آخر تحديث: 30 / 4 / 2024م - 1:07 ص

أين وكيف يجلس المريض أثناء زيارته العيادة يُعد اجراءً مهمًا لقياس ضغط دمه

عدنان أحمد الحاجي *

بقلم لورا ويليامسون

9 نوفمبر 2023

المترجم: عدنان احمد الحاجي

المقالة رقم 313 لسنة 2023

Where and how you sit matters when getting blood pressure taken at the doctor"s office

By Laura Williamson، American Heart Association News

November 9,2023

تفيد دراسة جديدة بأن ملايين الناس الذين لديهم ضغط دم طبيعي [أي لا يعانون من ارتفاع ضغط دم] قد يُصنفون خطأً على أن لديهم ضغطَ دم مرتفع جدًا بسبب كيفية وضعية أجسامهم غير المناسبة عند قياس ضغط دمهم.

تدعو التعاليم الارشادية الصادرة عن جمعية القلب الأمريكية والكلية الأمريكية لأمراض القلب إلى جلوس المريض على كرسي ووضع قدميه بشكل مستوٍ على الأرض وظهره مسند تمامًا إلى ظهر الكرسي الذي يجلس عليه ووضع ذراعه الملفوف حوله سوار قياس ضغط الدم «cuff» مسند على ذراع الكرسي المخصص بحيث يكون على مستوى القلب. هذه الوضعية تساعد على الاطمئنان بأن قراءة ضغط الدم كانت قراءة دقيقة. لكن العديد من الأطباء والممرضين / الممرضات يأخذون قياسات ضغط الدم أثناء جلوس المريض على سرير الفحص في العيادة، تاركين أرجله متدلية وظهره وذراعه غير مسندة «غير ثابتة» على ذراع الكرسي المخصص على مستوى القلب.

”هذه الوضعية لا تفضي إلى قياس ضغط الدم بدقة،“ كما قال الباحث الدكتور راندي ويكسلر Randy Wexler، طبيب الرعاية الأولية في مركز ويكسنر الطبي بجامعة ولاية أوهايو في مدينة كولومبوس. وعُرض البحث يوم السبت الموافق 11 نوفمبر 2023 في مؤتمر الجلسات العلمية لجمعية القلب الأمريكية في فيلادلفيا [1] .

وقال ويكسلر إن التصنيف الخاطئ لارتفاع ضغط الدم يمكن أن يؤدي إلى ”تناول الأشخاص لعلاج ضغط الدم حين لا يحتاجون إليه بالفعل“. و”قد لا يحتاج الناس إلى تناول نفس القدر من الأدوية، التي لها مضاعفات جانبية. وهنا يصبح الحصول على قياسات جيدة ودقيقة لضغط الدم اجراءً مهمًا.“


الصورة الخاطئة لأخذ فحص الدم

في هذه الدراسة، قُسمت مجموعة من المشاركين مكونة من 150 شخصًا راشدًا «20 سنة وأكبر، بحسب التعريف] بشكل عشوائي إلى ثلاث مجموعات. في واحدة من المجموعات، تم أخذ قراءات ضغط الدم على سرير «طاولة» فحص يُستخدم عادة في العيادة ارتفاعها ثابت ثم بعد ذلك أُخذت قراءات ضغط الدم على كرسي يمكن تعديل وضعيته «مثل ارتفاعه عن الأرض». المجموعة الثانية أخذت نفس قراءات ضغط الدم لكن بعكس ترتيب وضعية أخذ ضغط دم المجموعة الأولى [يعني ابتداءً بكرسي الفحص ثم بطاولة الفحص]. أما المجموعة الثالثة فقد أخذت كلتا القراءتين السابقتين والشخص جالس على نفس كرسي الفحص. وكانت هناك فترة راحة قبل كل قراءة لفحص ضغط الدم. جُمعت النتائج وتمت مقارنة متوسط القياسات الثلاثة التي أخذت على سرير الفحص مع متوسط تلك التي أخذت على كرسي الفحص.


الطريقة المناسبة لأخذ ضغط الدم. تظهر الصورة جهاز قياس الضغط بما فيه السوار cuff الملفوف على الذراع

بالنسبة للقراءات المأخوذة على سرير الفحص، كان متوسط ضغط الدم الانقباضي «الرقم العالي لضغط الدم [2] » أعلى بمقدار 7 ملم زئبق ومتوسط قراءة ضغط الدم الانبساطي «الرقم المنخفض لضغط الدم [2] » أعلى بمقدار 4,5 ملم زئبق من تلك القراءات التي أخذت والشخص جالس على كرسي الفحص وملتزم بوضعية الجسم الموصى به في المبادئ الإرشادية خلال قياس ضغط الدم. وخلص الباحثون إلى أن هذا الاختلاف كان معتبرًا بما يكفي لتصنيف ملايين الناس تصنيفًا خاطئًا على أن لديهم ارتفاعًا في ضغط الدم بينما قراءة ضغط دمهم لا تزال بالفعل ضمن المعدل الطبيعي.

”لم نتفاجأ حين وجدنا أن هناك ثمة فرق في القراءات“. ”لكن فوجئنا بمدى الاختلاف المعتبر بين هذه القراءات.“ النتائج نشرت في عدد سبتمبر من المجلة الالكترونية الطب السريري [3]  eClinicalMedicine، كما وقال ويكسلر.

شروط وخطوات قياس ضغط الدم: 1» في ال 30 دقيقة قبل الفحص في المستطيل على اليسار: الشروط: لا تدخين لا قهوة لا تمرين رياضي؛ وقي ال 5 دقائق قبل الفحص اجلس ساكنًا لا تتحرك 2» أثناء الفحص «في المستطيل الأوسط»: تأكد أن رباط قياس الضغط ملفوف على المكان المناس من الذراع ثم ضع الذراع على سطح مستوٍ وثابت وعلى مستوى القلب واجلس مسندًا ظهرك بزاوية قائمة على ظهر الكرسي ولا تتكلم؛ 3» بعد القياس «المستطيل مرة على اليمين» خذ دقيقة ثم أعد القياس مرة أخرى وربما ثالثة ثم اجمع القياسات واحسب المعدل واحتفظ به في سجل خاص،. احضر هذا السجل معك في المرة القادمة التي تزور فيه العيادة. المصدر جمعية القلب الأمريكية «2017»

تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من نصف الراشدين في الولايات المتحدة يعانون من ارتفاع ضغط الدم. يُشخص الشخص بارتفاع ضغط الدم حين تصل القراءة بشكل ثابت أو تتجاوز 130 ملم زئبق للضغط الانقباضي أو 80 ملم زئبق للضغط الانبساطي.

وقالت الدكتورة جوردانا كوهين Jordana Cohen، طبيبة أمراض الكلى في كلية الطب بجامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا، التي لم تشارك في هذه الدراسة الجديدة، إن الذين يتناولون أدوية خفض ضغط الدم حين لا يحتاجون إليها يصبحون معرضين لخطر كبير لانخفاض ضغط الدم، وهي حالة تعرف باسم انخفاض ضغط الدم hypotension [4] . انخفاض ضغط الدم يمكن أن يتسبب في الشعور بالدوخة والدوار والإغماء ويمكن أن يؤدي إلى السقوط.

وقالت كوهين، وهي أيضا أستاذ مشارك في كلية الطب بجامعة بنسلفانيا: ”نحن بحاجة للإطمئنان من أننا نقيس ضغط الدم بشكل صحيح ونعالجه بشكل صحيح“. ”يحتاج الجهاز الصحي إلى إعطاء الأولوية لهذه المسألة. وعلينا إقناع الجهاز الصحي بأن ذلك يُعد ذكاءً من الناحية الاقتصادية لو التزمنا بهذه التعاليم التوجيهية لأنها ستؤدي إلى مخرجات صحية أفضل.“

وقال ويكسلر يعاين الأطباء عددًا كبيرًا جدًا من المرضى ممن يعانون من حالات مرضية مزمنة، بحيث لا يكون لديهم في كثير من الأحيان الوقت الكافي لقياس ضغط الدم بشكل صحيح ودقيق. تفيد الأبحاث بأن الأطباء سيحتاجون إلى أكثر من 26 ساعة يوميًا لمتابعة جميع التعليمات التوجيهية للرعاية الوقائية والأمراض المزمنة لمعاينة وفحص المرضى، أو أكثر من تسع ساعات يوميًا عند تقديم رعاية يقوم بها طبيبان على الأقل بالتنسيق بينهما وبين المريض ومن يرعاه إلى المستوى الذي يرضي المريض [5] ].

وقال ويكسلر: ”نحن بحاجة إلى أن نعمل على جعل الأمور أكثر كفاءة وفعالية“، مضيفًا أن الأبحاث المستقبلية يجب أن تبحث في مثل هذه الاستراتيجيات. ”ولكن كيف يمكننا إجراء تغييرات قابلة للتنفيذ دون أن نبطىء من عملية زيارة المريض للعيادة؟“