السواء فإليك مواضع أجمل الإحسان:

يقول الرسول الكريم: «كلّ معروفٍ صدقة إلى غني أو فقير».

إنّ ما تطعمه نفسك وأهلك من عمل يديك صدقة، وسيرتك بين أهلك وصحبتك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صدقة تسرّ بها ربك.

كما أنّ إرشادك الضال للطريق وإيصالك له حتى نهايته يُعدّ صدقة.

وحفظك لسانك صدقة.

إصلاحك بين متخاصمين صدقة.

إنك لا تعلم فضل صدقة الرحم الكاشح فهي من أفضل الصدقات كما ورد ذلك في قوله ﷺ عندما سُئل عن أفضل الصدقة فقال: «الصدقة على الرحم الكاشح». أي: قريبك المعادي والمؤذي لك.

وهكذا تظل الصدقةُ زاد الآخرة وتاجا يضعه المؤمن فوق رأسه يحقق بها رضا الله تعالى وله فيها مآرب أخرى.

ولكي تجعل لحياتك طعما ومسرّة دائمة تصدّق وأنت حيّ تُرزق على من تعول، على من تُحب، على أختك وأخاك فدرهم صدقة في حياتك خير من ألف درهم بعد مماتك.