آخر تحديث: 30 / 4 / 2024م - 1:07 ص

قد يبدأ الأطفال اكتساب لغتهم الأم قبل ولادتهم

عدنان أحمد الحاجي *

22 نوفمبر 2023

المترجم: عدنان احمد الحاجي

المقالة رقم 327 لعام 2023

Babies may start to learn language before they are born

22 November 2023

يستجيب الأطفال حديثو الولادة لـ لغتهم الأم بشكل مختلف عن استجابهم للغات أخرى، مما يشير إلى أن التعرض للغة في الرحم قد يوفر أسس اكتساب اللغة

تفيد التجارب التي أجريت على حديثي الولادة بأنهم يستطيعون بالفعل التعرف على لغتهم الأم، مما يفيد بأن اكتساب اللغة قد يبدأ قبل الولادة.

تقول جوديت غيرڤين Judit Gervain من جامعة بادوا Padua في إيطاليا: ”لقد عرفنا منذ فترة أن الأجنة تسمع في نهاية فترة الحمل“. ”يستطيع [الأطفال حديثو الولادة] التعرف على صوت أمهاتهم وتفضيله على الأصوات الأنثوية الأخري، ويمكنهم أيضًا التعرف على اللغة التي تتكلم بها أمهاتهم أثناء الحمل.“

قامت غيرڤن وزملاؤها بدراسة نشاط أدمغة 49 طفلاً ولدوا لأمهات يتكلمن الفرنسية؛ يتراوح سن الصغار بين يوم واحد وخمسة أيام.

تم الباس كل مولود جديد قبعة صغيرة فيها 10 أقطاب كهربائية وُضعت بالقرب من مناطق الدماغ المرتبطة بإدراك الكلام]المترجم: إدراك الكلام هو العملية التي يتم من خلالها سماع أصوات اللغة وتفسيرها وفهمها [1] ].

بعد ذلك، قام الفريق بتشغيل تسجيلات بدأت بفترة 3 دقائق صمت، ثم مقتطفات من قصة غولديلوكس والدببة الثلاثة [2]  Goldilocks and the Three Bears مدتها 7 دقائق باللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية بترتيبات مختلفة، تلتها فترة صمت أخرى.

عندما استمع الأطفال إلى الصوت الفرنسي، رأى الفريق ارتفاعًا في نوع من إشارات الدماغ تسمى التساوقات الزمانية طويلة المدى long-range temporal correlations، والتي ترتبط بإدراك الكلام [1]  ومعالجته. مستوى هذه الإشارات انخفض عندما سمع الأطفال لغات أخرى.

وفي المجموعة المكونة من 17 طفلًا سمعت اللغة الفرنسية آخر مرة وجد الفريق أن هذا الارتفاع في النشاط العصبي استمر خلال فترة الصمت التي تلت ذلك.

هذه النتائج توحي بأن الأطفال قد يتعرفون بالفعل على اللغة الأم لأمهاتهم باعتبارها لغة أكثر أهمية، كما تقول غيرڤنن. وتقول: ”إنها في الأساس بمثابة تعزيز اكتسابهم للغتهم الأم“.

ويأمل الفريق الآن في إجراء تجارب تشمل أطفالًا تتحدث أمهاتهم بلغات مختلفة، خاصة اللغات الآسيوية أو الأفريقية، لمعرفة مدى قابلية تعميم النتائج. كما يريد الفريق أيضًا استكشاف كيف يمكن أن يختلف تطور إدراك الكلام في الرحم عند الرضع الذين لديهم تجارب [الاستماع إلى الأصوات] قبل الولادة «أي وهم في أرحام أمهاتهم» أقل من المعتاد، كما في حالة الخدج. [الذين مكثوا أقل من فترة الحمل الكاملة].

تقول غيرڤنن: ”بالطبع، من الجيد التحدث إلى الجنين في بطن أمه“. ”لكننا أثبتنا أنه حتى مجرد القيام بالأنشطة اليومية الطبيعية، مثل التسوق أو الحديث مع الجيران هي بالفعل كلام كاف ليكون بمثابة رافعات لاكتساب أطفالهم اللغة.“

الدراسة نشرت في دورية تقدم العلوم [3]  Science advances.