آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

القيادة الحكيمة

محمد يوسف آل مال الله *

يعرّف الرؤساء التنفيذيون القيادة بأنّها ”القدرة على التأثير على الآخرين وتوجيه سلوكهم لتحقيق أهداف مشتركة. فهي إذًا مسؤولية تجاهالمجموعة المقودة للوصول إلى الأهداف المرسومةً“. ويعرّفها البعض أنّها ”عملية تهدف إلى التأثير على سلوك الأفراد وتنسيق جهودهم لتحقيقأهداف معينة“.

والقائد هو ”الشخص الذي يستخدم نفوذه وقوته ليؤثر على سلوك وتوجهات الأفراد من حوله لإنجاز أهداف محددة“.

أمّا الحكمة فتعرّف على أنّها ”الصفة التي تتوج شخصية الرجل وتجعل منه أسطورة أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع ولكن شخصية الرجلالحكيم من الشخصيات التي من النادر أن تجدها في الحياة وتكون شخصيته نموذجًا لا يتكرر على الرغم أنّه من السهل أن تكتسبشخصية الرجل صفات الحكمة لكنها من الصعب أن تحافظ عليها“.

حينما تمتزج القيادة بالحكمة يكون النجاح منوطًا بالمقودين إذا ما كانوا على علم ودراية بالأهداف المشتركة وسعوا جاهدين إلى تنفيذها بناءًعلى إرشادات وتوجيهات القائد الحكيم.

فالنجاح يكون حليف القائد والمقودين إذا ما التزموا بتلك التوجيهات وعملوا من أجل تحقيق الأهداف وإن كانت لا تنسجم مع ميول البعضمنهم، فالعمل الجمعي كفيل بأن يذيب تلك الاختلافات القائمة التي عادة ما تنشأ بسبب الأهواء والطباع.

كلّما كان المقودون منسجمين ومنصهرين في بوتقة القيادة وتحت ظل القائد الحكيم، كان النجاح حليفهم وانعكس ذلك النجاح على حياتهمالشخصية والاجتماعية. لذا نلحظ ونسمع عن الكثير من النجاحات للعديد من المؤسسات والشركات وإذا ما درسنا سر تلك النجاحات فإنّناوبدون شك نجدها تنطوي تحت القيادة الحكيمة.

من هنا نحن كمقودين في هذه المملكة العظيمة بحاجة إلى اتباع توجيهات وإرشادات الحكومة ممثلة في وزارة الصحة حتى يتسنى لناالنجاح في وأد هذا الفيروس الذي أطاح بكثير من دول العالم العظمى وما استباق حكومتنا إلى تلك الإرشادات والتوجيهات وأخذ الحدثعلى محمل الجد والعظمة إلاّ دليل واضح على الحكمة التي تلازم القيادة الرشيدة.

كما أنّ الأمر بالحجر الصحي سواء في المستشفيات حين ظهور أعراض الفيروس أو الحجر الصحي المنزلي يعزو إلى الحكمة البالغة لدىالقيادة العليا المتمثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأميرمحمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهما الله.

هذا على مستوى الدولة، وماذا على مستوى الفرد؟

الواجب على كل منّا أن يكون قائدًا حكيمًا فذًّا فيما يعمل بغض النظر عن مكانته في المجتمع، فالحدث جسيم والأمر خطير جدًا بحاجة إلىقيادة ذاتية واعية، تعمل من أجل تحقيق الهدف العام المشترك وهو وأد هذا الفيروس وإيقافه من الانتشار ومحاربته من خلال اتباعالإرشادات والتوجيهات، فالمسؤولية تقع على عاتق الجميع بلا استثناء.

حمانا الله وإياكم وبلادنا من شر هذا الفيروس إنّه سميع مجيب.