آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 7:26 م

هل تعتقد أن الأخلاق آخذة في التراجع؟ تقول دراسة، هكذا كان اعتقاد الناس من زمان

عدنان أحمد الحاجي *

بقلم بيير سيليرير ودانيال لولر

7 يونيو 2023

المترجم؛ عدنان احمد الحاجي

المقالة رقم 206 لسنة 2023

Think morals are declining? So has everyone، ever، study says

Pierre Celerier and Daniel Lawler

June 7,2023

هل تشعر بأن أخلاق المجتمع قد تراجعت في الآونة الأخيرة؟ فأنت لست الوحيد الذي لديه هذا الشعور، وربما أنك تعاني من ”وهم نفسي يسمونه“ وهم تراجع الأخلاق"، بحسب بحث جديد،

وجد باحثو علم نفس أمريكيون من مراجعة قاموا بها لدراسات استقصائية سابقة، أنه في كل مرحلة من مراحل السبعين سنة الماضية لا زال الناس من جميع أنحاء العالم يعتقدون أن الأخلاق آخذة في التراجع.

ولكن بدلاً من الاعتقاد بأن الأخلاق تتراجع بشكل مطرد طوال التاريخ، فقد أفاد الباحثون أن هذا التصور هو وهم ناتج عن ذكريات متفائلة عن السابق وتركيز على أخبار قاتمة عن الحاضر.

في دراسة نشرت في مجلة نتشر [1]  Nature، نقل الباحثون عن أحد الناس قوله إن ”عملية التراجع في الأخلاق“ أدت إلى انبلاج ”فجرٍ مظلمٍ لحياتنا المعاصرة“. ثم كشفوا أن هذا اقتباس من المؤرخ الروماني تيتوس ليڤيوس Titus Livius «أو ليڤي Livy [2]  مكتوب منذ أكثر من 2000 سنة.

وقال آدم ماستروياني Adam Mastroianni،، الباحث في جامعة كولومبيا في نيويورك والمؤلف الرئيس للدراسة، لوكالة فرانس برس: ”هذا الشعور كان ولا زال موجودًا علي الدوام، وبإمكاننا أن نجده في الاقتباسات من أي حقبة من حقب التاريخ حيث يستنكر الناس تراجع سبل الخير «الأخلاق» في التعامل بين الناس“.

درس الباحثون لأول مرة 177 استطلاعًا للرأي شمل أكثر من 220 ألف شخص في الولايات المتحدة من عام 1949 إلى عام 2019.

في 84 في المائة من الاستطلاعات، أفادت الأغلبية أن هناك تراجعًا في الأخلاق - وظل هذا المعدل ثابتًا بغض النظر عن سنة الاستطلاع.

ووجدت استطلاعات مماثلة من 59 دولة أخرى معدلًا مشابهًا بشكل ملحوظ - 86 بالمائة من المستطلعة آراؤهم - وافقوا على أن الأخلاق قد تراجعت.

وقالت الدراسة: ”يعتقد الناس من جميع أنحاء العالم أن الأخلاق تراجعت، وهم لا زالوا يؤمنون بذلك كلما سألهم الباحثون عنها“.

السن والسياسة ليسا عاملين من العوامل الرئيسة لهذا الاعتقاد

على الرغم من أنه قد يعتقد المرء أن كبار السن كانوا أكثر احتمالًا للتصديق بأن الناس قد ساءت أخلاقهم، فقد اتضح أن الشباب لديهم أيضًا نفس الاعتقاد.

”تأثير السن لا يكاد يُذكر،“ بحسب ماستروياني. بل هناك اجماع بين الصغار والكبار على حد سواء أن كل شيء يزداد سوءًا.

وقالت الدراسة ”اعتقد المشاركون أن التراجع الأخلاقي بدأ تقريبا مع ظهور البشر على الأرض“.

وقال ماستروياني أن كلًا من ذوي الميول السياسية المحافظة والميول الليبراليية لديهم نفس الاعتقاد من أن هناك تراجعًا في الأخلاق؛ علي الرغم من أنه كان متوقعًا أن يكون ذوي الميول المحافظة أكثر ميلًا لهذا الإعتقاد.

فهل هذا قرينة على أن نسيج المجتمعات دائمًا ما كان يتفكك على مر السنين؟

بالنسبة للباحثين، تشير القرائن على أن معاملة البشر المعاصر بعضهم بعضًا ”في المتوسط، أصبحت أفضل على الإطلاق مما كان أسلافهم يعاملون بعضهم بعضًا“.

وقال ماستروياني عندما يتعلق الأمر ب ”المعاملات الأخلاقية اليومية“، مثل عناية الجار بجيرانه أو تخلي شخص عن مقعده في الحافلة أو في القطار لصالح كبار السن، ”فقد وجدنا قرينة قوية على عدم وجود أي تغيير في الأخلاق“.

تبعات داعية للقلق

أفادت نتائج الدراسة إن وهم تراجع الأخلاق هذا يمكن أن يكون نتيجة لوجود اثنين من الانحيازات المترسخة من القديم.

الانحياز الأول هو ما يُعرف بمبدأ بوليانا [3] ، حيث يميل الناس إلى نسيان سلبيات الماضي.

والانحياز الثاني هو أنه أن الناس تحاول البحث عن معلومات سلبية في / عن الآخرين [4]  - و”وسائل الإعلام تركز على وتفاقم من هذا الاتجاه“، كما جاء في الدراسة. [المترجم: وجدت دراسة أخرى ان الأشياء السلبية ومنها السمات الشخصية السلبية تنتشر أسرع وأوسع من قريناتها الايجابية [5] ].

ترسم هذه العوامل مجتمعةً الماضي الوردي على أنه تراجع إلى حاضر قاس لا يرحم.

لكن هذين الانحيازين قد لا يكونان موجودين «فاعلين» حين يحكم الناس على أخلاق أصدقائهم وأفراد عائلاتهم، لا على المجتمع بشكل عام.

في عام 2020، قال مشاركون أمريكيون في دراسة استقصائية إن الناس بشكل عام لم يكونوا لطفاء أو صادقين أو لطيفين كما كانوا في عام 2005. لكنهم قالوا أيضًا إن الذين يعرفونهم شخصيًا قد أصبحوا أفضل من الناحية الأخلاقية خلال نفس الفترة.

وحذر الباحثون من أن وهم التراجع الأخلاقي هذا قد يكون له ”تبعات مقلقة“.

قال ثلاثة أرباع الأمريكيين المستطلعة آراؤهم في الدراسة الاستطلاعية التي جرت عام 2015 إن ”معالجة التراجع الأخلاقي للبلاد“ يجب أن يكون له أولوية قصوى من قبل الحكومة هناك، حتى في خضم الأزمات الخطيرة، كأزمة تغير المناخ.

وقالت الدراسة إن التصور بأن الأزمة الأخلاقية قد تعدت إلى الحيوانات الأليفة يمكن أن يزيد من اهتمام ”القادة الذين وعدوا بوقف هذا الانزلاق الاخلاقي الوهمي -“ اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى "، في إشارة إلى شعار الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي السابق.

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  https://www.nature.com/articles/s41586-023-06137-x

[2]  https://ar.wikipedia.org/wiki/تيتوس_ليفيوس

[3]  ”مبدأ بوليانا «Pollyanna principle» «يُدعى أيضًا البوليانية أو الانحياز الإيجابي» هو ميل الأشخاص لِتَذَكُّر الأشياء الجيدة بِدِقَّة أكثر مِن تذكرهم للأشياء المزعِجة. أشارت الأبحاث إلى أنَّ، على مستوى اللاوعي «العقل الباطن»، يميل العقل للتركيز على التفاؤل بينما، على مستوى الوعي، يميل للتركيز على السلبيات. تَحَيُّز اللاوعى للإيجابيات يوصف غالبًا بأنه مبدأ بوليانا.“ مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/مبدأ_بوليانا

[4]  https://journals.sagepub.com/doi/10,1037/1089-2680,5.4,323

[5]  https://journals.sagepub.com/doi/10,1207/S15327957PSPR0504_2

المصدر الرئيس

https://phys.org/news/2023-06-morals-declining.html