آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:41 م

صاحِ.. أفق فإنك من خمر العيوب ثمل

سلمان العنكي

كلنا خطاؤون لا يخلو أحدنا من عيوب ”وإن كانت بنسب متفاوتة“ لن نصل لدرجة العصمة والكمال أو المثالية، ولو جهدنا ليلنا والنهار. لا يدعي خلاف ذلك إلا من به نقص في مداركه يعاني الجهل بحقائق الأمور الواجبة منها والمستحبة والمستحسنة.

العجب ممن يصرف وقته، ويتعب فكره ويعادي في متابعة وإبراز عيوب مَن حوله علانية يكشف عوراتهم يكبر زلاتهم البسيطة ينسى ما هو فيه من فجائع الإسقاطات ”فلان“ خريج سجون، وربما دخله لمرة واحدة بشرف وهو ما بارحه أقل مما أقام فيه لم يستقر مع عائلته حتى يعود ثانية وثالثة وعاشرة ”بجرائم منوعة“ يتركهم في الشتات من الحاجة يستغلهم ضعاف النفوس.

يقول وآخر لم يُحسن التربية وأمام أولاده الكذّاب الأشر فسق ومجون. ينهى عن التدخين، ويعاقب والغليون بأنواعه وما تبعه يتعاطاه ”زيد“ مقصر مع أهل بيته، ولو اطلعت على ما فيه لمُلئت رعبًا تجده الضارب المهين لهم دون سبب إلى أن تتخذ المرأة يوم الفكاك منه عيدًا والأولاد يتمنون هلاكه لشدة ما عانوا من قساوته باستمرار ”عمرو“ محتال يأكل قوت البسطاء وصاحبنا أكبر النصابين وأستاذ المحتالين ومعلم اللصوص السرقات يعظم الأشياء المرفوضة من الأخلاق في غيره ليرتقي درجات سلم الكرامة كما يتراءى له غرضه التشهير بمن لا يهواهم أو حسدًا لنجاحات أصابوها ليسد بها نقصه، ويستر عيوبه كما يظن.

هذه مشكلة الجبناء السفلة بدلا من إصلاح نفسه ينشغل بما لا يعنيه ليثبت أنه الأفضل الذي لا يرضى بالشائنة حين يرتكبها المستهدف عنده؛ وعلى هذا يمضي كل يوم على ما فيه من مساوئ والآخر يصحح مساره إن كان منحرفًا حقًا يتطلع الأحسن فيسلكه والناقد هنا يتخلف يتمادى في حياته وسلوكه السيء أكثر وأكثر يمزق أسرته بتكرارها مرات لا يكاد يخرج من واحدة أو هي فيه، حتى يضيف إليها العشرات تفارقه زوجته ”من تحملت المتاعب، وتعرضت للأذى في غيابه سنوات“ وإلى ضياع الأولاد ثم الأحفاد حتى من كان يعرفه منهم تمر السنون فلا يعرف أحدا ولا هم يعرفونه إن تلاقوا بالوجوه ولا بينهم وصال الكل عن الآخر في بُعد سحيق.

ومَن انتقدهم وبرأيه انغمسوا في الفشل بنوا بيوتًا وشيدوا. زوجوا أولادا حملوا أحفادًا. لهم قيم مميزة في مجتمعهم بما عملوا وقدموا فيزداد بغضًا لهم.

يا هذا أما آن لك أن تفيق وتعيد حساباتك التي أنت فيها علك تظفر بخير آتٍ تعوض ولو بعض خسائرك؟ دع الخلق للخالق ”اعلم أن كان لك عين ولسان فللناس أعين والسن“ مالك وشؤون الآخرين أصلح أمورك احفظ زوجتك اجمع أولادك تمتع برؤية أحفادك وكفى… لستَ على أبناء آدم مُوكل.