آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 8:29 م

دراسة: آليات الدماغ المعنية بالتعلم والاكتساب تلعب دورًا أيضًا في الامتثال الاجتماعي

عدنان أحمد الحاجي *

بقلم ديانا ييتس

21 ديسمبر 2021

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 20 لسنة 2022

Study: Brain mechanisms involved in learning also drive social conformity

Diana Yates

21 December 2021

بعض أنظمة الدماغ نفسها المعروف عنها أنها تلعب دورًا في التعلم من التجربة والخطأ تعمل أيضًا عندما يلتزم الناس بالأعراف الاجتماعية، كما أفاد باحثون في دراسة جديدة. [المترجم: التجربة والخطأ تعني أن يجرب المرء عدة طرق حتى يصل إلى نتيجة أو طريقة صحيحة]. وقالوا إن هذه النتائج مهمة، لأن تغيير المرء سلوكه ليتوافق مع سلوك أقرانه يمكن أن يسهم في بناء المجتمع أو - بناءً على أهداف الجماعة وقيمها - قد يسهم في انهيار المجتمع.

نُشرت الدراسة في مجلة الفسيولوجيا النفسية Psychophysiology «انظر[1] . ”تفيد نتائجنا أن سلوكيات الآخرين لها تأثيرات عميقة في أدمغتنا، والتي ستستخدم هذه الأمثلة كقرينة ترشد المرء للتمييز بين الصواب والخطأ،“ كما قال بول بوجدان Paul Bogdan، طالب الدراسات العليا بجامعة إلينوي في مدينة أوربانا شامبين، الذي قاد البحث مع برفسور علم النفس فلورين دولكوس Florin Dolcos والبرفسورة ساندا دولكوس Sanda Dolcosمن معهد بيكمان Beckman للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة. ”نحن نرى أن دافعنا للإمتثال للجماعة هو جزء محوري من سيكلوجيتنا، والتي لها ارتباط وثيق بأنظمة / أجهزة الدماغ المهمة التي تدعم التعلم،“ [المترجم: الامتثال الاجتماعي أو التبعية social conformity يعني تقييد وحصر المرء تصرفاته أو أفكاره أو مبادئه أو أعرافه إو حتي قناعاته ضمن تلك التي لجماعة معينة، وذلك للحفاظ على القبول الاجتماعي من أفراد تلك الجماعة، كما استفدناه من غير مصدر]..

شرع الباحثون في معرفة كيف يتعامل الدماغ مع المواقف / الاتجاهات الاجتماعية. من أجل ذلك، طلبوا من المشاركين أن يلعبوا نسخة معدلة من ”لعبة الإنذار“ الاكترونية «[3] ,[2] »، حيث يقترح أحد اللاعبين [مقدم العرض] كيف يقتسم 10 دولارات مع لاعب آخر. اللاعب الآخر، [”المستجيب“]، إما قبول عرض مقدم العرض أو رفضه. فإذا رفض المستجيب القسمة المقترحة، فلن يحصل أي من الطرفين على أي مبلغ من المال.

”الهدف من اللعبة هو زيادة أرباح اللاعب إلى الحد الأقصى، لذا فإن قبول أي عرض سيكون هو السبيل المنطقي للمضي قدمًا،“ بحسب ما قال فلورين دولكوس. ”لكن الناس لا يتصرفون بشكل عام بهذه الأسلوب. إذا شعروا أن العرض غير عادل / منصف، فمن المحتمل أن يرفضوه، ويجازوا شركاء اللعبة، غير المنصفين على عدم انصافهم إياه، على الرغم من أن هذا يأتي على مسؤليتهم الخاصة“.

تناوب المشاركون في اللعبة بين لعب دور مقدم العروض وبين دور المستجيب. خلال التجربة، تفاعل المشاركون مع جهاز كمبيوتر، بيد أنهم اعتقدوا أنهم يتعاملون مع ناس آخرين.

”هذا التصميم يحاكي التفاعلات التي تتردد داخل المجتمع ويلقي الضوء على كيف تتشكل العلاقات التعاونية ويُحافظ على استمرارها،“ كما قال فلورين دولكوس.

أراد الباحثون أن يكتشفوا العلاقة بين كيف يتفاعل الناس عندما يقبل شركاؤهم في اللعبة عروضهم أو يرفضوها وكيف يتغير سلوكهم بعد أن يتغير دورهم ويصبحوا هم من يقبل أو يرفض العرض.

”يتشكل / يتأثر سلوكنا بشكل غير مباشر من خلال مراقبة تصرفات أقراننا، والتي في كثير من الأحيان تثير الدوافع للتوافق مع والامتثال لسلوكهم وتقليده،“ كما كتب المؤلفون. ”السؤال الرئيس هو كيف للأنظمة الإدراكية العصبية neurocognitive systems المرتبطة بمعالجة تصرفات الأشخاص الآخرين تتداخل مع الآلية المخصصة للتعلم مباشرة من المكافآت والخسائر «المكاسب والخسائر].“ [المترجم: تسمى الأنظمة الإدراكية العصبية neurocognitive systems أيضًا ب cognitive systems وتعتبر مصدر جميع العمليات والمخرجات العقلية المنبثقة من النشاط العصبي المعقد في الدماغ، [4] ].

استخدم الفريق أجهزة مخطط كهربية للدماغ EEG لتتبع النشاط الكهربي في أدمغة المشاركين أثناء لعبهم اللعبة. يسجل مخطط كهربية الدماغ استجابات الدماغ في فترة تستغرق مئات من الألف من الملّي ثانية [الملّي ثانية = واحدة على ألف من الثانية] بعد تلقي الدماغ محفزًا / منبهًا. أشار الباحثون أيضًا إلى مناطق في الدماغ معنية بتلك الاستجابات.

”قمنا بتقييم كيف استجاب المشاركون لقبول أو رفض عروضهم من قبل شركائهم في اللعبة، ثم بحثنا عن أنماط نشاط في أدمغتهم تزامنت مع قراراتهم لتقليد / محاكاة قرارات شركائهم في اللعبة بعد أن تغير دورهم،“ بحسب ساندا دولكوس.

رأى الفريق أن المشاركين قد تأثروا بكيف تصرف شركائهم في التفاوض على تقسيم المبلغ المالي خلال اللعبة.

”لقد أصبحوا أكثر كرماً بعد تلقيهم عروضاً سخية من شركائهم في اللعبة، ولكنهم كانوا أكثر أنانية بعد تلقيهم عروضًا أنانية،“ كما قال بوغدان، "ووجدنا أن دافع الامتثال للجماعة كان مرتبطًا بنفس أنماط المخطط الكهربي للدماغ EEG بعد ما غير الشخص سلوكه بعد قبوله أو رفضه العرض المالي.

”تُثبت هذه النتائج أن نفس نظام الدماغ يوجه كلا المسارين لتغيير السلوك“. ”وهذا يفيد بأن الناس يكتسبون / يتعلمون من المعلومات / المعطيات الاجتماعية بشكل مشابه لطريقة تعلمهم بأنفسهم من خلال التجربة والخطأ.“

قال بوغدان إن الدراسة تقترح أن معرفة نظرة المرء إلى ما يدور حوله ”يتطلب أخذ الأشخاص الذين تربطهم علاقة به في الاعتبار“. ”في أغلب الأحيان، ستكون هذه هي عبارة عن قرائن ترشدهم لتمييز الصواب من الخطأ [المترجم: اظن أن ذلك يشمل أيضًا ما هو بحكم هاتين المفردتين من مترادفاتهما].“

مصادر من داخل وخارج النص

[1] - https://onlinelibrary.wiley.com/doi/10,1111/psyp.13985

[2] - ”لعبة إنذار هي تجربة أو لعبة كما تسمى في حقل الاقتصاد التجريبي. حظيت باهتمام كبير لبعدها الاقتصادي والنفسي. تحتاج اللعبة للاعبين يوهبان مبلغا من المال على أن يقترح لاعب منهم النسبة ويقبلها الاخر. ان لم يقبلها الاخر فلن يحصل أي منهما على مال. عدم تكرار هذه اللعبة بين هذين اللاعبين شرط من شروط هذه اللعبة حتى يُضمن أن لا يكون هناك اعتبار للمعاملة بالمثل. نتائج هذه اللعبةمهمة للغاية لفهم السلوك البشري. حيث أن النتائج أوضحت أن اللاعب الثاني سيرفض القسمة المقترحة أن كانت أقل من 20 %. حيث أن اللاعب الأخر يفضل أن لا يكسب شيئا على أن يقبل بقسمة غير عادلة تسمح للمقترح «اللاعب الأول» بأن يكون جشعا. يعني يفضل معاقبة الأخر على أن يكسب شيئا بالمجان. جربت هذه اللعبة على أكثر من شعب وبتغيير في قيمة المبلغ الأصلي ومراعاة النظر لقيمته بالنسبة لدخل الفرد في تلك البلدان. وأيضا جرّب على القردة. وكانت النتائج دائما توضح أن لدى جميع البشر وغير البشر قيم فطرية تجعل العدالة أولوية تستحق التنازل عن بعض المكاسب لأجل الحفاظ عليها. لهذه التجربة إصدارات أخرى جعل فيها اختيار المقترح «اللاعب الأول» مبنيًا على اعتبار كفاءة معينة. وهنا فقط تغيرت النتائج قليلًا. تعتبر هذه التجربة تابعة لنظرية الألعاب «3» في بعض الأدبيات. كما أجريت هذه التجربة على القردة وأعطت نفس النتيجة.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/لعبة_إنذار

[3] - https://ar.wikipedia.org/wiki/نظرية_الألعاب

[4] - https://www.igi-global.com/dictionary/human-cognitive-system/42335

المصدر الرئيس

https://news.illinois.edu/view/6367/206942087