آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 5:41 م

هكذا أثر فيروس كورونا على رواد التشكيل في القطيف

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - القطيف

حكت مجموعة من الفنانين والفنانات بمحافظة القطيف عن جانبهم الفني ومدى تأثره في الفترة الراهنة تحت ظل محاربة وباء كورونا في البلاد، وكيف يقضون أوقاتهم.

قال الفنان فاضل بو شومي في حديثه الخاص مع «جهينة الإخبارية»: "مازلت أرسم الخيل أواصل الليل بالنهار، كي أفتتح معرضي الثاني بسباق الخيل المرتقب العام القادم 2021.

وذكر أن الفرق بين معرضه الأول الذي أقيم بجمعية الثقافة والفنون بالدمام هذا العام هو ”زيادة عنصر السرعة والمفاجئة والتقيد بما أريد بإبرازه“.

ولفت إلى أنه رسم لوحة واحدة منذ ظهور فيروس كورونا، عبر فيها عن العودة لبراءة الطفولة والتي قد تنجي من الكره والحقد والفساد والكورونا.

ودعا الجميع للإستفادة من وقت الفراغ بتنمية المواهب، والإلتزام بتعليمات الجهات الرسمية التي تسعى لصالح المواطن.

وبين التشكيلي منير الحجي أن الأزمة لم تؤثر بإنتاجه زيادة ولا نقص، إذ يقسم وقته رغم الإستنفار العالمي.

وقال: ”أقضي وقتي في مملكتي ومرسمي الخاص، القراءة، والمذاكرة للأطفال، الرياضة، الزراعة صيانة الأمور البسيطة، ومتابعة أخبار الكورونا“.

وأشار إلى أن الوضع الحالي لم يحركه إلى عمل فني متكامل ”إلا من بعض الأفكار والسكتشات، وفيديو بلوحاتي المنتقاة أهديته للكادر الطبي والأمني بالقطيف بعنوان خليك بالبيت“.

ونوه إلى وجود فكرة عمل مشترك لجماعة الفنانين التشكيلين بالقطيف عبارة عن ”عمل صغير الحجم ليسهل انتاجه، هادف وتوعوي بجدية الوقاية من مخاطر وسرعة انتشار فيروس الكورونا كلٌ بحسب أفكاره“.

ولفت إلى أن الوضع الحالي حرك المياه الراكدة إلى رائحتين تمثلتا في ”الخوف والأمل“، مبينا أن الخوف دفع البعض لمراجعة حساباته، والأمل برز في الوجه الأبيض الناصع لدور الحكومة واهتمامها بالأمر، وتسطير أهل القطيف أروع الأمثلة في التقيد بالسلامة لتكون مثال لمناطق أخرى.

واعترفت الفنانة ليلى نصر الله أن الوضع الحالي منحها فرصة لمراجعة وتشطيب بعض لوحاتها والبدء بأعمال جديدة، كما أوحت لها الكورونا بعمل جديد إلا أن نقص المواد جعلها تتريث.

وبينت بعض ماتفتقده في مرسمها ”الحركة وصوت الأطفال وضحكاتهم تعليقاتهم ومشاكستهم مع بعض للأعمال وللمتدربات وورشنا ونقاشاتنا في كل زيارة حول الفن واللون والفكرة“، مضيفة: ”كنا بنعمة لم نتقن شكر الله عليها، بإذن الله ستنتهي هذه الأزمة ونترجمها لوحة ومعارض، ونبين كيف تعامل وطني معها“.

ونصحت بالتفاؤل، وقالت: ”احرصوا على أنفسكم وذويكم، ابنوا لكم ظلا بهذه الأيام، وترجموا أوقاتكم لتاريخ نتحدث عنه كل ما تذكرنا هذه الأزمة“.

وبينت الفنانة فاطمة السادة إيجابيات الأزمة في تقريبها من أبنائها بمتابعة التعليم عن بعد، والترفيه عنهم باللعب ومشاهدة الأفلام المفيدة كقصص الأنبياء وإشراكهم بأعمال المطبخ والتنظيف ”حتى لو يجيبوا الصداع بس أهم شيء السلامة“.

وأشارت إلى تأجيل العمل في مرسمها الخاص لمعرض شخصي تعد له، وبلرغم من ذلك أنجزت لوحة عن التفاؤل وموضوعها ”الإحتواء الأمومي والمكوث بالبيت“.

وقدمت الفنانة التشكيلية حميدة السنان دورات رسم عن بعد، ببرامج خاصة لبث الفيديوهات والصور للفنون التشكيلية ومنها البورتريه التظليل التلوين بالفحم وغيرها".

وقررت وضع برنامج للفتيات والسيدات يتداولن الفن خلاله عبر زاوية منزلية يعدونها للرسم وأدواته الخاصة لطرد هاجس العزلة.

وأشارت إلى أن بعض هذه الدورات عامة وبدأت هذا الأسبوع، وتستمر حتى الأسبوع القادم مساء كل يوم.

وبينت مارسمته هذه الفترة لوحة لإمرأة مسنة كون هذه الفئة الأكثر عرضة لمخاطر الفيروس، داعية للتواصل معهم بوسائل التواصل المختلفة، وتقديم التوصيات لهم والسؤال عنهم.

وذكر الفنان سلمان الأمير أنه لم يرسم مايعبر عن هذه الفترة ”لست برسام أحداث أو مناسبات، ولا أقول أن الفنان لايستطيع أن يبدع في الأزمات، ولكن أرقب بصمت مايجري وأتمنى زواله عاجلاً“.

وأشار إلى كيفية قضائه للوقت ”مثل الكثيرين الذين أصبح“ المذياع أو الإعلام بالنسبة لهم جزء لا يتجزأ من حياتهم أصبح وأمسي عليه وأتابع آخر التطورات في هذا الشأن، بالإضافة إلى القراءة في كتب الفنون، وممارسة الرسم من أجل اللياقة الفنية".

وقال ”بإذن الله لن يطول هذا الأمر وهناك جهود حثيثة عالمية للقضاء على هذا الوباء، ويكفي أن يكون بيتك هو حصنك الأول والمنيع فلا تتخلى عنه“.

أما الفنان حسين المصوف فلا يشعر بالارتياح عند التطرق لموضوع فيروس كورونا، ”أبتعد عنها إلى مرسمي، لكن طبيعة هذه الظروف ربما ظهرت على بعض اللوحات، إلا أن المدرسة التجريدية التي أمارسها لا تتطرق للحدث بصفة مباشرة“.

واتخذ من ”حظر التجول“ فرصة بالنسبة له للرسم والتأمل نتيجة إلغاء الإلتزامات التي كانت تشغله عن الفن، ”هذا وقت الإبداع، والأسرة، والعبادة والتي هي فرصة للإنسان للنظر إلى الجانب الإيجابي“.