جدل هلال العيد.. داحس والغبراء
من زاوية مقابلة.. تناول كُتّاب صحيفة ”جهينة الإخبارية“ يوم الإثنين مشكلة الانقسام الاجتماعي حول ثبوت هلال عيد الفطر في القطيف، ورأى كاتب بأن الأمر لا يستحق اللغط القائم فالمشكلة لا ترقى لحرب داحس والغبراء، فيما قال كاتب آخر بأن الاختلاف حول ثبوت الهلال ليس غريبا ولا شاذا، في حين ألقى كاتب ثالث بالمسئولية على أفراد المجتمع باعتبار رؤية الهلال تكليف فردي. فيما يلي خلاصاتها:
كتب وديع الحماد في صحيفة جهينة الإخبارية مسجلا تحفظه على الجدل الاجتماعي حول هلال العيد، وقال: أليس المفترض أن يكون عيدا واحدا؟ هذا سؤال غير بريئ، ويحمل في طياته متفجرات خطيرة، تعمل على فتك وحدة المجتمع. الاختلاف سنة كونية، وحصول الاتفاق على ثبوت الهلال على نحو الدوام أمر مستحيل، لأن الأمر يعود إلى الاطمئنان واختلاف مباني الفقهاء إزاء الهلال.
ويخلص الكاتب إلى القول: دورنا في هذه البلبلة الذي يستحضرها البعض في السوشيل ميديا كأنها حرب داحس والغبراء التاريخية أن نسمع صوت العقل، وألا ننجر إلى الدفاع عن فئة أو جماعة، وإلا ندخل في محاكمة رأي لفقيه، ونرجح رأيا على رأي، ونحن نفتقر إلى أي أدوات ممارسة المحاكمة العلمية. وأن نعمل على نثر زهور المحبة والمودة والأخوة والتكاتف. بدلا من نثر بذور الفتنة.
وكتب محمد التاروتي في عموده اليومي في صحيفة جهينة الإخبارية حول الجدل بشأن الهلال، وقال: الاختلاف في ثبوت هلال شوال ليس شاذا او غريبا على الاطلاق، فالمعارك الخلافية في دخول شهر شوال، ليست مقتصرة على بيئة اجتماعية، ولكنها تشمل الدائرة الإسلامية في مختلف الدول، مما يجعل عملية توحيد هلال عيد الفطر المبارك ليست سهلة، نظرا لاختلاف الاجتهادات الفقهية، بالإضافة للتباينات الواضحة بين علماء الفلك والفقهاء.
ويخلص الكاتب إلى القول: الدخول في النوايا عملية ليست صحية على الاطلاق، كما اطلاق العبارات القاسية لا يخدم النقاش الموضوعي، فالعملية لا تخرج عن كونها ممارسة عبادية بالدرجة الأولى، فالجميع يتقرب الى الله وفقا للمباني الفقهية، سواء بالنسبة للإفطار او الصيام، مما يعني ان الامر لا يخرج عن دائرة الاجتهاد الفقهي ولا يدخل ضمن الحسابات الشخصية، او المكاسب الذاتية على حساب الأطراف الأخرى.
وعن ذات الموضوع كتب فؤاد الحمود في صحيفة جهينة الإخبارية، وقال: المقرر أن هناك مراجع مختلفون على مر الزمن في كل عصر وبالتالي على كل مكلّف العمل بما تقتضيه الوظيفة الشرعية برجوعه إلى هذا العالم أو ذاك حسب البيّنات المعتبرة شرعاً والتي تورث الاطمئنان بصحة العمل، وبسبب الاختلاف يظهر التباين في الآراء الفقهية لدى المكلفين.
ومن تلك المسائل مسألة الهلال.. والمهم هنا أن يعلم المكلف أن الوظيفة الشرعية مناطة به هو وليست على المجتمع أو العلماء في تحصيلها ومع هذا يُظهر الضجر والامتعاض وقد يوصف المجتمع بأنه متخلف وليس لديه قيادة أو وحدة رأي والواقع أنه نوع من الهروب من التكليف الشرعي ورمي القضية على رجال الدين أو المجتمع وهي وظيفة فردية أولاً وآخراً.