تكوين ”صور سيلفي ذهنية“
12 نوفمبر 2021
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 330 لسنة 2021
Psychologists reveal how we truly see ourselves by generating ”mental selfies“
Nov 12,2021
أثبت باحثون أن ”صور السيلفي الذهنية mental selfies“ يمكن أن تتأثر بمعتقداتنا في شخصياتنا وتقديرنا لذواتنا [1] . [مصطلح السيلفي selfie يعني صور نفسك بنفسك بإستخدام الأجهزة الذكية، [2] ]
لم يمر زمن علينا كنا فيه مهووسين إلى هذه الدرجة بمظهرنا أكثر مما نحن مهوسون به فيزمن ”السيلفي“ هذا. الكثيرون يناقشون بأن الهوس بصور السيلفي والتلاعب بالصور [3] قد يحول البعض منا إلى شخص نرجسي، بينما قد يعاني البعض الآخر من عدم رضاه عن صورة جسمه «مظهر جسمه، [4] » بدرجة كبيرة. ولكن كيف نرى أنفسنا بالفعل في عين عقلنا mind’s eye «انظر [5] »؟
باحثو علم النفس في جامعة بانغور Bangor في المملكة المتحدة وجامعة لندن هما أول من طور طريقة لتصور ”صور السيلفي“ الذهنية هذه التي نحتفظ بها في أذهاننا. اكتشفوا إلى أي مدى قد تشذ هذه الصورالداخلية عما يراه الآخرون، وأثبتوا كيف يمكن أن تتأثر بمعتقداتنا في شخصياتنا وبتقديرنا لذواتنا [1] .
في ورقة بحثية نُشرت في مجلة العلوم النفسية Psychological Science «انظر [6] » الدكتورة لارا مايستر Lara Maister من كلية العلوم الإنسانية والسلوكية بجامعة بانغور تثبت أنه ليس فقط كيف ابتكر فريق البحث طريقة للوصول إلى الصور الذهنية لدى الآخرين عن أنفسهم، ولكن أيضًا للمرة الأولى، توصلوا إلى مقارنة تلك الصور بالواقع الخارجي، واستكشاف كيف يمكن أن تتأثر تلك الصورة بمعتقداتهم عن سمات شخصياتهم.
في البحث الذي أجراه الفريق، عُملت محاكاة لصور المشاركين الذهنية لوجوههم باستخدام تقنية حوسبية تم استخدامها سابقًا لمساعدة باحثي علم النفس على تصور كيف نرى الأشياء عقليًا / ذهنيًا. لعمل صورة سيلفي ذهنية، رأى كل مشارك وجهين اعتباطيين / عشوائيين، وفي كل مرة يتعين على كل منهم اختيار وجه يشبه وجهه، تكررت العملية عدة مئات من المرات. في النهاية، تمكن الباحثون من ايجاد متوسط كل الصور التي اعتقد الناس أنها تشبه وجوههم بشكل أكثر، وهذا ساعد الباحثين علي تصور ”صور السيلفي الذهنية“ للمشاركين.
رسم توضيحي للاختيارات داخل البرنامج الحوسبي، يوضح كيف تتكون ”صورة السيلفي الذهنية.“
من صورة سيلفي «في اليسار» إلى صورة ذهنية «في اليمين»
أي وجه من هذه يشبه وجهك الحقيقي
لم تكن الصور الذهنية بالضرورة لتمثل الواقع بالضبط
من المثير للاهتمام، أن الفريق قد وجد أن صور الناس الذهنية لمِا يبدو أنها مشابهة لوجوههم لم تكن بالضرورة ممثلة للواقع بالضبط، بل كانت متأثرة بنوع الشخصية التي يعتقدون أنها تمثلهم.
تشرح الدكتورة لارا مايستر من كلية علم النفس بجامعة بانغور والمؤلفة الرئيسة للورقة: ”لقد طلبنا من كل مشارك توليف“ صورته السلفية الذهنية ”المحوسبة علي الكمبيوتر، وكذلك للإجابة على اسئلة استبيان تتعلق بنوع الشخصية وتقدير الذات للكشف عن أي شخص يعتقد أنه هو. وجدنا أن معتقداتهم عن أنفسهم أثرت بشدة في كيف يتصورون مظهرهم. على سبيل المثال، لو اعتقد شخص أنه شخص منفتح، فإنه يتصور وجهه على أنه يبدو أكثر ثقة وأكثر اجتماعيًا مما يبدو[وجهه] للآخرين“.
البروفيسور مانوس تساكيريس Manos Tsakiris، من رويال هولواي Royal Holloway، جامعة لندن ومعهد واربورغ Warburg حيث تم إجراء هذا البحث لاحظ مايلي: ”عندما نرى وجهًا جديدًا، نكوِّن انطباعًاعن هذا الشخص في غضون جزء من الثانية، بناءً على ما نراه. بصرف النظر عما إذا كان هذه الانطباع صحيحًا أم غير صحيح، فإنه يصبغ «يؤثر في» وجهات نظرنا عن أي نوع شخصية يحملها الشخص. بطريقة مماثلة ولكن معكوسة، أثبتنا حاليًا أن انطباعاتنا عن شخصيتنا تؤثر فعلًا في كيف نرى أنفسنا في عين عقلنا“.
في دراسة ثانية، استخدم الفريق نفس المقاربة لتصور صور الناس الذهنية لشكل أجسامهم. لقد وجدوا ليس فقط أن لدى الناس صورًا ذهنية غير واقعية لأجسامهم، بل هذه الصورالذهنية تتأثر بشدة بمواقفهم / توجهاتهم تجاه أنفسهم، لا بمظهرهم الواقعي.
يميل الأشخاص الذين لديهم توجهات انفعالية سلبية بالغة تجاه مظهرهم إلى تصور أنفسهم على أن لديهم جسم أكبر بكثير مما هو في الواقع.
البروفيسور ماثيو لونغو، من جامعة بيركبيك Birkbeck اللندنية، والذي كان أيضًا جزءًا من فريق البحث، اقترح ما يلي: ”سيساعدنا هذا العمل البحثي على فهم المزيد عن صورة الجسم [مظهر الجسم بالنسبة للشخص]. يمكننا الآن، ولأول مرة، أن نحصل على نظرة ثاقبة عن كيف يتخيل الآخرون مظهرهم، في الأشخاص الأصحاء وأولئك الذين يعانون من اضطرابات صورة الجسم «مظهر الجسم» كاضطراب التشوه الجسمي“ [7] .
تبنِّي هذه الطريقة قد يزود الأطباء الذين يعالجون من يعانون من اضطرابات مظهرالجسم بأداة جديدة لقياس ما إذا كانت العلاجات ناجحة أم لا. يتم حاليًا تقييم هذه الطريقة عادةً باستخدام الاستبيانات التي تقيم ما إذا كانت معتقدات المريض السلبية عن نفسه قد تغيرت.
يمكن أن يؤدي تطوير مثل هذه الأداة إلى تقييم ما إذا كانت الصورة الذهنية للفرد عن مظهره[مظهر جسمه الخارجي] قد تغيرت أيضًا.