آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 3:46 م

فائدة لغوية «48»: ”الهمزة في أول الكلمة“

الدكتور أحمد فتح الله *

الهمزة

الهَمْزَةُ: النُّقْرَةُ في الأَرض، وجمعها ”هَمَزات“، وهَمَزاتُ الشَّيطان: خَطَراتُهُ ووساوسُه. وفي التنزيل العزيز: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ [المؤمنون: 97] «المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية بالقاهرة» [1] .

والهمزة: صوتٌ شديدٌ، مخرجه من الحنجرة ولا يوصَف بالجهر أو الهمس.

ورسمه حرف من حروف المعاني، ويعد أولها. وللهمزة وظائف عديدة في اللغة العربية، نتناولها في بحث مستقل إن شاء الله.

إذًا، الهمزة بكونها حرف صحيح فهو يقبل الحركة، ويقع في أول الكلمة وفي وسطها وفي آخرها، ويرسم كرأس حرف العين  «ء»، وهي حرف من حروف الهجاء، وشكلها الأصلي ”الألف“، ولها صور عدة: ا - أ - إ - ؤ - ئ -  ـئـ - ء.

فأما الهمزة في أول الكلمة، فهي نوعان: همزة وصل وهمزة قطع، والتي في آخرها، تسمى ”المتطرفة“.

همزتا الوصل والقطع

همزة الوصل

هي همزة غير مكتوبة «تُرسم على شكل ألف دون همزة» تُلفظ عندما ينطق بها في أول الكلمة، ولا تلفظ إذا جاءت في وسط الكلام كأن يسبقها حرف من الحروف. أبرز أمثلة همزة الوصل هي الألف في ”أل“ التعريف. الغرض من همزة الوصل أن يتوصل بها إلى النطق بالساكن في بداية الكلمة.

مواضع همزة الوصل

لا تكتب الهمزة في الحالات التالية:

- في أل التعريف، مثل: الولد، الجبل، الشارع،

- في الأسماء العشرة: اسم، ابن، ابنة، اثنان، اثنتان، امرؤ، امرأة، ابنم، ايم الله، است،

- في أمر الفعل الثلاثي مثل: اكتب، اقرأ، ادرس،

- في ماضي الفعل الخماسي وأمره ومصدره، مثل: اسْتَمَعَ «ماضي»، اسْتَمِعْ «أمر» استِمَاع «مصدر».

- في ماضي الفعل السداسي وأمره ومصدره، مثل: استغفَرَ «ماضي» استغفِرْ «أمر» استغفار «مصدر»، 

تعريف همزة القطع

هي همزة تكتب وتُلفظ في جميع الأحوال، وتُرسم على شكل علامة الهمزة فوق الألف «أ» في حالتي الفتح والضم، وتحت الألف «إ» في حالة الكسر.

مواضع همزة القطع

تكتب الهمزة في أول الكلمة في الحالات التالية:

- في جميع الأسماء عدا الأسماء العشرة «ذكرت أعلاه»،

- في الضمائر المبدوءة بهمزة مثل: أنا، أنت وغيرها،

- في جميع الحروف، مثل: إن، أن، إلى، إذا،

- في كل فعل مبدوء بهمزة المضارعة سواء أكان ثلاثيًّا أو رباعيًّا أو خماسيًّا، مثل: أدرُس، أكتُب، أنتبِه، أقرأ، أُسافِر، أستحسن.

- في ماضي الفعل الثلاثي المبدوء بهمزة، مثل: أبى، أوى، أمر، أخذ،

- في ماضي الفعل الرباعي، مثل: أعلم، أحسن، أسلم،

- في أمر الفعل الرباعي، مثل أَسرِع، أمهِل،

- في مصدر الفعل الرباعي، مثل: إنجاز، إكرام، إفهام.

يتبع…. «فائدة 49»

 

[1]  الهُمَزَةُ «بضم الهاء وفتخ الميم»: الهامز؛ الذي يعيب الناس في الغيب، ويستوي فيها المذكَّر والمؤنَّث، فيقال: رجل هُمَزَةٌ، وامرأَةٌ هُمَزَةٌ، وفي القرآن الكريم.: ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ [الهمزة: 1]، وسميت السورة بها لورودها فيها. والهمز واللمز يأتيان بمعنى السّخرية، وظلم الناس باللسان أو باليد، وجاء في تعريف الهُمَزَة «الهامز»: الذي يعتدي على الناس بيده ويضربهم، أو من يؤذي الناس بلسانه، وقيل هو الطعن في الناس بشدة وعنف، بغير حقٍّ وبما ليس فيهم «تفسير ابن فورك، محمد بن الحسن بن فورك «2009»، ط1، ج3، ص 271».

[2]  يمكن التمييز بين همزة الوصل وهمزة القطع بإدخال ”الواو“ أو ”الفاء“ عليها ومحاولة نطقها. فإذا نُطقت فهي همزة قطع، كما في ”أبي“: ”وأبي“، ”فأبي“. وإذا اختفت في النطق فهي همزة وصل، كما في ”استغْفَر“: ”واستغْفَر“، ”فاستغْفَر“.
تاروت - القطيف