آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

من فنون المحافظة على العلاقة بمن نحب

المهندس أمير الصالح *

فن التعامل مع الآخرين وخاصة من نحب يلعب دورا أساسيا في تقوية العلاقة واستمرارها والمحافظة عليها من الشوائب والمعكرات. العلاقة الإنسانية بمن حولنا قد تكون في إطار مجاورة أو زمالة أو مصاحبة أو صداقة، إلا أن أسمى علاقة هي علاقة تتوج بالمحبة والمعزة الشديدة.

من فنون الاستمرار في العلاقات الإنسانية خاصة لتلكم العلاقات الطيبة العزيزة على القلب هو وزن المسافة بينك وبين من تحب. لأن القرب الزائد يولد احتكاك والابتعاد الزائد يسبب جفاف. وقديما قيل في بعض الأمثلة الدارجة «زُر غِبًّا تزدَد حُبًّا» وفي المقابل قيل في مثل آخر: «بعيد عن العين، بعيد عن القلب». فالقرب الكثير جدا بمن تحب قد يولد نوع من الحساسية الغير محسوسة وبالنتيجة ارتكاب أخطاء غير مقصودة وقد تنتج إحداها إلى الاصطدام وخسارة العلاقة. والبُعد الطويل حتما يولد الجفاء وورود أفكار سوداوية عند أحد الأطراف ضد الآخر ويدخل الشيطان بين الأطراف ليوظف ”خاصية سوء الظن“ بالآخرين. فالاعتدال أساس للنجاح في العلاقة كما في معظم شؤون الحياة. وهناك أيضا أمور أخرى عديدة تسقى شجرة استمرار العلاقة الصحيحة والصحية.

لعل تجنب أطراف العلاقة:

أ - تسجيل الأخطاء والهفوات، أو
ب - التلميح بذكر الأخطاء والهفوات أمام من يحبون، أو
ج - استغلال الميانة الزائدة والفضول الزائد، أو
د - العتاب الزائد وكثرة اللوم، أو
ه - ابتزاز العلاقة وعدم المصارحة والنكد وانعدام اللباقة

عند تجنب تلكم الأمور فهذا يعني بأن كل الأطراف أو طرفي أي علاقة مهتمون بإبقاء العلاقة مستمرة وصحية حتى آخر نفس.

فاغفروا زلات أحبابكم وغضوا الطرف عن هفواتهم، فإنهم هم من يهتم بكم وقت المصاعب ويتابع أخباركم ويتواصل معكم ويحرص على مد جسور المحبة بكم حيثما تتاح الفرص لهم لأنكم بالفعل تلامسون قلوبهم بجميل إطلالاتكم وكرم أخلاقكم ولطيف حديثكم وكرم عواطفكم. وترجمان كل ذلك هو الحرص على عدم فقدان العلاقة الصحية بمن نحبهم ونعتز بهم.