آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

«أم هادي» امرأة ذات وِفادة ملكيّة

ليلى الزاهر *

معاناتي في الكتابة تبدأ عندما أجهل كيف تكون البداية وكيف أستطيع أن أضع كلماتي في فوهة الحدث حتى يفهمني القارئ ويتأثر بنبض الكلمة ومن هنا يكون مُخاض الأفكار التي تدور بأفق أيّ كاتب بسيط مثلي.

غير أنني لم أجد صعوبة في الحديث عن امرأة جليلة الشأن مثل المربية الفاضلة «منى الخليفة».

بدايتي شقّت طريقها سريعًا عندما أبصرتُ تلك الحشود التي اجتمعتْ لمرافقة أم هادي إلى مسكنها الجديد حيثُ التشييع المهيب والوفادة الملكية التي حظيت بها هذه السيدة.

تداخلت الأصوات أثناء تشييعها لكنني لم أسمع منها سوى أم هادي، عرفت أن للموت عبقرية لم نهتدِ لها بعد، فكيف بجنازة يزفها حشد كبير من الناس؟!

حقيقة رأيت ذوقي الأدبي لم يحجم لحظة واحدة عن إمدادي بمفردات جعلتني أُردد مع هؤلاء الناس «أم هادي» بدموع انحدرت من مقلتيّ، فلن يكفيني ألفُ مقالٍ للحديث عن هذه المرأة وكشف النقاب عن سيرتها المعطاءة، وإماطة اللثام عن أنشطتها الدينية والاجتماعية التي كان باعثها احتساب الأجر والثواب من الله تعالى.

وفي سياقي المفجوع بابنة سيهات البارّة افترشتُ أدلةً كثيرة جاءت تترا على ألسنة المحبين والمقربين نعتوها بأجمل صفات وخصّوها بقلب رحيم يتعهد الجميع بالمحبة والرحمة فخلق منها ملاكا يتعطش لعمل الخير أينما حلّ وأقام.

لقد عرفتُ وعرف جميعُ من يحمل نعشها أنها رواية لم يغلق مؤلفها أحداثها بعد، قد تمتد عقودًا زمنيّة لأن أعمالها الخيرية خلّدت أثرها غصنًا يانعًا سوف ينمو مع تعاقب الأجيال. سوف ينقل الناس أخبار امرأة وهبت نفسها لخدمة المجالس الحسينية وقدّمت نماذج حسينية زاهية كأنوار مضيئة أضاءت العالم بذكر الحسين ووضعت خدمته الشريفة وساما فوق صدورها.

يفتقد أهل سيهات أياديك البيضاء أيتها المرأة الشجيّة بالنعي على الحسين، الجميع ينعي خطابك الاجتماعي الذي كان يهزّ فتياتنا من الأعماق ويلهم الكثيرات لنيل المعالي، ويحفّز أهل الهمم العالية لطلب المزيد من روافد الإحسان للآخرين.

﴿وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ [القصص: 77]

هذا الوميض القرآني منحك طاقة في العمل الاجتماعي فتضاعفت جهودك وحيا الله عملك، فطبتِ وطاب مثواك وحباك الله شرف ضيافة السيدة الزهراء سلام الله عليها.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
فاطمة فتحي النمر
[ القطيف ]: 21 / 12 / 2021م - 3:48 م
يعجز الكلام عن الكلام، رحم الله أم هادي وأحسنتم الطرح