آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:00 م

لجنة المنابر الحسينية تكرم الخطباء

سلمان العنكي

المنبر له قدسيته وللخطيب احترامه...

تلبية لدعوة كريمة من عضو لجنة المنابر الحسينية الأستاذ / محمد سعيد مرار تشرفت وشاركتُ مساء يوم الثلاثاء 1443/6/22 هجرية حفل تكريم فتية آمنوا بربهم نسأله تعالى أن يزيدهم هدىً وإيماناً، أعني بهم خطباء المنابر الحسينية.

كم كان هو حفلاً بهيجاً تخللته كلمات علمائية وتواشيح شعرية وأهازيج إسلامية حضره لفيف من علماء وخطباء محافظتي القطيف والأحساء وجمع غفير من أبناء المجتمع تقدم الفضلاء المشايخ وكرموا المعنيين، ولقد أعاد هذا التكريم للرعيل الأول من المكرَمين ذكرياتهم أو ذكر بمن رحل منهم رفع من معنوياتهم كيف لا وهم يرون حصاد بعض ما قدموا يقدم لهم من أبناء مجتمعهم ولولا جهود بذلوها ورسالة منبرية قدموها لما استحقوا هذا التكريم.

ما لفت نظري في هذه الليلة قيام الشيخ /حسن الصفار من مكانه وسعيه إلى أحد المراد تكريمهم خطيب كبير في العمر وضعيف النظر والأخذ بيده وتحيته بأحسن التحيات وسؤاله عن حاله وتقديمه لمنصة التكريم وكرمه.

كم يساوي هذا الموقف النبيل عند هذا المكرَم ألا يشعر بمكانته كخطيب مميز في مجتمعه؟ من هنا لا يسعنا جميعاً إلا أن نقدم الشكر الجزيل والامتنان لهؤلاء العلماء والخطباء والقائمين من أعضاء اللجنة التكريمية على مثل هذه المهرجانات الاجتماعية التطوعية التي تنمي عن إحساس ومشاعر جياشة نحو هؤلاء كان المنبر الإسلامي القناة والوسيلة الإعلامية الوحيدة التي تخاطب العقول ديناً وتوجيها وثقافة وأخلاقا ومن تحته يأخذ المسلمون ما يحتاجونه لدينهم ودنياهم ولعل من أبرزها في ذلك الوقت ”منبر غدير خم“ الذي صدرت منه أوامر إلهية وتعليمات مصيرية لتوحيد الأمة، ثم يأتي دور جامع الكوفة بل هو جامعة مكتملة الكليات بأركانها، في عصر يسود الجهل بقاع العالم، منبره شمس ساطعة تنحدر منه طوفان من العلوم المتنوعة يستضيء بها مَن في مشرقها والمغرب مواصلاً أداء الرسالة السماوية المحمدية عندما يعلوه أمير المؤمنين وخليفة المسلمين الإمام علي وكان يحث القوم على أخذ علومه ويكرر قول ”سلوني“، إلى أن انفردت الشيعة ”بالمنبر الحسيني“ بعد استشهاد الإمام الحسين ، والذين كُرموا في هذا المحفل من رواده، ينظرون إليه بولاء منقطع وكل من ينتسب لمذهب أهل البيت يعتبره رمزاً دينياً ومرآة متعددة الأبعاد والاتجاهات يُرى فيها ما يُحتاج للدين والدنيا.

واليوم نحن في عصر العولمة وقد تعددت قنوات المعلومات ومواقع التواصل وتفتحت السبل ونتجه في طريقنا إلى التعامل بالذكاء الصناعي من هنا على الخطيب اجتياز الكثير من العقبات حتى يؤدي حق هذا المنبر من بحث وتحقيق وتدقيق وتوضيح لبعض الروايات والعبارات المبهمة أو المستغربة عند البعض حتى تفهم ولا تفشل لو قُورع بها.

نكرر شكرنا للجميع ونسأله التوفيق لهم