آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

كيف نربط بين الذكريات السابقة لنتوصل إلى استنتاجات جديدة

عدنان أحمد الحاجي *

كلما كبرنا، أدمغتنا تربط بين مختلف الدروس المستفادة بشكل مختلف

15 نوفمبر 2021

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 329 لسنة 2021

As We Develop، the Brain Connects Lessons Learned Differently

Nov 15,2021


أعضاء المجموعة البحثية لأليسون بريستون يتفحصون صور الرنين المغناطيسي الوظيفي للدماغ. المصدر: فيفيان أباجيو.

وجدت دراسة جديدة لأنماط نشاط الدماغ عند الذين يُكلفون بمهمة الذاكرة أن الطريقة التي نتوصل بها إلى استدلالات / استنتاجات - والتي تتمثل في إيجاد الروابط غير الظاهرة بين التجارب «ذكريات الأحداث السابقة» المختلفة - تتغير بشكل كبير مع تقدمنا في العمر. نتائج الدراسة قد تؤدي في يوم من الأيام إلى استراتيجيات تعلم. اكتساب مخصصة تعتمد على إدراك الانسان وتطور دماغه.

وجد الباحثون أنه في حين أن الراشدين adults يكوِّنون ذكريات مدمجة integrated memories «انظر[1]  باستدلالات موجودة بالفعل، فإن الأطفال والمراهقين adolescents [ويعرفون أيضًا ب teenagers، الفترة العمرية الممتدة من 10 - 19 سنة، حسب منظمة الصحة العالمية، [2] ] يكوِّنون ذكريات منفصلة ويقومون بمقارنتها لاحقًا للتوصل إلى استنتاجات / استدلالات سريعة.

”كيف ينظم الراشدون adults [الفترة العمرية الاي تبدأ من 20 سنة] المعرفة ليست بالضرورة مثالية للأطفال، لأن استراتيجيات هؤلاء الراشدين قد تتطلب آليات دماغية ليست ناضجة تمامًا عند الأطفال،“ كما قالت أليسون بريستون Alison Preston، برفسورة علم الأعصاب وعلم النفس وكبيرة مؤلفي الدراسة المنشورة في مجلة نتشر للسلوك البشري Nature Human Behaviour في 15 نوفمبر 2021 «انظر [3] . شاركت أليسون في قيادة الدراسة مع المؤلفة الأولى مارغريت شليشتينغ Margaret Schlichting، التي كانت طالبة دكتوراه سابقًا في مختبر بريستون وأستاذة مساعدة في علم النفس في جامعة تورنتو حاليًا.

لفهم الفرق بين كيف يصل الراشدون والأطفال إلى استدلالات / استنتاجات، تخيل أنك قمت بزيارة لمركز رعاية نهارية للأطفال «روضة أطفال». في الصباح، ورأيت طفلاً وصل مع شخص راشد، ولكن في فترة ما بعد الظهر هذا الطفل غادر مع شخص راشد آخر. قد تستنتج من أن هذين الراشدين هما والدا الطفل وهما زوجان، وذاكرتك الثانية «للحدث الثاني» ستضم كلاً من الشخص الراشد الثاني الذي رأيته ومعلومات من تجربتك السابقة [رؤية للطفل مع الشخص الأول صباحًا] حتى تتمكن من أن تتوصل إلى استنتاج «تستدل على» أن الشخصين الراشدين [الشخص الذي أوصل الطفل إلى الروضة في الصباح والآخر الذي أخذه من الروضة بعد الظهر] - اللذين لم ترهما وهما معًا في الواقع - أنهما على صلة ببعضهما البعض [كونهما زوجين].

وجدت هذه الدراسة الجديدة أنه من غير المحتمل أن يتوصل الطفل الذي مر بنفس هاتين التجربتين «الذاكرتين» إلى هذا الاستنتاج / الاستدلال الذي من شأن الراشد أن يتوصل اليه أثناء التجربة الثانية. الذاكرتان غير مرتبطتين. لو طلبت من طفلك أن يستنتج مَنْ والدي ذالك الطفل الذي في الروضة، فبإمكان طفلك أن يستنتج «يستدل على» ذلك؛ عليه فقط أن يستعيد الذاكرتين «الحدثين الصباحي وما بعد الظهر» المنفصلتين عن بعضهما ومن ثن يبرر كيف يكون الشخصان الراشدان مرتبطين ببعضهما [أي كونهما والدي الطفل].

تختلف الآلية العصبية للأطفال والكبار، ويعتقد الباحثون أن الاستراتيجية التي يستخدمها الأطفال قد تكون مثالية للطريقة التي صممت بها أدمغتهم قبل أن تصل أنظمة الذاكرة الرئيسة في الحُصين وقشرة الفص الجبهي تمامًا إلى مرحلة النضج / البلوغ / التخصص mature. هذا الاختلاف قد يمنع الأطفال من استعادة الذكريات السابقة أثناء اكتساب معرفة جديدة وقد يحد من قدرتهم على الربط بين الأحداث.

”في غياب نظام ذاكرة ناضج mature، فإن أفضل ما يمكن للطفل فعله هو تذكر آثار traces ذاكرة دقيقة وغير متداخلة / متراكبة“. ”من خلال هذه الآثار الدقيقة للذاكرة، يمكن للأطفال أن يتذكروها لاحقًا لتعزيز استنتاجاتهم / استدلالاتهم بشأن علاقاتها بالأحداث الأخرى.“


تحضر هانا رومي Hanga Rome «إلى اليمين» ونيكول فارجا Farga أحد المشاركين في الدراسة لإجراء تصوير للدماغ بالرنين المغناطيسي الوظيفي. المصدر: فيفيان أباجيو Vivian Abagiu

طلب الباحثون من 87 شخصًا، تتراوح أعمارهم بين 7 و30 سنة، إلقاء نظرة على أزواج من الصور أثناء استلقائهم في جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي «fMRI»، والذي يقيس نشاط الدماغ عن طريق اكتشاف التغيرات الصغيرة في تدفق الدم حين مطالعتهم للصور وفرت فرصًا لاستنتاج علاقات بين أشياء لم تظهر معًا، كما هو الحال في المثال أعلاه المتعلق بالرعاية النهارية.

وجد الباحثون أن الإستراتيجية التي استخدمها المراهقون adolescents [من بين 10 إلى 19 سنة] للتوصل إلى استنتاجات / استدلالات كانت مختلفة عن تلك التي استخدمها الأطفال الصغار والراشدون. بالعودة إلى مثال الوالدين «الأم والأب» في الحضانة «الرعاية النهارية»، عندما يحتفظ المراهق adolescents بذكرى الشخص الثاني الذي جاء بعد الظهر إلى الروضة ليأخذ الطفل، فإنه يقوم بتثبيط الذكريات السابقة بما فيها الذاكرة الأولى [الحدث الأول حين وصل الطفل مع شخص كبير إلى الروضة في الصباح]. تصبح كل واحدة من الذاكرتين حتى أكثر تميزًا عن تلك الموجودة لدى الأطفال الصغار، وهناك عدد أقل من الاستدلالات / الاستنتاجات التلقائية بشأن صلة الشخصين الراشدين ببعضهما [كونهما زوجين / والدي الطفل].

قالت بريستون: ”قد يكون لدى المراهقين استراتيجيات تعلم / اكتساب ضُبطت بدقة لاستكشاف المحيط أكثر من استغلالهم لما يعرفونه بالفعل“.

هذا بالإضافة إلى دروس أخرى من الدراسة يمكن أن تؤثر في استراتيجيات تحسين التدريس والتعلم في مختلف الأعمار.

”من منظور نضج «بلوغ / تخصص مختلف شبكات» الدماغ، سيكون هناك اختلاف في مستوي النضج بين مختلف الناس، ويمكننا ابتكار استراتيجيات تعلم تستفيد من الآلية العصبية لكل شخص، بغض النظر عما إذا كان عمره 7 سنوات. أو 70 سنة،“ كما قالت بريستون.

مؤلفتا الدراسة الآخريتان هما كاثرين غوارينو Katharine Guarino من جامعة لويولا Loyola في شيكاغو وهانَّا روم Hannah Roome من جامعة تكساس في أوستن.

مصادر من داخل وخارج النص

[1] - ”دمج الذاكرة integrating memory يشير إلى فكرة تخزين ذكريات التجارب. الأحداث ذات الصلة ببعضها على أنها تمثيلات متداخلة في الدماغ، وتشكيل شبكات ذاكرة تغطي جميع الأحداث وتدعم الاستنباط المرن لمعلومات جديدة.“ ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4346341/

[2]  - https://www.britannica.com/science/adolescence

[3] - https://www.nature.com/articles/s41562-021-01206-5

المصدر الرئيس

https://news.utexas.edu/2021/11/15/as-we-develop-the-brain-connects-lessons-learned-differently/