آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 10:36 م

ليلة بإزاء ليلة القدر

فؤاد الحمود *

اتفقت كلمة المسلمين قاطبة على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم على خطر وعظم ليلة النصف من شعبان ويومها، حيث تكاثرت الروايات بأنها ليلة عظيمة من ليالي الدعاء؛ بل عدها البعض أنها بعد ليلة القدر في المكانة والعظمة؛ ولعل بعض المضامين توحي بأنها ليلة التقدير وهي ليلة الإعداد والاستعداد لليلة القدر.

فقد أوردت كتب الحديث المعتبرة عند المسلمين عامة؛ سنة، وشيعة، كما في مسند أحمد وابن حبّان في صحيحه وابن أبي شيبة في المصنّف والطبراني في الكبير والأوسط وكثير منهم كما في الروايات:

قال الرسول الأكرم محمد ﷺ: إذا كانت ليلة النصف من شعبان، فقوموا ليلها، وصوموا نهارها، فإنّ الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء فيقول: ألا مستغفر فأغفر له؟.. ألا مسترزق فأرزقه؟.. حتى يطلع الفجر.

وجاء في سنن ابن ماجة عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله ﷺ: إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها.

وعن زيد بن علي قال: كان علي بن الحسين يجمعنا ليلة النصف من شعبان، ثم يجزئ الليل أجزاء ثلاثة، فيصلي بنا جزءاً، ثم يدعو فنؤمّن على دعائه، ثم يستغفر الله ونستغفره، ونسأله الجنة حتى ينفجر الفجر.

وكما روى عن الإمام الصّادق قال: سُئل الباقر عن فضل ليلة النّصف من شعبان، فقال : هي أفضل اللّيالي بعد ليلة القدر، فيها يمنح الله العباد فضله ويغفر لهم بمنّه، فاجتهدوا في القربة الى الله تعالى فيها فانّها ليلة آلى الله عزوجل على نفسه أن لا يردّ سائلاً فيها ما لم يسأل الله المعصية، وانّها اللّيلة التي جعلها الله لنا أهل البيت بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبيّنا ، فاجتهدوا في دعاء الله تعالى والثّناء عليه.

ويقول الشيخ المفيد «قدس سره»: وهذه الليلة ليلة النصف من شعبان من الليالي المشرفات المعظمات، اللواتي جعلن علامات لنزول الخيرات والبركات، وروي أن أمير المؤمنين لم يكن ينام فيها محيياً لعبادة الله عز وجل بالصلاة والدعاء وتلاوة القرآن.

هذه الروايات المتكاثرة تحفز المؤمنين أن يستثمروها على أحسن وجه، خصوصا في هذا العام مع الظرف الاستثنائي الذي نمر فيه والذي يمثل فرصة ثمينة للاستفادة من المبرّات والاستزادة من الخيرات، فما أحوجنا فيها للتوجه لله صادقة ونيّات مخلصة وقلوب ملؤها الأمل بأن يفرّج عنا هذا الوباء ويعجّل فرج مولانا صاحب الأمر، متوجهين ومتوسلين بأحب الخلق إلى الله سادات العباد محمد وأل محمد.

ومن عظيم بركات هذه اللّيلة المباركة أنّ فيها بزوغ سلطان العصر وإمام الزّمان أرواحنا له الفداء، حيث ولد عند السّحر في سرّ مَن رأى، وهذا ما يزيد هذه اللّيلة شرفاً وفضلاً.

فلنستغل هذه الفرصة ونعتني بهذه الليلة ويومها بالعبادة والتوجه لله، ونجعل الاحتفالات في الليلة التي بعدها كما هي العادة الحميدة لبعض المؤمنين في بعض مناطق الشيعة؛ سائلين الله أن لا تعود علينا من قابل إلا مع وليه الأعظم وهو يملأ الأرض قسطا وعدلا.

كما حثَّ العلماء الفضلاء باستبدال القيمة المالية لما يوزّع لإظهار الفرح على قلوب أبنائنا، ليحل محله المساهمة في مشاركة الأسر المتضررة من الحجر. وما هذه المبادرة الطيبة إلاّ من الذكر العملي للإمام الحجة .

وختاما نورد لكم أعمال ليلة النصف ويومه من شعبان:

1 - إحياء الليلة: عن رسول الله ﷺ: ”من أحيى ليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب“.

2 - الغسل: ”فإنه يوجب تخفيف الذنوب“.

3 - صلاة ركعتين:

? وقتها: بعد صلاة العشاء.

? كيفيتها: نفس كيفية صلاة الصبح لكن: يقرأ في الركعة الأولى، سورة «الحمد» +سورة «الكافرون».

ويقرأ في الركعة الثانية، سورة «الحمد» +سورة «التوحيد».

? تعقيباتها: - سبحان الله ”33مرة“ الحمد لله ”33“ مرةالله أكبر ”34“

- ”دعاء يا من إليه ملجأ العباد...“.

- السجود وأن يقول فيه: يا رب «20 مرة» يا الله «7 مرات» لا حول ولا قوة إلاَّ بالله «7 مرات» ما شاء الله «10 مرات» لا قوة إلاَّ بالله «10 مرات»، ثم الصلاة على محمد وآل محمد، وطلب الحاجة.

4 - زيارة الإمام الحسين : عن الإمام الصادق : ”إذا كانت ليلة النصف من شعبان يغفر لكل من زار الحسين من المؤمنين ما قدّموا من ذنوبهم وقيل لهم: استأنفوا العمل...“.

وعن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت علي بن الحسين «عليهما السلام» يقول: من احب أن يصافحه مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي، فليزر الحسين ليلة النصف من شعبان، فان الملائكة وأرواح النبيين يستأذنون الله في زيارته فيأذن لهم، فطوبى لمن صافحهم وصافحوه، منهم خمسة أولو العزم من المرسلين: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين، قلت: لم سموا أولو العزم؟ قال: لأنهم بعثوا إلى شرقها وغربها وجِنها وأُنسها

5 - قراءة الأدعية التالية: دعاء كميل +دعاء: ”اللهم بحق ليلتنا هذه...“.

6 - قراءة الصلوات المروية عن الإمام السجاد : ”اللهم صلِّ على محمد وآل محمَّد شجرة النُبُوَّة...“.

أعمال يوم النصف من شعبان:

1 - الصوم: عن النبي ﷺ: ”إذا صار النصف من شعبان فاقضوا ليلته بالعبادة ويومه بالصيام“.

2 - زيارة الإمام الحسين : ”السلام عليك يا ابن رسول اللّه...“.

3 - زيارة الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف: ”السلام عليك يا حُجَّة اللَّه في أرضه...“.

4 - دعاء العهد: ”اللهم رب النور العظيم...“.

5 - الدعاء بتعجيل الفرج بظهور صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف

وللاستزادة يمكن مراجعة كتب الأدعية ومنها مفاتيح الجنان فقد أورد الكثير من الأعمال