آخر تحديث: 30 / 4 / 2024م - 7:32 ص

كيف يمكن أن يؤدي النظر إلى الصورة الكبيرة إلى اتخاذ قرارات أفضل

عدنان أحمد الحاجي *

تبين الدراسة متى تعتبر الأنانية أمرًا منطقيًا

بقلم جيف غرابمير

13 يوليو 2018

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 295 لسنة 2023

How looking at the big picture can lead to better decisions

Study shows when it makes sense to be selfish

13 July 3018

Jeff Grabmeier

تشير نتائج دراسة إلى كيف يساعدك إبعاد نفسك زمانيًا عن اتخاذ قرار بشأن خيار يحقق لك أقصى فائدة لك وللآخرين من المتأثرين بهذا القرار.

إن أحد أهم عوامل تحقيق أقصى الفوائد لجميع المتأثرين بالقرار هو إدراك أن أفضل قرار في بعض الأحيان هو القرار الذي يعود عليك بأفضل الفوائد، " كما قال بول ستيلمان Paul Stillman، طالب ما بعد الدكتوراة في علم النفس حينئذ في جامعة ولاية أوهايو والمؤلف للرئيس للورقة.

”إن القرار الأكثر كفاءة «فعالية» هو القرار الذي سيزيد من مجموع القيمة الكلية «سيزيد من حجم الدائرة البيانية pie / أو الكعكة [1,2]» إلى الحد الأقصى - وهذا صحيح سواء حصلت على أكثر ها أو ذهبت إلى شخص آخر“ كما قال ستيلمان الذي انتقل للعمل إلى جامعة ييل. ”في بعض الأحيان من المنطقي أن تبدو أنانياً بعض الشيء إذا كان ذلك سيزيد من إجمالي الفوائد التي تحصل عليها إلى أقصى حدها“.


 

مثال على دائرة بيانية [1] 

وكمثال بسيط على ذلك، اشتغال مهندس برامج بتطوير برامج إنتاجية جديدة بدلاً من إصلاح جهاز كمبيوتر لأحد أصدقائه قد يكون أكثر كفاءة. نعم، قد يبدو المهندس أنانيًا بحرصه على كسب مال وترك صديقه بجهاز كمبيوتره المعطوب، ولكن اختياره هذا سيحقق له قيمة اجمالية أكبر لنفسه وللمستخدمين المستقبليين لبرنامجه.

في هذه الدراسة [3] ، وجد ستيلمان وزملاؤه أن الناس يتخذون القرار الأكثر كفاءة «فعالية» - القرار الذي ينجم عنه أعلى قيمة اجمالية للمجموعة / للجماعة - حين ينظرون إلى «يهتمون ب» الصورة الأشمل «الصورة الكبيرة big picture»، لو يضعون في بالهم الوصول إلى الغاية ولم ينشغلوا بالتفاصيل.

منظور ”الصورة الكبيرة“ هذه هي ما يسميها علماء النفس ”نظرية التحليل مرتفع المستوى“ [المستوى التحليلي المرتفع هو عندما يفكر الناس بشكل مجرّد وينظرون إلى «يهتمون ب» الصورة الكبيرة ولا يركزون على التفاصيل. بل يركزون على الميزات المحورية للموضوع بأكمله [4] ] وينطوي على أخذ مسافة نفسية زمانيًا «أو مكانيًا أو ما إلى ذلك» من القرار. قد تكون المسافة زمانية - على سبيل المثال، عندما تخطط لأحد المناسبات بعد سنة من الآن. أو قد يكون بعيدًا مكانيًا نظرًا لأنه يتضمن أشخاصًا بعيدين مكانيًا، أو لأنك تفكر في وضع افتراضي، لا في وضع حقيقي، كما يقول ستيلمان.

”المستوى التحليلي مرتفع المستوى يتيح لك الرجوع إلى الوراء قليلاً والاطلاع على تبعات قرارك قبل اتخاذه وأن ترى بشكل أكثر وضوحًا أفضل طريقة لتخصيص موارد له“.

الدراسة نُشرت في عدد يوليو 2018 من مجلة السلوك التنظيمي وعمليات اتخاذ القرار البشري [3]  Organizational Behavior and Human Decision Processes..

في إحدى التجارب، كلف الباحثون 106 طالب بإكمال مهمة تشجعهم على التفكير من منظور الصورة الكبيرة [من مسافة نفسية طويلة] أو التفكير بطريقة مباشرة «قريبة زمانيًا أو مكانيًا وما إلى ذلك». كُلف المشاركون بهدف لتحسين الصحة وطُلب منهم وضع قائمة أهداف يمكن أن تساعدهم هذه المهمة على تحقيقها، مثل تحقيق ”حياة مديدة“. وهذه من شأنها أن تضعهم في إطار صورة ذهنية أكبر «أشمل». وقيل للآخرين أن يضعوا قائمة بكيف يحققون هدف تحسين الصحة، كممارسة ”التمارين الرياضية“. وهذا يجعلهم ينظرون إلى الصورة الكبيرة ويضعون تحقيق الهدف نصب أعينهم.

وبينت النتائج أن المشاركين الذين شُجعوا على التفكير بالنظر إلى الصورة الكبيرة «نظرة استراتيجية» حول الفكرة ككل [الذين كان لديهم المستوى المرتفع من التحليل النفسي كانوا أكثر احتمالاً من غيرهم لاتخاذ قرارات من شأنها زيادة القيمة الإجمالية إلى حدها الأقصى - سواء أكانوا هم الذين استفادوا أكثر أم استفاد الآخرون.

وكانت هناك دراسة ثانية مماثلة، ولكن في هذه الحالة استخدم الباحثون طريقة مختلفة لخلق مسافة نفسية في بعض المشاركين. وقيل لنصف المشاركين أن المكافآت ستوزع بعد سنة من الآن «وهو ما سيؤدي إلى التفكير من منظور الصورة الكبيرة - أي بطريقة استراتيجية والتركيز على الغاية لا على التفاصيل»، أما النصف الآخر فقيل لهم إنه سيتم توزيعها غدًا «مما سيؤدي إلى التفكير دون الأخذ في الاعتبار الصورة الكبيرة - أي المستوى التحليلي المنخفض: أي حين يفكر الناس بشكل ملموس «لا مجرد» وهذا مرتبط بالقرب النفسي [بقصر المسافة النفسية]. عندما يندمج الناس في التحليل منخفض المستوى، فإنهم يركزون على الحاضر بتفصيل كبير. في المستوى المنخفض، يركز الأشخاص على الميزات الثانوية التي تعتبر أقل أهمية بالنسبة لجوهر الموضوع [4] .

كما في الدراسة الأولى، هؤلاء المشاركون الذين شُجعوا على التفكير استراتيجيًا «أي من منظور الصورة الكبيرة» كانوا أكثر احتمالًا لاختيار أقصى ما يحقق من قيمة إجمالية للمجموعة [لا للفرد]، سواء أكانت تعود عليهم بفائدة أكبر أم لا.

أكدت تجربتان أخريتان استخدمتا سيناريوهات مختلفة هذه النتائج.

بشكل عام، قال ستيلمان، تبين هذه النتائج طريقة للحد من الخسارة «التلف» والحد من ضعف الكفاءة عند اتخاذ القرارات ولتحقيق أقصى حد من المكاسب الصافية للجميع. وقال: ”عندما تضع بعض المسافة النفسية «زمانيًا وما إلى ذلك» من قرارك [5] ، فإنك ترى الأشياء أكثر انسجامًا مع الأهداف طويلة الأمد، ويمكنك أن ترى ما وراء الاعتبارات الآنية «الحالية / الفورية»“.

مصادر من داخل وخارج النص:

[1]  https://ar.wikipedia.org/wiki/دائرة_مجزأة

[2]  https://en.wikipedia.org/wiki/Growing_the_pie

[3]  https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0749597815303022

[4]  "نظرية المستوى التحليلي «CLT» هي نظرية في علم النفس الاجتماعي تصف العلاقة بين المسافة النفسية والأمد الذي يكون فيه تفكير الناس «على سبيل المثال، في الأشياء والأحداث» مجرداً «غير ملموس» أو محسوساً «ملموس». الفكرة العامة هي أنه كلما كان الشيء أكثر بُعدًا [زمانيًا وما إلى ذلك» عن الشخص، كلما كان التفكير فيه أكثر تجريدًا، بينما كلما اقتربنا من الموضوع [زمانيًا وما إلى ذلك]، كلما كان التفكير فيه محسوساً «ملموسًا» بشكل أكثر - مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/نظرية_المستوى_التحليلي

[5]  ”المسافة النفسية phdycological distance هي الدرجة التي يشعر بها الناس بالابتعاد عن ظاهرة / حدث / موصوع ما. المسافة في هذه الحالة لا تقتصر على المحيط المادي الملموس، بل يمكن أن تكون المسافة مجردة أيضًا. يمكن تعريف المسافة على أنها الفصل بين النفس والأشياء الأخرى، مثل الأشخاص أو المواضيع أو المعلومات / المعارف أو الزمن. هناك أربع فئات من المسافة النفسية: المسافات المكانية والاجتماعية والافتراضية والمعلوماتية. وقد خلصت دراسات أخرى إلى أن الأربع الفئات جميعها مترابطة ترابطًا تلازميًا بقوة وبشكل ممنهج مع بعضها بعض. على المستوى الأساس، ترجع المسافة النفسية في نظرية المستوى التحليلي «4» إلى أن المسافة تلعب دورًا محوريًا في العلاقة بين الحدث «الموضوع» والشخص. عامل المسافة يساعد في تحديد نتيجة ما إذا كان الشخص يضع قيمة على موضوع معين أم لا. العلاقة بين الشخص والموضوع، من حيث المسافة النفسية، هي أنه كلما زادت المسافة بين الذات «النفس» وبين الموضوع [زمانيًا وما إلى ذلك] كلما انخفض إدراك الأهمية بالنسبة للشخص. باتباع هذا المثال، كلما كان إدراك الموضوع أقل أهمية، قلّ احتمال تصرف الشخص بناءً عليه. هذه المسافة النفسية تسبب اختلافات سلوكية، أو عدم وجود سلوكيات أو مواقف معينة في مجملها، التي تعمل على تغيير استجابة الفرد لحدث / موضوع ما وذلك بتغيير إدراك الفرد للأهمية في ذهنه. المسافة النفسية هي في الأساس مسافة أنانية، ونقطة الارتكاز هي الذات في اللحظة «في الوقت الحالي، لا المستقبل»، وتتلازم التفاعلات المختلفة للذات مع شيء ما أو حدث ما تلازمًا طرديًا بمستويات مختلفة من هذه المسافة.“ ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://en.wikipedia.org/wiki/Psychological_distance

المصدر الرئيس

https://news.osu.edu/how-looking-at-the-big-picture-can-lead-to-better-decisions/