آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

أجاثا كريستي وكونان وجيمس بوند والأبطال الخمسة

المهندس أمير الصالح *

لو سألت أحد الشباب من الجيل المعاصر والسابق، السؤال التالي: ما هو الرابط بين اسم الروائية أجاثا كريستي وبطل المسلسل الكرتوني المحقق كونان ورجل المهمات الاستخباراتية الصعبة، جيمس بوند؟. فإنك ستسمع ردودا متباينة أو متقاربة في الأغلب العام.

قد يرد عليك البعض منهم بعدم وجود أي رابط بين الأسماء الثلاثة، وقد يُعلق البعض أن تلك الشخصيات هي بين شخصية روائية وشخصية تصويرية كرتونية وشخصية تمثيلية، وكلها تشترك في أنها متخصصة في طرح وحل ألغاز تتعلق بالجريمة أو الجاسوسية لإثراء روح الإثارة وإرواء خصلة الفضول لدى الفتيان والشباب.

وقد يقول البعض كل تلكم الشخصيات أثرت العقل الاستقرائي بالتحليل المنطقي وتفعيل دور العقل في إيجاد الحلول وانتزاع بعض التجارب لبعض المواقف الصعبة والارتقاء بالحس الأمني لدى المشاهد أو القارئ، وأدوات الحل لكل ما كتبته أجاثا كريستي أو نجاح إنجاز مهمات جيمس بوند أو بطولات المحقق كونان تكمن كما يقول البعض في صقل البطل لمهاراته الذهنية والجسدية وحسن توظيفهم لهما من قبل الأبطال خلال تطور مجريات الأحداث.

جملة اعتراضية، صُدمت كما صُدم الملايين من متابعي شخصية سوبرمان الشهيرة بأنه تم ترويج ذات الشخصية حديثا بقالب رجل ذو انحيازات شهوانية لذات الجنس، وهذا مؤشر خطير جدا يخدم فيما يخدم تمرير مفاهيم غير مستقيمة مع الفطرة السليمة. فكم تمنيت أن ينطلق أهل الأدب والإنتاج السينمائي المحلي في صنع شخصيات بطولية مُلهمة للشباب والفتيات تتطابق والقيم والممارسات التي يُؤمن بها أهل الفطرة السليمة والفكر القويم.

في كل أفلام الإثارة التصويرية تكون طريقة الربط للأحداث مع وجود موسيقى مؤثرة محل جذب واستقطاب لعدد كبير وأكبر من الشباب والفتيات لمشاهدة مجريات الفيلم أو الاستمرار في قراءة الرواية أو متابعة مسلسلات كونان. بات من المعلوم الآن بأن أفلام الإثارة والأفلام البوليسية وأفلام التحقيقات الجنائية تهيج في نفوس المتابعين والمشاهدين إرواء حب الفضول والشغف على الوقوف على نهايات الأحداث.

في المقابل الكثير من الناس لا يربطون بين ما يقرءون ويُشاهدون ويسمعون في الواقع الذي يعيشونه والعالم الافتراضي الذي يقرءونه. وكان الأجدر من كل ذي لب أن يقرأ ويشاهد ويستمع إلى الوثائقيات التي تسلط الضوء على الواقع الذي عاشه أو يعيشه حيث توجد الكثير من الحلقات المفقودة والحوادث الغريبة والربط بين الماضي والحاضر واستقراء شكل المستقبل.

كنت سابقا أشاهد الأفلام الوثائقية التي تبثها هيئة الإذاعة البريطانية BBC ولكن مع بروز قنوات إذاعية احترافية أخرى مثل RT وDW وCBC وvice وغيرهم، أخذت أعدد مصادر المعلومات وأقارن بين رواية كل قناة فضائية وأفعّل خصائص الفكر النقدي critical thinking للموضوع الذي أبحث فيه بهدف استكشاف الرواية الأصدق أو السرد الأقرب للصحة والمنطق.

فعليا أسجل في أحيان ليست بالقليلة تضارب في رواية بعض القنوات والقنوات الفضائية الأخرى. وقد يكون من الجيد أن يُفعل الإنسان خواص التحقق والتمحيص والتفكير والنقد عند تناول أيا من الأحداث والقصص الإخبارية الواقعية سواء تاريخية أو معاصرة.

في فترة من عهد شبابنا كنا نقرأ روايات الأبطال الخمسة: السيد ”تختخ“ وأصدقاؤه. وتعلمنا من تلكم الروايات بعض آليات المقارنة والملاحظة والتدوين والوعي والحس والبداهة. وحديثا أشاهد بعض قنوات اليوتيوب لمتخصصين في علوم متنوعة وأستفيد من الأدوات العلمية والتحليل المنطقية المستخدم في إعداد تلكم البرامج. لا أعلم إلى أي مدى فتيان وفتيات هذا الزمان مستفيدين من البرامج والمقاطع التي يشاهدونها في تطوير حسهم الفني والعلمي والأدبي والأمني والنفسي والأخلاقي والتربوي!