آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 1:53 م

لماذا أهل القطيف لا يغادرون الجدران وأهل الأحساء في كل مكان؟

سعيد الصفواني

إنه سؤال كبير وليس من السهل الإجابة عنه، وفي ظني أن هناك عوامل جغرافية وعوامل نفسية أدت إلى ذلك.

إن أهم تلك العوامل الجغرافية تتمثل في أن القطيف هي واحة من النخيل تقع على ضفاف الخليج وجل أهلها يمتهن الزراعة أو صيد الأسماك فهم مرتبطون بالأرض أو البحر ولا يستطيعون أن يرتحلوا إلى أي مكان آخر نتيجة لذلك.

إن تلك المهن - أي الزراعة وصيد الأسماك - تتطلب المكوث في الأرض والاستقرار لارتباط ذلك بمحصول الأرض ومواسم صيد الأسماك على اختلاف أنواعها ومسمياتها.

أما العوامل النفسية فتتمثل في أن شخصية الفرد في هذه الواحة تميل بطبعها إلى الهدوء والاستقرار ولا تميل إلى المجازفة والمغامرة وشعارها في ذلك المثل الشعبي المعروف ”ويش لك بالبحر وأهواله ورزق الله على السيف“.

وعلى الرغم من تدفق البترول في تلك المنطقة ومحيطها وتغير أوجه الحياة نتيجة لذلك، إلا أن تلك الشخصية لا تزال تخاف المجهول، وتكره المغامرة والخروج من سجن الذات مخافة أن تفقد خصائصها التي ورثتها من الأجداد، وهذا مما يجعلها معرضة للانقراض إما عاجلا أو آجلا، وحتى تخرج من قوقعتها فلا بد لها من التأقلم مع ذلك المحيط الصحراوي الجاف والتخلي عن ذلك التقوقع والانعزال.

ورب سائل يقول وماذا عن أهل الأحساء، فهم ينتمون لنفس الظروف الجغرافية، ورغم ذلك فإن التكوين النفسي لأهل الأحساء مختلف كثيرا عن أهل القطيف؟

من الملاحظ أن الشخصية الأحسائية هي أكثر انفتاحا وتقبل للثقافة المغايرة لذلك لا تكاد ترى بقعة في المحيط الجغرافي للجزيرة العربية يخلو من أهل الأحساء أو الحساوية بالمصطلح الشعبي، ولقد برعوا في كل المهن والفنون من حياكة العباءة العربية - البشوت - وصياغة الذهب والمجوهرات ولهم باع طويل حتى في الفن والغناء، كما أن مواهبهم التجارية يشار لها بالبنان، فهم تجار بالسليقة كما يقولون.

إن السبب في ذلك يتعلق أيضا بالموقع الجغرافي لتلك الواحة الغناء، فالأحساء هي أيضا واحة من النخيل في وسط صحراوي جاف، ولكن ما يميز الأحساء هو توسطها بين قلب تلك الصحراء وسواحل الخليج وهي بالتالي ممر ومحطة إلى قبائل البدو والتي تتنقل بين قلب الجزيرة وسواحل الخليج، وهذا التوسط الجغرافي أدى إلى ازدهار الحركة التجارية، وأدى كذلك إلى توسط في المزاج الشخصي لقاطني تلك الواحة الوارفة، لذلك لا ترى عند الإنسان الحساوي ذلك التعصب والانغلاق والانكفاء على الذات.

إن الشخصية الحساوية هي شخصية مرحة، مقبلة على الحياة، تتقن فن التأقلم، وتتكيف مع الظروف المحيطة مهما كانت صعبة وعدائية وشعارهم في ذلك هو بيت الشعر العربي الذي يقول:

ومن يتهيب صعود الجبال *** يعش أبد الدهر بين الحفر

تحية إجلال وإكبار لأهلنا في الأحساء وطوبى لمن ينتمي لتلك البقعة من الأرض، أرض الخير والعطاء على مر التاريخ.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 11
1
A
[ الشرقية ]: 24 / 3 / 2024م - 3:58 م
غير صحيح كلامك اهل القطيف زمان مايغادرون الحين يغادرون ممكن كلامك عن اهل صفوى ديرتك مايغادرون بس قلت القطيف
2
ياسر الخليتيت-أبوعمار
[ المملكة العربية السعودية-القطيف ]: 24 / 3 / 2024م - 7:36 م
فكرة رائعة جداً لكن الأسباب جانبها الصواب.
فالأمر لايتعلق بالبيئة ولا يتعلق بطبيعة العمل ولاعلاقة له بالموروث الإنساني .الأمر ومافيه هو أن القطيفي يزن الأمور بدقة فالاستقرار والترحال يعتمد على جدوى ونتائج الرحلة والترحال والأمر يحسب تبعاً للأرباح الاقتصادية(مقدار التوفير)والإجتماعية والأسرية(يغلب مصلحة العائلة ومدى استقرارها) والنفسية(لايتحمل التشرد والعيش بعيداً عن جوه الخاص)

وأخيراً أقول بأن أكثر الأشخاص تزاوجاً مع الفرس والعجم والشوام والجنوب شرق أسيويين والمصريين هم الأحسائيين
3
السيد عباس الموسوي
[ القطيف الخط ]: 24 / 3 / 2024م - 7:55 م
اقول ما عندك مثل ما عند جدتي. ولا تعرف بما لا تعرف. يعني الاحسائيين يتميز عرقهم بالنقاء و و و واحنا اهل القطيف خليط هنود وفرس وغيرهم. رماني بدائها وانفلت. اقول واقول هذي آخرتها
4
ابو مجتبى
[ القطيف ]: 24 / 3 / 2024م - 8:18 م
يقول الكاتب ان جل أهلها يمتهن الزراعة أو صيد الأسماك.
والمعرف هو العكس تمامًا فمن يمتهن هذه المهن قليل جدًا خاصة بعد تدفق البترول من تحت ارضهم حيث التحق اغلبهم في القطاعين العام والخاص واصبح عدد كبير منهم اطباء ومهندسين ومدرسين وغيرها من المهن.
من يمتهن الزراعة وصيد الاسماك في وقتنا الحاضر لا يشكل حتى 1?? من اهالي القطيف.
اما إنتمائهم القبلي فلا يخفى حتى على غير المتعلم ان قبائل القطيف هي من القبائل العربية الأصيلة التي ترجع الى قبيلة عبد القيس وبكر إبن وائل وتميم المضرية العدنانية.
5
محمد
25 / 3 / 2024م - 3:09 ص
موضوع ماله فايدة وتسطيح ومقارنة مالها داعي..
6
علي
[ القطيف ]: 25 / 3 / 2024م - 1:54 م
مقال … مع احترامي وفيه استنقاص من اهل محافظة كاملة وبالامكان مقارنة الاحسائيين اذا حاب تتكلم في الموضوع مع شعوب اخرين مثلا بدون تحديد
7
السيد بشير العوامي
[ القطيف ]: 25 / 3 / 2024م - 7:42 م
مقال تافه للأسف والشره على صفحة جهات اللي تنشر مثل هذه المقالات التي لا تسبب الا الشحناء والفرقة بين ابناء المجتمع الواحد من خلال المقارنة بين الاخوة
8
علي السلمان
[ الدمام ]: 25 / 3 / 2024م - 8:12 م
في الحقيقة ان الشخصية الاحسائية شخصية عاشت منفتحة على الطوائف والاطياف المختلفة نظرآ لان منطقة الاحساء تضم تلك الطوائف بجميع توجهاتها ومذاهبها في تعايشت معها وتناغمت مع تلك المذاهب .
ولذلك انعكست تلك المعايشة مع الاخرين خارج منطقة الاحساء بشكل واضح وجلي وخاصة في المناطق البعيدة كالرياض وجدة والدمام وغيرها
ولظروف التغير المعيشي عندما وبعد طفرة النفط اخذت تلك المنطقة شكلًا اخرى من التمازج مع جميع الاخوة في أسبغ العيش والاندماج وسهلت الحياة على الاحسائي في الاماكن الغريبة عنها
وعليه فان الشخصية الاحسائية حضت بالحب والمودة خارج منطقتها بشكل لافت للنظر
فتحيتي للكاتب والقارئ ولأهلنا اهل القطيف
9
أبو مهدي
[ القطيف ]: 26 / 3 / 2024م - 3:29 ص
مقال غير موفق وتخبط كبير بدون دراية ولا علم ويجافي الحقائق والواقع الذي لا يخفى على أحد ويحمل الكثير من التحامل على القطيف وأهلها خصوصاً الفقرة الأخيرة من المقال التي أكمل باقي الاسلوب الاستفزازي بتقديم التحية لأهلنا في الأحساء وعدم ذكر القطيف أو تقديم أعتذار عن التجاسر البغيض من الأخ اللطيف.
10
نهام القطيف
[ جزيره تاروت ]: 26 / 3 / 2024م - 4:52 ص
صحيح كلامك اهل القطيف مايعيشوا الى في مكان مولدهم وكذالك علامات المؤمن يحن الى موقع مولده فانت مدحت من حيث لا تدري وتزيدك من الشعر بين ((نحنوا ابناء صعصعة ابن صوحان اذا ماتدري))
11
الكوت القديم
[ الأحساء ]: 26 / 3 / 2024م - 9:05 م
استغربت من تعليقات الإخوة القطافة المتشنجة
والحادة اتجاه المقال والكاتب ،
الكاتب أبدى رأيه في ظاهرة الهجرة عند الاحسائيين وقابليتهم للتكيف مع بيئة المهجر وندرتها عند اهلنا القطافة وهذا ليس منقصة لهم .
وتحيته ومدحه لأهل الاحساء فهي من أخ قطيفي لاهله ونحمل له ولاهلنا في القطيف كل المحبة والاعتزاز