ما نعتقد أننا نعرفه - ولكن قد لا نعرفه - يدفعنا إلى الاستزادة من المعرفة
23 مايو 2019
المترجم : عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 359 لسنة 2021
What we think we know — but might not — pushes us to learn more
May 23,2019
إذا كنت تعتقد أنك تعرف حيوان الحقل أقرب الأقارب بالتيرانوصور، الشهير ب تي ركس T-Rex «انظر [1] ، والشكل أدناه»، أو الرئيس الأمريكي الذي كان مصدر إلهام لصنع عنيبات الجلي بنكهة التوت - ولكنك لست متأكدًا تمامًا - فمن المرجح أنك تود أن تراجع علاقة الدجاج بالديناصورات أو رغبة رونالد ريغان في الحلويات المحشوة بالجلي.
هل تعلم أن تشريح التنين الأسطوري في مسلسل لعبة العروش التلفزيوني ”Game of Thrones“ مستند إلى الدجاج والذي صادف أنه أقرب الأقارب للتيرانوصور، الشهير ب تي ركس T-Rex؟ تثير مثل هذه الأسئلة التافهة فضولنا وتدفعنا للاستزادة من المعرفة. «المصدر: تلفزيون HBO»
هذا لأن شكوكنا فيما نعرفه تثير فضولنا ويمكن أن تحفزنا على أن نستزيد من المعرفة، وفقًا لبحث من جامعة كاليفورنيا في بيركلي.
النتائج، التي نُشرت على الإنترنت في مجلة Psychonomic Bulletin & Review «انظر[2] ، تطعن في الاعتقاد السائد بأن الفضول بشكل عام هو المحرك الرئيس لاكتساب المعرفة. كما أنها تعطي معنىً جديدًا لمنهج مونتيسوري[3] لاستعداد الطفل للتعلم، والذي يشجع الأطفال على الامتثال لفضولهم الطبيعي [وهو كون المرء تواقًا للتعلم والاكتشاف].
”من المألوف جدًا التحدث عن الفضول كاستراتيجية لزيادة التعلم، ولكن من غير الواضح كيف يًسترعى فضول الناس ويُحافظ عليه قائمًا،“ كما قالت كبيرة مؤلفي الدراسة سيليست كيد Celeste Kidd، أستاذة مساعدة في علم النفس في جامعة كاليفورنيا في بيركلي. ”تفيد دراستنا بأن عدم اليقين - عندما تعتقد أنك تعرف شيئًا ما وتكتشف أنك لا تعرف عنه شيئًا - هو الذي يؤدي إلى أغلب ما يمارس من فضول وتعلم.“ التطبيقات العملية تنطوي على ملاءمة التعلم في الصفوف الدراسية لمفاهيم الطلاب الخاطئة «الأوهام التي تعتريهم» بخصوص ما يعرفونه.
"الطلب من الطلاب شرح كيف تعمل الأشياء يمكن أن يكون تدخلًا تعليميًا فعالاً لأنه يجعلهم مدركين لما لا يعرفونه ويشعرون بالفضول بشأن ما يحتاجون إلى معرفته، كما قالت المؤلفة المشاركة في الدراسة، شيرلين ويد Shirlene Wade، الباحثة الزائرة في مختبر الدكتورة كيد لعلم النفس بجامعة كاليفورنيا في بيركلي.
على سبيل المثال، إذا سئل الطلاب عن أسباب تغير المناخ، أو كيف تعمل الدراجة أو عن الفصل الدستوري بين السلطات في الولايات المتحدة - وأدركوا أن لديهم معرفة جزئية فقط عن كيف تعمل هذه الأشياء - فضولهم يكون محفزًا، ويصبحون منفتحين أكثر على التعلم، حتى يكون جوابهم صحيحًا في المرة القادمة.
سانسا ستارك، الشخصية التي توقع الكثيرون أنها ستفوز بالعرش الحديدي في المسلسل الدرامي، لعبة العروش «الذي عرض على شاشة تلفزيون HBO»
وفي الوقت نفسه، الأشياء التي لا نعرف عنها شيئًا - أو نعرف الكثير جدًا عنها - قد تبعث على عدم الاهتمام أو حتى على الملل.
خذ مثلاً ”لعبة العروش Game of Thrones“ «انظر[4] ، مسلسل فانتازيا العصور الوسطى التلفزيوني. إذا كنت من كبار المعجبين وتوقعت، بشكل خاطئ، أن Sansa سينتهي بها المطاف على العرش الحديدي[5] ، فمن المرجح أن تقوم بمراجعة جميع الشخصيات في المسلسل وتغيير الحبكة[6] لتشاهد ما فاتك.
”الفضول ينظم سيل المعرفة الذي اخترنا أن نستوعبه، المعرفة تنطوي على معلومات عن“ لعبة العروش، " كما قالت كيد.
كيف أجروا الدراسة لهذه الدراسة، تم اختبار 87 راشدًا من جميع أنحاء البلاد على الإنترنت لمدة ساعة تقريبًا للاجابة عن 100 سؤال تافه.
في مرحلة التعلم من مراحل التجربة، قدم كل مشارك في الدراسة أفضل تخمينه للاجابة على كل سؤال من هذه الأسئلة التافهة، وما إذا كان المشارك يعتقد أن إجابته صحيحة.
صُنف المشاركون أيضًا بحسب أي مدى اعتقدوا أن إجاباتهم كانت دقيقة ومدى فضولهم لمعرفة الإجابة الصحيحة على مقياس يتكون من 1 إلى 7. ثم عُرض على المشاركين الإجابة على السؤال التافه لمدة خمس ثوانٍ وطُلب منهم تقييم مستوى دهشتهم.
بعد ذلك، دخلوا في مرحلة الاختبار في التجربة وأجابوا على نفس الأسئلة التافهة، باستثناء تلك الأسئلة التي أجابوا عليها بشكل صحيح في مرحلة التعلم.
بمجرد تسليم جميع الإجابات، استخدم المقيِّمون المستقلون مقاييس موضوعية لحساب مدى قرب كل إجابة دقةً من الاجابة الصحيحة وقياس الفجوة بين اعتقاد المشارك بأن إجابته كانت دقيقة بالنسبة لدقتها الحقيقية الفعلية.
في المتوسط، أجاب المشاركون على 18 سؤال في مرحلة التعلم وعلى 69 سؤال في مرحلة الاختبار بشكل صحيح. مستويات فضولهم تعكس اهتمامًا مرتفعًا أو منخفضًا بحسب موضوع السؤال. بشكل عام، أولئك الذين اعتقدوا أن أفضل اجاباتهم التخمينية الأولية كانت قريبة من الإجابة الصحيحة أبدوا أكبر قدر من الفضول.
”أولئك الذين كانوا أكثر فضولًا كانوا أفضل في تخمين الاجابة الصحيحة في مرحلة الاختبار، مما يفيد بأنهم كانوا محفزين ذهنيًا للتعلم بشكل أكثر.“ كما قالت وايد.
بالإضافة إلى الكشف عن نوع معين من الفضول الذي يبعث على التعلم، قد تساعد النتائج التي توصلوا اليها في تعزيز نظريات ماريا مونتيسوري، التي كان ولا زال منهجها المتمحور حول الطفل في الاستعداد للتعلم ممارسًا منذ أواخر القرن التاسع عشر حتى يومنا هذا.
”قالت ماريا مونتيسوري إنه يجب أن تقدم للأطفال شيئًا هم على استعداد لتعلمه، لكنها لم تذكر بشيء من التفصيل عما يعنيه كون الطفل مستعدًا للتعلم،“ كما تقول كيد. ”هذه النتائج التي توصلنا إليها تذكر بالتفصيل فكرة الاستعداد من خلال اثبات أن ما يعتقد الأطفال أنهم يعرفونه، ولكنهم لا يعرفونه، يمكن أن يعزز فضولهم ويحفزهم على التعلم.“
