آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 3:17 م

الوعي عند الإنسان والحيوان والذكاء الاصطناعي

عدنان أحمد الحاجي *

20 ديسمبر 2021

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 351 لسنة 2021

Consciousness in humans، animals and artificial intelligence

20 December 2021


هل الحيوانات أو الذكاء الاصطناعي قادر على امتلاك وعي؟

نظرية جديدة عن الوعي تمهد الطريق لدراسة هذه الظاهرة دراسة تجريبية. ليس فقط علي البشر.

توصل باحثان في جامعة الرور الألمانية في مدينة بوخوم Ruhr-Universität Bochum «والتي يطلق عليها اختصارًا ب RUB» إلى نظرية جديدة عن الوعي. لقد كان الباحثان يستكشفان طبيعة الوعي منذ فترة طويلة، مسألة كيف وأين يُنشيء الدماغُ الوعيَ، وما إذا أيضًا تمتلك الحيوانات وعيًا. يصف المفهوم الجديد الوعي بأنه حالة لها علاقة بالعمليات الإدراكية [المعرفية، وتسمي أيضًا الاستعرافية cognetive] المركبة / المعقدة - وليس كحالة بسيطة خاملة تصبح حالةً سائدة تلقائيًا عندما نكون في حالة استيقاظ.

البروفسور أرمين زلوموزيكا Armin Zlomuzica من مجموعة أبحاث علوم الأعصاب السلوكية والسريرية في RUB والبروفسور أكرم ديري Ekrem Dere. الذي كان يعمل سابقًا في جامعة السوربون في باريس، وحاليًا في RUB، نشرا هذه النظرية في مجلة ابحاث الدماغ السلوكي Behavioral Brain Research. النسخة المطبوعة من هذه المجلة ستصدر في 15 فبراير 2022، وأما الورقة فهي متاحة الكترونيًا على الإنترنت من نوفمبر 2021 «انظر[1] ».

”الفرضيات التي تقوم عليها نظرية المنصة platform theory التي طرحناها عن الوعي يمكن اختبارها في دراسات تجريبية،“ بحسب ما ذكر المؤلفان عن أحد خصائص هذا المفهوم الذي يتميز به على النماذج البديلة. ”وبالتالي، يمكن استكشاف عملية الوعي لدى البشر والحيوانات أو حتى ضمن إطار الذكاء الاصطناعي.“

نظرية المنصة بالتفصيل

طُبقت العمليات الاستعرافية المعقدة «المركبة» التي ترتبط بالوعي على التمثيلات العقلية «التصورات الذهنية،[2] ، وفقًا لنظرية المنصة.

يمكن أن تشمل العمليات الاستعرافية المعقدة «المركبة» الادراكَ الحسيَ[3]  والمشاعر والأحاسيس والذكريات والتخيلات والتداعي / الاقتران [4] . العمليات الاستعرافية الواعية ضرورية، على سبيل المثال، في المواقف التي لم يعد فيها السلوك أو العادات المكتسبة كافية للتكيف مع الوضع. لا يحتاج الناس بالضرورة إلى وعي لقيادة سيارة أو للاستحمام. ولكن عندما يحدث شيء غير متوقع، يلزم اتخاذ إجراءات استعرافية واعية لايجاد حلول لهذا الوضع. كما أنها ضرورية للتنبؤ بالأحداث أو المشكلات المستقبلية ولوضع استراتيجيات تكيف مناسبة. والأهم من ذلك، تعتبر العمليات الاستعرافية الواعية أساس السلوك التكيفي والمرن الذي يمكّن الإنسان والحيوان من التكيف مع الظروف البيئية الجديدة.

وفقًا للنظرية الجديدة، تأخذ الإجراءات الاستعرافية الواعية مجراها على أساس ما يسمى بالمنصة المتواجدة دائمًا على الخط online platform، وهو نوع سلطة تنفيذية مركزية تتحكم في المنصات التابعة لها. المنصات الأساسية التابعة، على سبيل المثال، يمكن أن تعمل كوسائط تخزين للمعرفة أو الأنشطة.

الوصلات الكهربائية بين الخلايا العصبية «المشابك العصبونية» ضرورية

العمليات الاستعرافية الواعية يتم تسهيلها من خلال التفاعل بين الشبكات العصبونية المختلفة. أرمين زلوموزيكا وأكرم ديري يعتبران أن المشابك الكهربائية، والمعروفة أيضًا باسم المجسرات «المترجم: استعرنا هذا المصطلح لأنها تجسر بين الفجوات كما فهمناها من [5] ، مهمة في هذا السياق. هذه البنيويات تسمح بنقل الإشارات بين الخلايا العصبية بسرعة هائلة. وهي تعمل بشكل أسرع بكثير من المشابك synapses الكيميائية، حيث يحدث الاتصال بين الخلايا من خلال تبادل النواقل العصبية ومعدِّلات المستقبلات receptor modulator.

تجربة ممكنة

يقترح المؤلفان على سبيل المثال التجربة التالية لاختبار نظرية المنصة التي وضعاها: إنسان أو 'حيوان تجارب' أو ذكاء اصطناعي يواجه «تقدم له» مسألة / مشكلة جديدة لا يمكن حلها إلا بالجمع بين قانونين / قاعدتين أو أكثر تم اكتسابهما ضمن سياق مختلف. لا يمكن تحقيق هذا المزيج الخلاق من المعلومات المخزنة وتطبيقه على مشكلة/ مسألة جديدة إلا باستخدام العمليات الاستعرافية الواعية.

من خلال إعطاء / حقن مواد دوائية pharmacological substances التي تحصر blocks المجسرات gap junctions، سيكون الباحثون قادرين على اختبار ما إذا كانت هذه المجسرات تضطلع بالفعل بدور حاسم في العمليات. يجب أن تقوم حاصرات blockers المجسرات بتثبيط الأداء في هذه التجربة. ومع ذلك، يجب أن يظل التنفيذ الروتيني لكل قاعدة / قانون من هذه القواعد، في الأطر التي اُكتسبت فيها، ممكنًا.

ويشير المؤلفان إلى ”أي مدى يمكن أن يعتبر الذكاء الاصطناعي، والذي يتمكن بشكل مستقل من حل مسألة / مشكلة جديدة ومعقدة لا يوجد لها خوارزمية حل محددة مسبقًا، واعيًا أيضًا“. ”يجب استيفاء العديد من الشروط: ومن شأن الشرط الأول منه، على سبيل المثال، أن يكون مستوفيًا إذا طَرحَ الذكاء الاصطناعي استراتيجيةً لمكافحة الجائحة بنجاح عن طريق الفرز المستقل للمعلومات من الإنترنت وتقييمها واختيارها ودمجها بشكل خلاق.“

مصادر من داخل وخارج النص

[1] -https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0166432821005830?via%3Dihub

[2] - ”التمثيل العقلي أو التمثيل المعرفي أو التصورات الذهنية «Mental representation» هو التمثُّل الرمزي للواقع الخارجي فرضيًا وداخليًا ومعرفيًا. يوجد المصطلح في فلسفة العقل وعلم النفس المعرفيوالعلوم العصبية والعلوم المعرفية / الادراكية «الاستعرافية». أو هو عملية عقلية معرفية تستخدم ذلك التمثل الرمزي، «نظام رسمي لإنشاء كيانات أو أنواع معينة صريحة من المعلومات، مع تحديد طريقة فعل ذلك». التمثيل العقلي هو الصور الذهنية التي يحدثها العقل للأشياء التي لاتستطيع الحواس الإحاطة بها. في الفلسفة المعاصرة، وتحديداً في مجالات ما وراء الطبيعة مثل فلسفة العقل وعلم الوجود، يعد التمثيل الذهني أحد الطرق السائدة لتفسير ووصف طبيعة الأفكار والمفاهيم المجردة. تُمكّننا التمثيلات العقلية «أو الصور الذهنية» من تمثيل الأشياء التي لم يسبق لنا تجربتها عن طريق الحواس وكذلك الأشياء غير الموجودة في الواقع. تخيل أنك تسافر إلى مكان لم يزره أحد من قبل أو أن لديك ذراعًا زائدة. هذه الأشياء لم تحدث قط، أو هي مستحيلة الحدوث وغير موجودة في الواقع، لكن عقلنا وصورنا الذهنية تسمح لنا بتخيلها. على الرغم من أنه يرجح كون هذه العملية عملية استدعاء وتكوين صور ذهنية مرئية، فإن الصور الذهنية قد تتضمن تمثيلات لأي من التجارب الحسية، كالسمع أو الشم أو التذوق. يقترح ستيفن كوسلين، عالم النفس الأمريكي، أن العقل يستدعي الصور للمساعدة في حل أنواع معينة من المشاكل. نحن قادرون على تصور المفاهيم والتجريدات التي لانفهمهاونمثلها عقلياً لنفهمها. تتيح التصورات الذهنية أيضًا للناس تفسير الأشياء الموجودة أمامهم مباشرةً، على الرغم من أن عملية تفسير الدماغ للمحتوى العقلي الذي يُمثَّل ما زالت موضع نقاش.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/تمثيل_عقلي

[3] - ”الإدراك الحسي «من اللفظ اللاتينيالتصور «Perceptio»، هو تنظيم المعلومات الحسية وتحديدها وتفسيرها من أجل تمثيل وفهم المعلومات أو البيئة المقدمة. وينطوي للادراك الحسي على الخمس الحواس، بالاضافة إلى الادراك الاجتماعي وادراك الكلام. يعتبر الإدراك الاجتماعي جزءًا من الإدراك الذي يسمح للناس بفهم الأفراد والجماعات في عالمهم الاجتماعي. وبالتالي، يعتبر عنصرًا من عناصر الاستعراف الاجتماعي. إدراك الكلام هو العملية التي يتم عن طريقها سماع اللغة المنطوقة وتفسيرها وفهمها. يسعى البحث في هذا المجال إلى فهم كيفية تعرف المستمعون على صوت الكلام «أو الصوتيات» واستخدامهم هذه المعلومات لفهم اللغة المنطوقة. يتمكن المستمعون من إدراك الكلمات في مجموعة واسعة من الظروف، إذ يمكن أن يختلف صوت الكلمة على نطاق واسع وفقًا للكلمات المحيطة بها وإيقاع الكلام، بالإضافة إلى الخصائص الفيزيائية، واللهجة، والنبرة ومزاج المتحدث.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/إدراك_حسي

[4] - ”التداعي «الاقتران» في علم النفس يرجع إلى الاتصال العقلي بين المفاهيم والأحداث والحالات العقلية التي تنشأ عن تجارب معينة. يتواجد التداعي في العديد من مدارس الفكر في علم النفس بما في ذلك السلوكية والارتباطية والتحليلية النفسية وعلم النفس الاجتماعي والبنيوية. نشأت فكرة التداعي من أفلاطون وأرسطو، وبالأخص فيما يتعلق بتتالي الذكريات، وتابع العمل عليها فلاسفة من أمثال جون لوك وديفيد هيوم وديفيد هارتلي وجيمس ميل. ويتركز عملها في علم النفس الحديث في مجالات الذاكرة والتعلم ودراسة السبل العصبية.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/تداع_ «علم_النفس»

[5] - ”التجسيرات gap junctions هي تجمعات من قنوات بين الخلايا تسمح بنقل الأيونات والجزيئات الصغيرة بين الخلايا مباشرة. وصف في البداية على أنها مسارات أيونية منخفضة المقاومة تربط الخلايا القابلة للاستثارة «خلايا العصب والعضلات»، وُجد أن هذه التجسيرات تربط تقريبًا بين جميع الخلايا في الأنسجة الصلبة.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2742079/

المصدر الرئيس

https://news.rub.de/english/press-releases/2021-12-20-psychology-consciousness-humans-animals-and-artificial-intelligence