آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 1:22 م

هل نعرِّف أبناءنا على الله؟!

رحمَ الله آباءنا وأمهاتِنا، يأتي عمرُ تعلّم الصَّلاة، هيَّا صلوا، ويأتي سنّ تكليف الصَّوم ويا الله صوموا! لكن كم منَّا قبل الصَّلاةِ وقبل الصَّوم يعرف الأبناءَ على الله بالحجَّة والعقل، وإن تناسبَ مع العمر؟

أغلبنا، إن لم يصح القول كلنا مقصرون، ولا نقدم للأبناءِ شيئًا سوى التقليد! ولدتنا أمهاتنا مسلمين، ونحن ولدنَاهم مسلمين! من منَّا يتحدث مع أولاده عن فهمهم لله؟ ماذا لو أشكلَ عليهم ملحد؟ أجزم أن القليل - إن وجد - يفعل ويُترك أمر اكتشاف الله للرغبة الشخصيَّة، والنزر اليسير من الشبَّان والشابَّات يرغب في ولوجِ لجَّة البحثِ العميق عن الحقيقة، وأسهل مخرج هو اتباع آثار أقدامِ الآباءِ والأمَّهات!

أول الدِّينِ معرفته.. هل أخبرناهم بأن عليهم - هم - بأنفسهم الوصول إلى هذه المعارف بالتدقيق والبرهان العقليّ ولا يجوز لهم الانسياق خلفَ أي عقيدة دون دليل؟ هذا عصر العقل، والله سبحانه وتعالى لم يرسل نبيًّا واحدًا قال أنا نبيٌّ فصدقوني دون برهان وإثبات عقلي. وأكثر من هذا، طالبَ الأنبياءُ معارضيهم بالدليل وقالوا: ”هاتوا برهانكم“.

يمكن للأبناء أن يتدبروا أمرَ الخبز، إذا جاعوا سوف يجدون الطعام، أما معرفة الله فهي أهمّ وأصعب من الخبز، هو أعظم موجود وأكبر مجهول عند غالبيَّة البشر. ننصحهم: ادرسوا.. تعلموا.. اعملوا، وملايين من أفعالِ الأمر الجميلة، فهل في تلك الأفعال: تعرفوا على الله أنتم بأنفسكم ولا تقلدونا؟

إبليس ذكيٌّ جدًّا وله وكلاء في كلِّ عصرٍ وزمان ويتعلم الأساليبَ الحديثة والشبابيَّة أيضًا! فما المشكلة أن نكون نحن وكلاء لله في حث الأبناءِ على المعرفة الحقيقية؟ ومن يتفحص الأجواء يجد كمًّا كبيرًا من المواقع والقنوات تستهوي الشَّباب وتدعوهم إلى الإلحاد والتمرد على الدِّين بمنطق حريَّة الاختيار!

كم هو جميلٌ أن نكون من المحافظين على العاداتِ والتقاليد الموروثة عن الآباءِ والأمهات، لكن ليس دون عقلٍ وفهمٍ ذاتي أيضًا! فقد أثر عن النبيّ «صلى اللهُ عليهِ وآله» أنه قال: ”ما من أحد إلا على بابه ملكان، فإذا خرجَ قالا: أغدُ عالمًا أو متعلمًا ولا تكن الثالث“، فمن يكون الثالث تظنون؟!

نكره أن يقلد الأبناء غيرهم في الموضة والعادات ونستنكر ذلك السلوك، ومن العجيب أننا نرتاح جدًّا إذا هم قلدونا فيما هو أخطر من ذلك! إذا لا نلومهم إذا كانوا ”إمعة“ ليس لهم رأي ويوافقون كلَّ أحدٍ على رأيه.

مستشار أعلى هندسة بترول