آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 6:56 م

كيف يؤثر التنمر في الدماغ

عدنان أحمد الحاجي *

12 ديسمبر 2018

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 229 لسنة 2023

How bullying affects the brain

12 December 2018

آثار تعرض شخص للتنمر بإستمرار هي أكثر من مجرد آثار نفسية. تبين الأبحاث أنه قد تكون هناك تباينات حقيقية في هيكلية أدمغة المراهقين الذين يقعون ضحايا للتنمر بشكل منتظم، وهذا يمكن أن يزيد من فرص تعرضهم للأمراض العقلية. هذا ما خلصت له دراسة [1]  نشرت في دورية الطب النفسي الجزيئي Molecular Psychiatry والتي نشرتها نتشر سبرنغر Springer Nature. قادت البحث إيرين بورك كوينلان Erin Burke Quinlan من جامعة كينغز كوليدج لندن في المملكة المتحدة، وهي أول من أثبت أن التنمر المزمن من الأقران خلال فترة المراهقة يؤثر في الصحة العقلية من خلال التغيرات الهيكلية في الدماغ.

قامت بورك كوينلان وزملاؤها بتحليل البيانات والاستبيانات وتصوير أدمغة 682 مشاركًا من إنجلترا وأيرلندا وفرنسا وألمانيا. كان هؤلاء المشاركون جزءًا من مشروع IMAGEN طويل الأمد لتقييم تطور أدمغة وصحة المراهقين العقلية. كجانب من هذا المشروع، تم إجراء فحوصات دماغية عالية الدقة للمشاركين عندما كانت أعمارهم 14 و19 عامًا.

كان على هؤلاء المشاركين الذين كانوا في سن 14 و16 و19، أيضاً تعبئة استبياناً عما إذا كانوا قد تعرضوا للتنمر، وإلى أي مدى. بشكل عام، بينت النتائج أن 36 من 682 شابًا تعرضوا للتنمر المزمن. وتمت مقارنة بيانات هؤلاء المشاركين مع آخرين ممن تعرضوا للتنمر بقسوة أشد ولكن أقل وتيرةً. أخذت في الاعتبار التغيرات في حجم الدماغ وكذلك مستويات الاكتئاب والقلق وفرط النشاط عند سن ال 19 سنة.

وتؤكد النتائج اللاحقة صحة نتائج الأبحاث المنشورة التي تربط بين ضحايا تنمر الأقران وبين مشاكل الصحة العقلية. لكن نتيجة هذه الدراسة هي أن التنمر مرتبط بانخفاض حجم مناطق الدماغ التي تسمى ب النواة الذنبية [2]  caudate nuclues والبطامة putamen «بنية تشريحية عصبية في قاعدة الدماغ الأمامي [3] ». هذه التغيرات وُحدت أنها تفسر جزئيًا العلاقة بين ضحايا تنمر الأقران ذي المستوى العالي والمستويات العالية من اضطراب القلق العام [4]  anxiety في سن ال 19 سنة.


النواة الذنبية والبطامة، مصدر الصورة [2] 

”على الرغم من عدم اعتبارها ذات صلة باضطراب القلق العام من الناحية الكلاسيكية، فإن أهمية التغيرات الهيكلية في البطامة والنواة الذنبية لظهور اضطراب القلق العام تكمن على الأرجح في مساهمتها في السلوكيات ذات العلاقة، مثل حساسية التعزيز «نظرية التعزيز» [5]  والدافع «الحافزية» [الرغبة في شيء أو النفور عنه [6] ] والاشراط الاستجابي [التعلم الترابطي] [7]  والانتباه [8]  ومعالجة العواطف / المشاعر،“ كما تشرح بورك كوينلان. [المترجم: معالجة المشاعر emotional processing هي عملية يتم من خلالها امتصاص الاضطرابات العاطفية وتنخفض في مستواها إلى الحد الذي يمكن أن تستمر فيه التجارب والسلوكيات الأخرى دون انقطاع [9] ]

وتقول إنه من المثير للقلق أن ما يصل إلى 30 في المائة من الشباب يمكن أن يقعوا ضحايا بطريقة أو بأخرى لتنمر أقرانهم، حيث يضطر البعض إلى تحمل هذه المعاملة بصورة شبه يومية. تؤكد بورك كوينلان أن المراهقة ليست فقط فترة تجارب وتوترات جديدة، بل هي أيضًا فترة تطور ونمو دماغي مكثف. ولذلك، توصي بضرورة بذل كل الجهود للحد من التنمر قبل أن يصبح مشكلة خطيرة قد تؤدي إلى تغيرات في دماغ الشاب وظهور مشاكل الصحة العقلية.