آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 8:26 م

قامة وقيمة الشيخ العلامة مهدي المصلي

الدكتور نادر الخاطر *

بعض الأحيان يواجه الفرد صعوبة من رثاء قامة علمية مثل الشيخ مهدي المصلي، ما قضى حياته في خدمة المجتمع والدين الإسلامي، على الرغم لست قريبًا إلى سماحة الشيخ، ولا أحب كلمات الرثاء في شخص لم أكن قريبًا منه. أحد كتاب الخواطر القصيرة «السيد أحمد الخضراوي» ساعدني من كتابة مقال تعزية ومواساة في حق سماحة الشيخ، فلم أستطع كبح الشغف في التعبير عن فضائل هذا العالم الجليل. استأذنت من كاتب التعزية ”السيد أحمد الخضراوي“ في تعزيز هذا المقال من خاطرته؛ تحمل تعزية السيد أحمد من عبارات بين القوسين:

«يحق للمؤمن أن يحزن لرحيل فقيد العلم والعمل سماحة العلامة الشيخ مهدي المصلي الذي وافاه الأجل المحتوم، فإنا لله وإنا إليه راجعون. نعم، مثل هذه العينات تمثل بذوراً لشجرة المرجعية الرشيدة الحاضنة لأيتام آل محمد من الضياع والشتات. وإن في فقده لخسارة فادحة، وحدث صنع فجوة كبيرة لا يسدها إلا عينة مثله. فالعزاء كل العزاء لرواد الحوزات العلمية، وعناصر الأوساط الإيمانية، وخواص الفقيد الراحل وأهله وذويه ومحبيه. عظم الله لكم الأجر، وأحسن لكم العزاء، وألبسكم الله لباس الصبر والعافية. رحم الله الفقيد السعيد بواسع رحمته وحشره مع نذر عمره لخدمتهم محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين، صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعون. ورحم الله من قرأ سورة الفاتحة مع ما تيسر من الذكر الحكيم، وأهدى ثواب ما قرأ لروح الفقيد ولأرواح العلماء والشهداء والمؤمنين والمؤمنات».

الراحل سماحة الشيخ مدرسة متكاملة في مناهج الفكر تحمل أهدافا إستراتيجية، توسعت في آثارها العلمية في حياة مجتمع القطيف، حيث الشيخ الجليل صنع جسر قنطرة علمية مؤثرة ما بين القطيف والإحساء والمدينة المنورة، وساهم في رؤيته ثاقبة في نشر العلوم للمجتمع.

سماحة الشيخ المغفور له لم يكن يتابع أحوال المجتمع من داخل أروقة تاروت، وإنما أضاف قيمة ابتكار كبيرة مع طاقة بلا حدود، فكان علماً بارزاً في المدينة المنورة كمصدر للتنمية الفكرية.

اليوم العالم الجليل يرحل عنا تاركًا لنا ذكرى وارث علمي مع سيرة طيبة من الصعب تمسحها الأيام، رحمك الله الشيخ الجليل، وأسكنك جنات الفردوس، كما تعلمنا من أجدادنا في فقد عزيز علينا قول الله تعالى من سورة البقرة «الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون». سيرتك الطيبة لن ينساها محبيك حيث التاريخ يذكر المؤمنين أمثالكم بحروف نيرة فأنت سماحة العلامة الشيخ مهدي المصلي.