آخر تحديث: 30 / 4 / 2024م - 1:07 ص

”مسجد المزار“.. أيقونة تاريخية تروي حكاية الإسلام في القطيف

جهات الإخبارية تغريد آل إخوان - القطيف

يُطلّ مسجد المزار، من الزاويةٍ الشرقية ملتصقاً بسور الدبابية الشمالي قديماً بمحافظة القطيف، شامخًا بأحجاره العتيقة، حاملاً بين جدرانه حكاياتٍ من التاريخ الإسلامي العريق، وذاكرةً حيةً تُؤرخ لحضارةٍ عريقةٍ تجذّرت في هذه الأرض الطيبة.

يُؤرّخ بناء مسجد المزار إلى عصورٍ بعيدة، ويُعتقد أنّه بُني في عهدٍ قريبٍ من زيارة الإمام الحسن للقطيف، ممّا يُضفي عليه هالةً من القداسة والتاريخ العريق.

واكد الباحث التاريخي عبد الرسول الغريافي على كثرة المساجد الأثرية القديمة في محافظة القطيف، وذلك لاعتناق أهلها الإسلام في صدره، مما يدل على عمق التاريخ الإسلامي في المنطقة. ولذلك، ليس بالأمر الغريب أن يمتد عمر مساجدها لمئات السنين.

ويُعدّ المسجد أحد أعرق المعالم الدينية في المحافظة، شاهداً على إسلام أهلها في صدر الإسلام، وحرصهم على إعمار بيوت الله منذ القدم.

لم يقتصر دور مسجد المزار على كونه مكانًا للعبادة فحسب، بل كان رمزًا بارزًا لتاريخ القطيف الإسلامي، ومركزًا ثقافيًا هامًا يجتمع فيه أهل المنطقة لأداء الصلوات وتلقي العلم.

وقد حظي المسجد برعايةٍ واهتمامٍ من قبل عدد من العلماء والمشايخ، حيث أمّ فيه الصلاة الشيخ منصور المرهون، ثم ابنه الشيخ علي المرهون، قبل أن ينتقل لإمامة الصلاة في المسعودية.

يُمثّل مسجد المزار إرثًا ثقافيًا غنيًا، حيث يُجسّد فنون العمارة الإسلامية الأصيلة، ويتميّز بتصميمه المعماري الفريد، وزخارفه البديعة، ومئذنته الشامخة التي تُطلّ على سماء القطيف.

ويُعدّ المسجد نموذجًا بارزًا لجهود المجتمع القطيفي في الحفاظ على إرثه الثقافي والحضاري، ونقله للأجيال القادمة.

وتُعدّ محافظة القطيف من أقدم المناطق في المملكة التي اعتنقت الإسلام، وتُشير المساجد الأثرية المنتشرة في جميع أنحاء المحافظة إلى عمق التاريخ الإسلامي في المنطقة.

ويُعد مسجد المزار أحد أعرق هذه المساجد، ورمزًا بارزًا لتاريخ القطيف الإسلامي العريق، وشاهدًا على إرثها الحضاري والثقافي الغني.