آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 1:36 م

شم دموع النساء قد يحد من العدوانية لدى الرجال

عدنان أحمد الحاجي *

النتائج، التي قد يمتد تأثيرها إلى جميع البشر، تشي بأن الدموع المشحونة بالمشاعر قد تخدم غرضًا تطوريًا وقائيًا من الأذي النفسي والعاطفي

بقلم تارا وو

26 ديسمبر 2023

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 01 لسنة 2024

Sniffing Women"s Tears May Reduce Aggression in Men، Study Finds

Tara Wu

December 26,2023

توصلت دراسة جديدة إلى أن دموع الإنسان قد تحتوي على مادة كيميائية عديمة الرائحة تقلل من العدوانية

غالبًا ما تثير الدموع مشاعر التقمص الوجداني «العاطفة» بين الناس. لكن دراسة حديثة أثبتت بأن الدموع قد يكون لها هذا التأثير بأكثر من طريقة: شم دموع النساء قد يحد من العدوانية [1]  لدى الرجال، مما يشي بغرض وقائي للاستجابة العاطفية ضد الأذى النفسي والعاطفي.

ووجد بحثون أنه بعد شم دموع من النساء، شهد الرجال انخفاضًا في مستوى العدوانية بنسبة تزيد عن 40%، وهذا عُرف من خلال تقييم مستويات السلوك العدواني ونشاط الدماغ. ويقول الباحثون إن هذا التأثير قد يمتد ليشمل جميع الدموع البشرية، بحسب دراسة [2]  نُشرت في 21 ديسمبر 2023 في مجلة PLOS Biology.

”تشي هذه النتائج بأن الدموع هي عبارة عن طبقة كيميائية توفر حماية ضد العدوانية [1] ، وأن هذا التأثير شائع عند القوارض والبشر، وربما عند الثدييات الأخرى أيضًا“، كما يقول المؤلف المشارك نعوم سوبيل Noam Sobel، باحث في الأحياء العصبية في معهد وايزمان للعلوم.

على الرغم من أن أبحاثًا محدودة قد تناولت بالدراسة مجال التشويرات الكيميائية البشرية chemosignalling [وهي مواد كيميائية وُجدت في افرازات البشر من دموع وعرق [3] ]، فقد لاحظ مختبر سوبيل سابقًا أن دموع النساء حدّت من مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال ومن المؤشرات الفسيولوجية لحالة التيقظ [4]  والإثارة الجنسية [5]  المبلغ عنها ذاتيًا «أي أبلغ عنها الأشخاص المشتركين في التجربة أنفسهم».

”نعرف أن شم الدموع يخفض من مستوى هرمون التستوستيرون; وأن خفض هرمون التستوستيرون له تأثير في الحد من العدوانية لدى الرجال أعلى من تأثيره لدى النساء، لذلك بدأنا بدراسة تأثير الدموع في الرجال، لأن هذا أعطانا فرصًا أكثر لملاحظة هذا التأثير“، كما تقول الباحث في الأحياء العصبية والمؤلف الرئيس للدراسة في معهد وايزمان، شاني أغرون Shani Agron.

بإمكان للناس أن يشموا عددًا من الروائح والمواد الكيميائية المنبعثة من ناس آخرين [6]  والتي توفر إشارات اجتماعية [7] ، وغالبًا ما يكون ذلك لاإراديًا. تفيد م - موتة من الأبحاث السابقة [8]  بأن الناس قد يشمون رائحة الخوف والقلق من آخرين، وتدعم الأدلة [9]  فكرة أن العرق يمكن أن ينقل أيضًا معلومات مشحونة بالمشاعر. ويحدث هذا التواصل الكيميائي بين الحيوانات أيضًا: يبدو أن الكلاب تشم إشارات كيميائية من البشر [مواد كيميائية] توحي بمشاعر مختلفة، كالسعادة والخوف.

ولاختبار كيف تؤثر الدموع في ذلك، قام الباحثون بجمع الدموع المنبثقة عن ”مشاعر“ من ست متبرعات تتراوح أعمارهن بين 22 و25 عامًا - وكانت المشاركات في مجموعة العينة الصغيرة هذه هن الوحيدات من بين أكثر من 100 متطوعة تمكنَّ من ذرف ما يكفي من الدموع لهده الدراسة. سوبيل راشيل صرح لـ نوير Rachel Nuwer من مجلة ساينتفيك أمريكان [10]  أن جمع عينات الدموع مثلت تحديًا كبيرًا للفريق، حيث كان على المتبرعات أن يجمعن ملليلترًا واحدًا على الأقل من الدموع لكل مشارك من الرجال، وهو ما يمثل ”كمية، دموع كثيرة“. علاوة على ذلك، لا يمكن تحفيز ذرف قطرات دموع سائلة بطرق مثل طريقة تقطيع حبات بصل التي تدر نوعًا مختلفًا من الدموع عن تلك التي تأتي من مشاهدة أفلام حزينة، وهذه هي الطريقة التي استخدمتها معظم المشاركات.

خمسة وعشرون متطوعًا لعبوا لعبة فيديو مصممة للتحريض على العدوانية ضد خوارزميات كمبيوترية، لكن تم اقناعهم للاعتقاد بأن الخصم الذي يلعبون ضده هو لاعب بشري غشاش. وقاس الباحثون مستوى عدوانية اللاعبين وذلك بحساب عدد المرات التي قرروا فيها الانتقام من الخصم الذي يلعبون ضده. وفي الجزء الثاني من التجربة، لعب 26 رجلاً نفس اللعبة أثناء رصد نشاط أدمغتهم بالتصوير بالرنين المغناطيسي «MRI».

في كلتا التجربتين، شم المشاركون إما دموع امرأة أو محلول مائي مالح، وكلاهما عديم الرائحة، ولم يخبرهم الباحثون عن طبيعة ما كانوا يشمونه. بعد شم دموع النساء، كانت نسبة ما ظهر على هؤلاء الرجال من سلوكيات عدوانية 43,7 في المائة أقل من النسبة التي بدت على مجموعة السيطرة التي شمت المحلول المائي المالح. علاوة على ذلك، منطقتان في الدماغ مرتبطتان بالعدوانية واتخاذ القرار - هما قشرة أمام جبهية [11]  والقشرة الجزيرية اليسرى الأمامية [12]  - أظهرتا نشاطًا بعد أن شم الرجال الدموع أقل بكثير من مجموعة السيطرة التي شمت المحلول المائي المالح، وفقًا لـ ساينتفيك أمريكان. كما زادت أيضًا الروابط العصبية مع اللوزة الدماغية، وهي منطقة الدماغ المسؤولة عن المشاعر وحاسة الشم [13] .

هذه النتائج عن قوة الإشارة الكيميائية «المواد الكيميائية» الاجتماعية للدموع تعتمد على ظواهر مماثلة شوهدت في الحيوانات: على سبيل المثال، ذكور فئران الخلد العارية [13]  الخاضعة تغطي جسمها بإفرازات دموع لتجنب هجمات الذكور المهيمنة [14] ، وتحتوي دموع إناث الفئران على مادة كيميائية تحد من العدوانية بين ذكور الفئران [16] . [المترجم: ذكر الفئران المهيمنة هي التي تظفر بالتناسل مع أنثى الفئران]

وفي المستقبل، يأمل الفريق البحثي دراسة ما إذا كانت النساء يظهرن انخفاضًا مماثلاً في العدوانية بعد شم الدموع، وما إذا كانت دموع الأطفال يمكن أن تؤدي إلى استجابة مماثلة لدى النساء.

”لا يستطيع الطفل أن يقول: توقفوا عن التصرف بعدوانية تجاهي. فقدرته على التواصل محدودة جدًا، كما أنه أيضًا لا حول له ولا قوة.“ وله مصلحة راسخة في الحد من العدوانية ضده وهذا يعكس الحقيقة المحزنة للعدوانية ضد الأطفال"، كما يقول سوبيل لـ إيان سامبل Ian Sample من صحيفة الغارديان [17] .

لكن في الواقع، قد لا يكون لهذه المواد الكيميائية تأثير كبير في التفاعلات بين الراشدين «20 سنة وأكبر، بحسب التعريف]، كما تقول مينا ليون Minna Lyons،، باحث في علم النفس في جامعة ليفربول جون موريس Liverpool John Moores في إنجلترا والتي لم تشارك في الدراسة، لصحيفة الغارديان.

”دموع المستهدف بالعنف الأسري قد لا تفعل الكثير في الحد من عدوانية مرتكب العنف. لماذا لا تعمل الإشارة الكيميائية «المواد الكيميائية» في هذه الظروف؟ كما صرحت لصحيفة الغارديان.“ السياق الاجتماعي للبكاء معقد حدًا، وأظن أن الحد من العدوانية هو مجرد وظيفة من الوظائف العديدة الممكنة للدموع. "

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  https://ar.wikipedia.org/wiki/عدوان

[2]  https://journals.plos.org/plosbiology/article?id=10,1371/journal.pbio.3002442

[3]  https://elifesciences.org/articles/06758

[4]  ”التيقظ «arousal» هي حالة فسيولوجية ونفسية من الاستيقاظ والقدرة على ردة الفعل تجاه المؤثرات ويؤدي لزيادة في معدل ضربات القلب وزيادة في ضغط الدم وحالة من الانتباه الشعوري والحركة والاستعداد للاستجابة لأي مؤثر.“ مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/تيقظ

[5]  https://ar.wikipedia.org/wiki/إثارة_جنسية

[6]  https://onlinelibrary.wiley.com/doi/10,1002/brb3,1585

[7]  ”الإشارات الاجتماعية «social cues» هي إشارات لفظية أو غير لفظية يُعبر عنها بتعابير الوجه وحركات ووضعية الجسم ونبرة الصوت وحركات اليدين والتواصل بالعيون «وغيرها»، هذه الإشارات تعتبر مرجع استرشادي موجهة للحوارات والتفاعلات الاجتماعية الأخرى وذلك من خلال التأثير في انطباعاتنا عن الآخرين واستجاباتنا لهم. تُعد هذه الإشارات أدوات تواصل مهمة لأنها تنقل معلومات اجتماعية وسياقية وبالتالي تسهل عملية التفاهم الاجتماعي. بعض الأمثلة على الإشارات الاجتماعية هي كالتالي: تعد الإشارات الاجتماعية جزءًا من الإدراك الاجتماعي social cognition وتخدم أغراضًا متعددة في العالم الاجتماعي، ونظرًا لطبيعة البشر الاجتماعية، فهم يعتمدون اعتمادًا كبيرًا على القدرة على فهم الحالات العقلية للآخرين والتنبؤ بسلوكهم. من وجهة نظر تطورية، تعتبر هذه القدرة حاسمة في المساعدة على التعرف على التهديدات المحتملة والفرص المواتية؛ وفي المساعدة على تكوين علاقات اجتماعية والحفاظ عليها وذلك لتلبية الاحتياجات الفسيولوجية الأساسية والحفاظ على السلامة.“ مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/إشارة_اجتماعية

[8]  https://academic.oup.com/chemse/article/42/8/663/4080195?login=false

[9]  https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0306453016307521

[10] https://www.scientificamerican.com/article/sniffing-womens-tears-makes-men-less-aggressive/

[11]  http://medbox.iiab.me/kiwix/wikipedia_ar_medicine_maxi_2019-12/A/قشرة_أمام_جبهية

[12]  https://ar.wikipedia.org/wiki/فص_جزيري

[13]  https://ar.wikipedia.org/wiki/شم

[14]  https://ar.wikipedia.org/wiki/فأر_الخلد_العاري

[15]  https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0003347297905339?via%3Dihub

[16]  https://www.nature.com/articles/s41598-020-59293-9

[17]  https://www.theguardian.com/science/2023/dec/21/human-tears-ease-aggression-study-brain

المصدر الرئيس

https://www.smithsonianmag.com/smart-news/sniffing-womens-tears-may-reduce-aggression-in-men-study-finds-180983509/