آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 11:56 م

دراسة جديدة توضح المعالجة الحسية لدى الأطفال المشخصين بالتوحد

عدنان أحمد الحاجي *

16 نوفمبر 2021

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 333 لسنة 2021

New study clarifies sensory processing in autistic children

NOV 15,2021

قد يكون لنتائج دراسة نُشرت مؤخرًا للقدرات الحسية لدى الأطفال المشخصين بالتوحد عواقب إيجابية على الطريقة التي يتم دعمهم بموجبها، مما يساعد ذلك على تحسين جودة حياتهم.

برفسور علم النفس بجامعة ويسترن في أونتاريو الكندية ريان ستيڤنسون Ryan Stevenson وزميلة ما بعد الدكتوراة في مختبر فحص الدماغ Western BrainsCAN في نفس الجامعة نيكول شيرير Nichole Scheerer كانا جزءًا من دراسة تنظر في القدرات الحسية لـ 599 طفلًا مشخصًا بالتوحد. نُشرت نتائج الدراسة في 12 أكتوبر 2021 في مجلة التوحد الجزيئي Molecular autism «انظر[1] ، ووجدت أنه يمكن تصنيف القدرات الحسية في خمس أنماط ظاهرية أو فئات ظاهرية[2] ، مما يميط اللثام عن اتجاهات معالجة حسية sensory processing مختلفة[3] . هذه الأنماط الظاهرية وُجدت أيضًا أنها تتنبأ بالسمات السلوكية للتوحد[4] .

”كنا نبحث عن أنماط لمعرفة ما إذا كانت سمات سلوكية معينة تظهر معًا،“ كما تقول شيرير، المؤلفة الأولى للدراسة. ”لو أن طفلًا ما مشخص بالتوحد حساسًا للصوت، فهل سيكون أيضًا حساسًا للضوء؟ ولو كان شخص حساسًا لقوام «ملمس» الأشياء والتنبيه اللمسي «الاحساس بأشياء كالألم ودرجة الحرارة،[5] ، فهو أيضًا حساس للطعم ولكن ليس حساسًا للضوء؟“

الأحداث التي يواجهها الناس يوميًا تنطوي على معالجة حسية[6]  في الدماغ. تشمل هذه الأحداث الرؤية والصوت «السمع» والشم واللمس وفي حالة الأكل، تشمل الذوق والملمس «القوام texture». وبالنسبة للكثيرين، لا تسبب معالجة هذه المعلومات الحسية أي ازعاج «ضائقة»، ولكن بالنسبة لأولئك المشخصين باضطراب طيف التوحد، وهي حالة نماء عصبي[7]  تتميز بصعوبات اجتماعية وتواصلية وسلوكية، قد تكون تجربتهم مختلفة تمامًا.

الطريقة التي يعالج بها المشخصون بالتوحد اللمس والطعم والرائحة والصوت والمعلومات الحسية الأخرى قد تتباين من شخص لآخر. هذه التباينات الحسية تجعل من المستحيل إنشاء بيئة موحدة تلبي احتياجات كل المشخصين بالتوحد.

أجريت الدراسة لمعرفة هذه التباينات الحسية بشكل أفضل.


فئات المعالجة الحسية الخمس

فئات المعالجة الحسية الخمس في التوحد التي تم التعرف عليها هي: الحساسية للطعم وللرائحة؛ مستوى ردة الفعل أقل من المستوى الطبيعي underresponsive والبحث عن الإثارة sensation-seeking «وتسمى أيضًا thrill-seeking»؛ صعوبات الحركة منخفضة الطاقة. صعوبة طفيفة في المعالجة الحسيبة sensory processing «انظر[3] ؛ والصعوبات في كافة مجالات علاج التكامل الحسي sensory therapy «انظر[8] .

بالتعرف على هذه التركيبة المكونة من فئات العلاج الحسي الخمس[7] ، تمكن الباحثون من ربط هذه الفئات الخمس بالسمات السلوكية التي تُلاحظ بشكل شائع في المشخصين بالتوحد. تضمنت هذه السلوكيات صعوبات الاندماج في المجتمع ومشاكل التواصل والتكرار أو التصرفات القهرية compulsions جنبًا إلى جنب السمات السريرية الموجودة في اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة واضطراب الوسواس القهري.

”قد تتداخل المشاكل الحسية وتؤثر على القدرات المعرفية / الادراكية والأعراض الاكلينيكية «الاعراض المرتبطة بعملية مرضية معينة clinical presentations بحسب[9] ، وأشياء مثل التواصل الاجتماعي والسلوكيات المتكررة - وهما عنصران من العناصر المعرِّفة للتوحد،“ كما قال ستيڤنسون، كبير مؤلفي الدراسة وعضو أساسي في معهد الدماغ والعقل التابع لجامعة ويسترن Western’s Brain and Mind Institute: الأطفال ذوو أنماط المعالجة الحسية المختلفة[3]  أظهروا أيضًا اختلافات في السلوك التكيفي [10]  ومهارات الحياة اليومية[11] . وهذا يدل على أن الاختلافات في أنماط المعالجة الحسية[3]  يمكن أن يكون لها تأثير كبير في الممارسات اليومية للأطفال المشخصين بالتوحد ".

”قد يكون أداء الطفل المشخص بالتوحد ضعيفًا في الصف الدراسي، ليس لأنه يعاني من صعوبات في الإدراك. بل، نظرًا لأنه يعالج المعلومات الحسية[3]  بشكل مختلف عن أقرانه [الطبيعيين]، فقد تتعارض البيئة الحسية في الصف الدراسي مع قدرته على التركيز والأداء المعرفي / الإدراكي“. ”هذا يؤكد في الحقيقة أنه لمساعدة الأطفال المشخصين بالتوحد وإحداث فرقًا في حياتهم، نحتاج إلى الاستثمار في خلق بيئات ملائمة للحواس وعمل اللازم لتلبية الاحتياجات الحسية بشكل أفضل.“

من خلال معرفتنا بفئات المعالجة الحسية بشكل أفضل، يأمل الباحثون أن يؤدي هذا البحث إلى مزيد من التوعية بالتجارب الحسية المختلفة لدى الأطفال المشخصين بالتوحد وإلى مقاربة أكثر ملاءمة لحالة كل منهم من أجل توفير الدعم اللازم لهم.

”هناك الكثير يمكن القيام به لتغيير البيئة الحسية للطفل المشخص بالتوحد،“ كما قال ستيفنسون. ”إذا كان هناك طفل يبحث عن الإثارة، مما يزودهم ذلك بمزيد من التحفيز الذاتي stimming ويعرف أيضًا بالتنميط «stereotyping، بحسب 12، معلومات عن التنميط في[13]  أو يتيح لهم تنشيط بعض السلوكيات التي تتعارض مع عملية تعلم الطفل. معرفة دوافع السلوكيات المختلفة التي تسبب للطفل ضغطًا نفسيًا“ قد تمكننا من تقديم الدعم الذي يحتاجه وتحسين جودة حياته لهم. "

وأضاف شيرير: ”كلما فهمنا الصعوبات التي يواجهها الأطفال المشخصون بالتوحد، كلما كنا أفضل في خلق بيئات تستوعبهم“.

مصادر من داخل وخارج النص

[1] - https://molecularautism.biomedcentral.com/articles/10,1186/s13229-021-00471-5

[2] - ”النمط الظاهري «phenotype» هو التكوين الظاهري الفيزيائي للكائن الحي. وهو عبارة عن مجموعة الخصائص أو السماتالظاهرية الفيزيائية الخاصة بالكائن الحي، مثل شكله، نموه، خصائصه الكيميائية الحيوية والفيزيولوجية، ظواهره، سلوكياته، ونواتج سلوكياته، وأي جزء مما يظهر من مبناه أو وظيفته أو سلوكه. فهو لا يدل فقط على السمات الخارجية التي تظهر على السطح، وإنما يشمل أيضا ما يمكن جعله ظاهرًا من السمات بواسطة عمليات تقنية معينة، مثل فصيلة الدم. ما يحدد النمط الظاهري غالبا هو الجينات، ولكنه يتأثر أيضاً بالعوامل البيئية. فالأنماط الظاهرية تنتج عن تمثُّل النمط الجيني للكائن الحي وعن تأثير العوامل البيئية، وعن تفاعلها مع النمط الجيني. يمكن تبسيط طبيعة هذه العلاقة بالتعبير التالي: النمط الجيني + البيئة ← النمط الظاهري.“ مقتبس من نص ورد على عذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/نمط_ظاهري

[3] - ”المعالجة الحسية هي العملية التي تنظم الإحساس من جسم المرء وبيئته، مما يجعل من الممكن استخدام الجسم بفعالية داخل البيئة. على وجه التحديد، يتعامل مع كيفية معالجة الدماغ لمدخلات الطريقة الحسية المتعددة، مثل الحس العميق، والرؤية، والجهاز السمعي واللمس والشم والجهاز الدهليزي والحس الداخلي والتذوق الي مخرجات وظيفية قابلة للاستخدام. ساد الاعتقاد لبعض الوقت أن المدخلات من أعضاء حسية مختلفة تتم معالجتها في مناطق مختلفة من الدماغ. يُعرف الاتصال داخل هذه المناطق المتخصصة من الدماغ وفيما بينها بالتكامل الوظيفي. أثبتت الأبحاث الحديثة أن هذه المناطق المختلفة من الدماغ قد لا تكون مسؤولة فقط عن طريقة حسية واحدة فقط، ولكن يمكنها استخدام مدخلات متعددة لإدراك ما يستشعره الجسم بشأن بيئته. يعد التكامل متعدد الحواس ضروريًا لكل نشاط نقوم به تقريبًا لأن الجمع بين المدخلات الحسية المتعددة ضروري لفهم محيطنا.“ مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.marefa.org/المعالجة_الحسية/simplified

[4] - " أنماط السلوك لدى طفل التوحد ; قد يعاني طفل أو شخص بالغ لديهباضطراب طيف التوحد من مشاكل في الأنماط السلوكية المحدودة والمتكررة أو الاهتمام أو الأنشطة، بما في ذلك أي من العلامات التالية:

• يقوم الطفل بحركات متكررة، مثل التأرجح أو الدوران أو رفرفة اليدين

• قد يقوم بأنشطة من الممكن أن تسبب له الأذى، مثل العض أو ضرب الرأس

• يضع إجراءات أو طقوسًا معينة، وينزعج عندما يطرأ عليها أدنى تغيير

• يعاني من مشكلات في التناسق أو لديه أنماط حركية غريبة، مثل حركات غير متزنة أو السير على أصابع القدمين، ولديه لغة جسد غريبة أو متصلبة أو مبالغ فيها

• قد ينبهر من تفاصيل شيء ما، مثل العجلات التي تدور في السيارة اللعبة، ولكن لا يدرك الصورة المجملة لهذا الشيء أو وظيفته

• قد يكون حساسًا بشكل غير عادي تجاه الضوء والصوت واللمس، وعلى الرغم من ذلك لا يبالي للألم أو الحرارة

• لا تشغله ألعاب التقليد أو اللعب التخيلي

• قد ينبهر بجسم أو نشاط ما بحماسة أو تركيز غير طبيعية.

• قد تكون لديه تفضيلات معينة من الأطعمة، مثل تناول القليل من الأطعمة فحسب أو رفض تناول الأطعمة ذات ملمس معين

مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/autism-spectrum-disorder/symptoms-causes/syc-20352928

[5] - ”التحفيز «التنبيه» اللمسي Tactile stimulation ينطوي على تنشيط الإشارات العصبية تحت سطح الجلد التي تُخبر الجسم بقوام «ملمس» الأشياء ودرجة حرارتها وأحاسيس اللمس الأخرى.“ ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://sciencing.com/what-is-tactile-stimulation-12284832.html

[6] - https://ar.wikipedia.org/wiki/حساسية_المعالجة_الحسية

[7] - ”اضطرابات النمو العصبي neurodevelopmental disorderهو ضعف النمو وتطور الدماغ أو الجهاز العصبي المركزي. يشير هذا المصطلح باختصار إلى اضطراب في وظيفة الدماغ التي تؤثر في العاطفة والقدرة على التعلم وضبط النفس والذاكرة والتي تكشف عن نمو الفرد.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_النمو_العصبي

[8] - تُستخدم نظرية التكامل الحسي لتفسير لماذا يتصرف الأفراد بطرق معينة ولتخطيط التدخل العلاحي لتخفيف صعوبات معينة يعانون منها، والتنبؤ بكيف يتغير السلوك نتيجة للتدخلات العلاجية. ”]كتبت جان أيريس التي وضعت نظرية التكامل الحسى،“ التكامل الحسي هو تنظيم الأحاسيس للاستخدام. تعطينا حواسنا معلومات عن الحالات المادية لجسمنا والبيئة المحيطة بنا... على الدماغ أن ينظم جميع أحاسيسنا إذا كان على الشخص أن يتحرك ويتعلم ويتصرف بطريقة مثمرة. " ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://en.wikipedia.org/wiki/Sensory_integration_therapy

[9] - https://medical-dictionary.thefreedictionary.com/clinical+presentation

[10] - ”“ السلوك التكيفي هو السلوك الذي يمكّن الشخص «عادةً ما يستخدم في مجال الأطفال» من التأقلم مع بيئته بأكبر قدر من النجاح وبأقل نزاع مع الآخرين. يستخدم هذا المصطلح في مجالات علم النفس والتربية الخاصة. يرتبط السلوك التكيفي بالمهارات أو المهام اليومية التي يستطيع الشخص ”العادي“ إكمالها، على غرار مصطلح المهارات الحياتية «11». " ترجمناه من تص ورد على هذا العنوان:

https://en.wikipedia.org/wiki/Adaptive_behavior

[11] - ”المهارات الحياتية «life skills» هي سلوكيات تستخدم بمسؤولية وعلى نحو ملائم في إدارة الشؤون الشخصية. وهي مجموعة من المهارات البشرية التي تكتسب عبر التعلمأو التجربة المباشرة التي تستخدم للتعامل مع المشكلات والاسئلة التي تواجه عادة حياة الإنسان اليومية. ويختلف تصنيف المهارات اعتماداً على المعايير الاجتماعية وتوقعات المجتمع والصفات الشخصية للمتعلمين من حيث العمر والجنس ومستوى التعليم والمهارات التي يتقنها الفرد عن غيره، ومستوى الاستيعاب لكل منهم. تكمن أهمية وجود المهارات الحياتية في حياة الفرد في قدرته على التكيّف مع كافّة الظروف، والنجاح في نهضة المجتمعات وازدهارها.“ مقتبس من نص ورد على عذا العنوان

https://ar.wikipedia.org/wiki/مهارات_حياتية

[12] - https://en.wikipedia.org/wiki/Stimming

[13] - ”النمطية stereotyping: في علم الطب وعلم النفس السريري النمطية هي حالة يقوم بها المرء بالتفوه أو التصرف أو التحرك بشكل متكرر وفق تقاليد معينة. تظهر هذه الأعراض النمطية عند المصابين باضطرابات مثل التخلف العقلي أو طيف التوحد أو خلل الحركة المتأخر أو في الأفراد النمطيين عصبياً. كما لوحظت النمطية في بعض أنواع الفصام؛ كما يعد الخرف الجبهي الصدغيأحد الأسباب العصبية الشائعة لظهور سلوكيات نمطية.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/نمطية

المصدر الرئيس

https://news.westernu.ca/2021/11/new-study-makes-sense-of-sensory-processing-in-autistic-children/