آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 12:34 ص

بواكيرُ النسائمِ‎‎

ناجي وهب الفرج *

لاَحَ رَوْنَقُ و تَنَفَّسَ صُبحُ ، ورَقَّتْ مُقلةٌ و تَمتَمَ ثَغْرُ ، و استنزلتْ مُلِمَّةٌ مِنْ بهاءِ عشقٍ . 

و درَأتْ كُدْرًا مِنْ ضائقةِ كربٍ . هون ارتحلَ بسموِ نفسٍ ، وتضاءلَ وُزِرٌ مِنْ عظيمِ وقعٍ . 

مزاميرُ داوودَ، صحائفُ موسى ، تراتيلُ محمدٍ نسجتْ فيها  بخطٍ و عمقٍ. 

حَذِقَتْ  ألبابٌ بها سنتْ ورقتْ في بهاءِ  صفوٍ غايةِ وجدٍ . 

زَفَ نغمُ الدارِ ترانيمَ نسائِمٍ اسَتْدرتْ مِنْ  فَوْحِ عِطرٍ .

و خدٌ ارتسمتْ فيهِ شغفُ الوالهِ مِنْ  نازلةِ دهرٍ .  

بَدْءُ أُرْجُوزةٍ غزلتْ مِنْ لاهبةِ عصرٍ ، و تنامتْ بثقلِ  هُوّةٍ ورَدَفٍَ مع قلةِ صبرٍ . 

تباهتْ زُمَرُ و خفتْ بوحلٍ و تلتْ عُقبها  مِنْ  سوءِ مُنْقَلًبٍ و عَسرٍ . 

تماهتْ سُدُمُ سماءٍ بما حلَ بها مِنْ  شَرَرٍ و عَطْبٍ . 

غَدَت بعدَ زُخُرُفِها و حُسنِها ترهلُ مما اعتراها مِنْ قُبحٍ و  خِزيٍ . 

و تأرجحتْ أفئدةٌ  لم تفئ من خطبِ هولها من بينَ مدٍ وجزرٍ . 

لملمتْ عثراتها دونَ طائلٍ من غيرِ وجلٍ و عذرٍ . 

ارتمتْ و اسرجتْ و ألجمتْ في شتاتٍ و وهنٍ .

غيبتْ أَنْفُسٌ تَرَاءتْ لها و افترشَتْ سُباتها بعُشْبٍ و بُسرٍ. 

علقَّتْ بوهمِ حبالها مما ذلها في يومِ عسيرةٍ و نكايةِ دهرٍ . 

صدعٌ حالَ دُونَ رأبهِ عنادُ تجذر منشئهُ تبنتهُ هامةُ دانيةُ بعارٍ و قُبحٍ . 

ترأف البارىءُ بهم و انتشلَ أنفسهم الوعرةِ من رزيةٍ و غيٍ و سُخطٍ.

نائب رئيس مجلس إدارة جمعية العوامية الخيرية للخدمات الاجتماعية