آخر تحديث: 30 / 4 / 2024م - 9:26 ص

الكثير من الأطفال يعانون من ”تأخر في النطق“. إليك متى تأخذ القرار اللازم والمناسب للعلاج

عدنان أحمد الحاجي *

بقلم سوزان ميلدروم، استاد مشارك في علم أمراض النطق، جامعة إديث كوان الاسترالية

23 يونيو 2023

المترجم: عدنان احمد الحاجي

المقالة رقم 320 لسنة 2023

Lots of kids are“late talkers”. Here”s when to take action

Suzanne Meldrum، Lecturer، Speech Pathology، Edith Cowan University

June 23,2023

باعتباري أخصائيةً في أمراض النطق [1] ، وأستاذة مساعدة في الجامعة وأمًا لأطفال صغار، كثيرًا ما أُسأل أسئلة من نوع ما يلي:

طفلي لا يتكلم بعد هل تُعتبر تلك مشكلة؟ وهل هذا خطأ أُلام عليه؟

ليس هناك إجابة بسيطة على هذا السؤال لا ب ”بنعم“ ولا ب ”لا“، إذ لا بد ما تكون هناك دائمًا حاجة إلى معلومات اضافية. ولكن في نهاية حواري مع أمثال هذه الأمهات، دائمًا ما ينتهي الأمر بقولي لهم ”الأمر يستحق الفحص والدراسة“.

اسلوب ”انتظر وارتقب قبل أن تتصرف“ في حالة المتأخرين في النطق [وهم الأطفال المتخلفون عن مستوى التواصل المنطوق «الكلام» لدى أقرانهم» الذي أوصت به الأجيال السابقة لقد تغير بعد معرفتنا المزيد عن مرحلة الطفولة المبكرة وكيف يمكن للتدخل أن يساعد في حل هذه المشكلة.

من هم المتأخرون في النطق؟

المتأخرون في النطق [2,3] هم الأطفال الذين لم يبدأوا الكلام ببلوغ السن المعتاد الذي يكون فيها أقرانهم من الأطفال الآخرين قد بدأوا في الكلام. وهم لم يُشخصوا بأي اضطرابات معينة وليس لديهم ”سبب رئيس“ مثل اضطراب طيف التوحد أو الإعاقة الذهنية أو فقدان السمع.

التأخر في النطق ليس تشخيصًا رسميًا مدرجًا في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية [4] ، لذا تتباين الحدود الدنيا السريرية cut-offs لهذه المشكلة. التعريف [5]  الأكثر شيوعًا هو أن الذين يتأخرون في النطق لا يتكلمون إلَّا بأقل من 50 كلمة و/ أو لا يتكلمون بعبارات مكونة من كلمتين ببلوغهم السنتين. ويعتقد آخرون أن هذا التعريف غير كافٍ [6] .

الدراسات تنحو إلى تقسيم هذه الفئة [المتأخرة في النطق] إلى فئتين: الأطفال الذين يجدون صعوبات في نطق الكلمات فقط [أي هؤلاء يفهمون هذه الكلمات لكن لا يستطيعون نطقها] وأولئك الذين يجدون صعوبات في التعبير [لا يستطيعون التعبير] والاستيعاب [لا يفهمون كلام غيرهم].

يعد النطق المتأخر أمرًا شائعًا إلى حد ما، حيث تنطبق هذه المعايير على 13-20٪ من الأطفال ببلوغهم السنتين [7] . يُقيَّم الأطفال عمومًا لتأخرهم في النطق حينما يكون سنهم بين سنتين وثلاث سنوات وذلك بالمراقبة والرصد من قبل أخصائي أمراض النطق وتقارير أولياء أمورهم. يُطلب من أولياء الأمور تقديم تفاصيل عن أي اضطراب نطق [8]  أو اضطراب لغة [9 - 12] داخل الأسرة، وكيف يتواصل أطفالهم وكيف يدققون في قائمة الكلمات التي يفهمونها أو ينطقونها.

هذه المعلومات تمت مقارنتها بعد ذلك بعينة كبيرة من الأطفال، لمعرفة ما إذا كانوا ضمن ”النطاق الطبيعي“ لعدد الكلمات التي يعرفونها وينطقونها.

هل سيتخلص طفلي المتأخر في النطق من هذه المشكلة؟

حوالي 50% من الأطفال سوف ”يتغلبون“ على صعوباتهم اللغوية [13] . وهذا ما يفسر سبب شيوع التوصية ب ”اسلوب“ انتظر وارقب ”حالة المتأخرين في النطق“ على مدى سنوات عديدة قبل أن تتصرف. ولكن هناك العديد من المشكلات مع هذا الأسلوب.

أولاً، قد لا يتمكن المتأخرون في النطق من اللحاق بأقرانهم فيما يتعلق بالنطق بشكل كامل. لقد تبين أن أداء ”المتأخرين في النطق“ كان ضعيفًا في اختبارات اللغة ومعرفة القراءة والكتابة في اواخر سنوات الدراسة الابتدائية وما بعدها لذلك [14] ، في حين أن المتأخر في النطق قد يتحسن، إلا أنه قد يواجه صعوبات مستمرة ولكن ربما غير جلية حين يكبر، عندما تكون المهارات اللغوية حاسمة للنجاح الأكاديمي [15]  والتنشئة الاجتماعي [16] . البحث عن العلاج المبكر قد يخفف من هذه الصعوبات [17] .

ثانياً، يمكن أن يكون للتأخر في النطق آثار سلبية على الطفل خلال سنوات طفولته الدارجة «أي بعد أن يبدأ في المشي». الطفل الذي لا يتكلم إلَّا كلمات قليلة قد يبدو محبطًا أو منسحبًا أو عدوانيًا [18] . مثل هذه السلوكيات هي أكثر شيوعًا بين المتأخرين في النطق، على الأرجح لأنهم يفتقرون إلى كلمات لاستعمالها في التعبير عن المشاعر أو للتعبير عن الرغبات. قد يشعر أولياء الأمور أن مشاركة أطفالهم في الحياة الأسرية والمدرسة أو الرعاية النهارية محدودة. قد يساعد العلاج [19]  الطفلَ على اللحاق بأقرانه و/ أو إيجاد أساليب بديلة للتواصل، مما قد يؤدي إلى تحسين مشاركته تلك.

وأخيرًا، ولكن من الأهمية بمكان، أن وجود صعوبات لغوية في المرحلة المبكرة من حياة الطفل يعد عامل احتمال معتبر على الصعوبات اللغوية المزمنة، والتي غالبًا ما تُشخص على أنها اضطراب لغوي نمائي [20] .

يحدث هذا الاضطراب لواحد على الأقل من كل خمسة من المتأخرين في النطق ويمكن أن يكون له تأثير كبير مدى الحياة في القيام بأداء الوظائف اليومية المعتادة. الأداء الأكاديمي في المدرسة [21] ، وتقدير الذات [22] ، والصحة العقلية [23] ، وفرص الحصول على وظيفة «عمل»، ترتبط ارتباطًا سلبيًا باضطراب اللغة النمائي.

الجزء الصعب هو أننا لا نستطيع التنبؤ بدقة بأي من المتأخرين في النطق سيستمر في تطوير مهاراته اللغوية المألوفة، وبأيٍ منهم سيُشخص لاحقًا باضطراب اللغة النمائي [24] .

قد يعاني الأطفال المصابون باضطراب اللغة النمائي من مشكلات مستمرة في التعلم والتواصل.

عوامل احتمال مشاكل اللغة المزمنة؟

على الرغم من أنه لا يوجد مؤشر واحد يسمح لنا بمعرفة أي طفل سيواجه مشكلات لغوية مزمنة [المترجم: المزمن هو الذي يستمر سنة أو أكثر أو يتطلب علاجًا أو عناية طبية مستمرة، بحسب التعريف]، فإن العوامل المحتملة [25]  تشمل كون المولود ذكرًا، وللعائلة تاريخ من اضطرابات اللغة، والحالة الاجتماعية الاقتصادية «سوسيواقتصادية» للعائلة [26] ، وانخفاض الوزن عند الولادة وعدد المفردات «سواء التي يتكلمها هو أو يفهمها من الغير». اضطرابات النطق واللغة تتكتل في العائلات التي تعاني من مشكلات وراثية تعتبر عاملًا معتبرًا للتنبؤ بمشكلات لغوية مزمنة [27] .

غالبًا ما تقترن اضطرابات القراءة مثل عسر القراءة بالصعوبات اللغوية. العوامل الأخرى التي غالبًا ما يذكرها أولياء الأمور، مثل تاريخ الإصابة بالتهابات الأذن [28]  أو وجود أشقاء أكبر سنًا «الذين قد ”يقومون بالكلام نيابة عن اخوتهم الذين لديهم تأخر في النطق“» [29]  لا تزيد من احتمالية الإصابة باضطرابات اللغة.

تعد الحالة الاجتماعية الاقتصادية «السوسيواقتصادية» وكيف يتفاعل أولياء الأمور مع أطفالهم من عوامل احتمال وجود اضطرابات اللغة المزمنة التي أثبتتها الدراسات، ولكن يصعب فصلها عن تأثيرات انتقال حالات اضطرابات اللغة بين الأجيال [30] . قد يتفاعل أولياء الأمور الذين يعانون أنفسهم من مشكلات لغوية أو يتواصلون بشكل مختلف مع أطفالهم والاحتمال المرتفع لنقلهم نفس المشكلات اللغوية إلى أطفالهم. في معظم الحالات، لن يكون جميع الأطفال في الأسرة الواحدة متأخرين في النطق، لذلك قد تكون البيئة الاجتماعية جزءًا من المشكلة. يجب على أولياء الأمور أن يتأكدوا من أنهم لم ”يتسببوا“ في تأخر اللغة لدى أطفالهم وذلك بسبب كلامهم القليل جدًا معهم.

قد يشمل التدخل المبكر تعليم أولياء الأمور كيف يتعرفون على محاولات التواصل.

شجع الطفل على الكلام مبكرًا

يتخذ أخصائيو أمراض النطق الآن وجهة نظر فاعلة ولكن حذرة: التدخل لا باسلوب راقب وانتظر قبل أن تتصرف.

قد يكون التدخل مفيدًا جدًا، ويتضمن تدريب أولياء الأمور على الاساليب التالية.

  • التعرف على الأساليب الأخرى التي قد يتواصل بها الطفل وتشجيعها «مثل التحديق بالعين والإشارة بالإصبع / باليد واصدار أصوات»
  • متابعة اهتمامات الطفل أثناء اللعب
  • التوقف بشكل أكثر في الأثناء لملاحظة كيف يتواصل الطفل وتشجيعه على ذلك
  • الحد من الأسئلة المتكررة، مثل «”ما هذا؟“ ”من يتكلم؟“»
  • بدلًا من ذلك، استخدم اللغة بكثرة عند التفاعل مع الطفل، مثل وصف مجريات اللعب «”لدي صلصال أخضر. ربما أصنع منه حلزونًا «نوع من حيوانات القواقع البحرية“».
  • والأهم من ذلك، مراجعة منهجية حديثة للأدبيات المنشورة في المجال فحصت نتائج 34 دراسة تدخلية مختلفة «17».، ووجدت أن 93% منها ذكرت عن تحسن في المفردات التعبيرية للمتأخرين في النطق.

لذلك، عندما سُئلت عما إذا كان التأخر في النطق يمثل مشكلة، أؤكد أنه لا يوجد دليل على أن أولياء الأمور هم سبب الصعوبات التي يواجهها أطفالهم وأن هناك مساعدة متاحة لهم. إذا كان طفلك لا يتكلم بنفس القدر الدي يتكلم به أقرانه من الأطفال الآخرين، فمن المفيد أخذ ذلك على محمل الجد ومعرفة الأسباب.

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  https://ar.wikipedia.org/wiki/علم_أمراض_النطق_واللغة

[2]  https://ar.wikipedia.org/wiki/متلازمة_أينشتاين

[3]  https://psycnet.apa.org/record/2013-25025-000

[4]  https://www.psychiatry.org/psychiatrists/practice/dsm

[5]  https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0031395517301347?via%3Dihub

[6]  https://pubs.asha.org/doi/10,1044/lle15,3.119

[7]  https://pubs.asha.org/doi/10,1044/1092-4388 «2007/106» ?url_

[8]  ”اضطرابات النطق speech disorder أو اضطراب الكلام هي نوع من الاضطراب في التواصل وعدم القدرة على توضيح بعض الكلمات أو إنتاج الأصوات بشكل صحيح أو بطلاقة، أو بسبب وجود مشكلات في صوت الشخص نفسه، كالتأتأة، اللثس“. مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_الكلام

[9]  ”اضطرابات اللغة language disorder أو ضعف اللغة هي الاضطرابات في معالجة المعلومات اللغوية. يمكن أن تشمل المشكلات التي قد يواجهها المصاب مشكلات في قواعد اللغة «بناء الجمل وتشكيل الكلمات» أو الدلالة «المعنى»، أو جوانب أخرى من اللغة. قد تكون هذه المشكلات استقبالية «ضعف في فهم اللغة»، أو تعبيرية «إنتاج اللغة»، أو مزيج من كليهما. تشمل الأمثلة اضطراب اللغة على ضعف اللغة المحدد - المُعرّف بشكل أفضل على أنه اضطراب اللغة النمائي «DLD» «10,11». - والذي يشار إليه باسم اضطراب اللغة التطوري والحبسة «aphasia» [عدم القدرة على الكلام بسبب تضرر في الدماغ «12». وغيرها. يمكن أن تؤثر اضطرابات اللغة في كل من اللغة المنطوقة والمكتوبة كذلك، كما يمكن أن تؤثر أيضًا في لغة الإشارة.“ مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_اللغة

[10]  ”يُشخص اضطراب اللغة النمائي developmental language disorder «ويعرف اختصارًا ب DLD» عندما يعاني الطفل من مشكلات في تطور اللغة تستمر حتى سن المدرسة وما بعدها. مشكلات اللغة لها تأثير كبير في العلاقات الاجتماعية اليومية أو التحصيل المدرسي، ومع ذلك تحدث في غياب اضطراب طيف التوحد أو الإعاقة الذهنية أو أي حالة طبية أخرى معروفة. أكثر المشكلات وضوحًا هي الصعوبات في استخدام الكلمات والجمل للتعبير عن المعاني، ولكن بالنسبة للعديد من الأطفال، فإن فهم اللغة «اللغة المُستقبَلة» يمثل أيضًا تحديًا، على الرغم من أن هذا قد لا يكون واضحًا ما لم يُقيّم الطفل بشكل مهني.“ مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_اللغة_التطوري

[11]  يُطلق على DLD أيضًا اسم ضعف اللغة المعين أو تأخر اللغة أو الحبسة «aphasia = عدم القدرة على الكلام بسبب تضرر في الدماغ «12».]. وهو أحد اضطرابات النمو الأكثر شيوعًا، حيث يصيب واحدًا تقريبًا من بين كل 14 طفلاً في رياض الأطفال. يستمر تأثير DLD حتى مرحلة البلوغ،

https://www.nidcd.nih.gov/health/developmental-language-disorder

[12]  https://ar.wikipedia.org/wiki/حبسة

[13]  https://pubs.asha.org/doi/abs/10,1044/1092-4388%282003/044%29

[14]  https://pubs.asha.org/doi/10,1044/1092-4388%282008/029%29

[15] https://www.cambridge.org/core/journals/applied-psycholinguistics/article/abs/early-productive

[16]  https://ar.wikipedia.org/wiki/تنشئة_اجتماعية

[17]  https://pubs.asha.org/doi/abs/10,1044/2022_AJSLP-21-00168

[18]  https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0193397318303411

[19]  https://pubs.asha.org/doi/10,1044/2017_JSLHR-L-16-0310?url_

[20]  https://theconversation.com/what-is-dld-the-most-common-disorder-you-have-never-heard-of-189979

[21]  https://acamh.onlinelibrary.wiley.com/doi/10,1111/jcpp.12009

[22]  https://ar.wikipedia.org/wiki/تقدير_الذات

[23]  https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S002199241000081X

[24]  https://pubs.asha.org/doi/abs/10,1044/2017_JSLHR-L-16-0310

[25]  https://ar.wikipedia.org/wiki/اقتصاد_اجتماعي

[26]  https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0896627310008251?via%3Dihub

[27]  https://pubs.asha.org/doi/10,1044/2020_JSLHR-19-00005?url_

[28]  https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S089142221300471X?via%3Dihub

[29]  https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0276562407000467

المصدر الرئيس

https://theconversation.com/lots-of-kids-are-late-talkers-heres-when-to-take-action-206609