آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 8:50 م

«العيدية».. بهجة الصغار في القطيف

جهات الإخبارية فاطمة المحسن - القطيف

تُعدّ العيدية، بمختلف مسمياتها وتعدد صورها، من المظاهر الأساسية التي تكمل بهجة الأطفال في العيد، وهي عادة قديمة متأصلة في المجتمع، عبارة عن مبلغ نقدي يقدم من الآباء للأطفال، لنشر جو من المرح.

وفي محافظة القطيف، تُشكل العيدية مظهرًا بارزًا من مظاهر احتفالات عيد الفطر المبارك، حيث ينتظرها الأطفال بفارغ الصبر، يملؤهم الأمل والفرح.

وتُقدم العيدية للأطفال من قبل الآباء والأقارب والجيران، وتتنوع أشكالها بين النقود والحلويات والهدايا، وتختلف قيمتها حسب إمكانيات كل شخص.

وتُعدّ هذه العادة رمزًا للكرم والجود، وتُسهم في إدخال البهجة على قلوب الأطفال في العيد.

وتُشكل العيدية جزءًا لا يتجزأ من احتفالات العيد، ينتظرها الأطفال بشغفٍ ولهفة، بينما يتسابق الكبار في رسم البسمة على وجوههم من خلال توزيعها بسخاء.

وتتنوع أشكال العيدية، فمنها النقود، والحلويات، والهدايا، والبعض يُقدمها في علب مزخرفة أو أكياس ملونة، ليزيد من فرحة الأطفال.

ويُشير عدد من أهالي المحافظة إلى أن العيدية تُسهم في غرس قيم التكافل الاجتماعي والتعاون بين أفراد المجتمع، كما تُعزز روح العطاء لدى الكبار، وتُنمي شعور الفرح والسعادة لدى الأطفال.

وتُشكل العيدية ذكريات جميلة للأطفال، تُرافقهم طوال حياتهم، وتُوّلد شعورًا بالانتماء للمجتمع والتقدير من قبل الكبار.

وعبّر عدد من الأطفال عن سعادتهم الغامرة بتلقيهم العيدية، مؤكدين أنها تُضفي على العيد أجواءً مميزة، وتُتيح لهم شراء ما يرغبون به من ألعاب وحلويات.

وقالت الطفلة ”زهراء“ ”8 سنوات“: ”أنتظر العيد بفارغ الصبر، ليس فقط من أجل الألعاب والحلويات، ولكن أيضًا من أجل تلقّي العيدية من والدي وأقاربي، فهي تُشعرني بالفرح والسعادة“.

وقال الطفل ”محمد“ ”10 سنوات“: ”أحرص على توفير بعض من العيدية لكي أشاركها مع أصدقائي، فهذه العادة تُسهم في تعزيز روح التعاون والمشاركة بيننا“.

وأكد عدد من أهالي المحافظة أن العيدية تُسهم في تعزيز التواصل والترابط الاجتماعي بين أفراد المجتمع، حيث تُتيح فرصة للقاءات العائلية وتبادل التهاني والتبريكات.

وقال ”محمد السلمان“: ”العيدية عادةٌ اجتماعيةٌ جميلة تُسهم في تعزيز العلاقات بين أفراد المجتمع، وتُضفي على أجواء العيد دفئًا خاصًا“.

وقال ”عبدالله الجشي“: ”حرصنا على توزيع العيدية على أطفال العائلة، ليس فقط من أجل إسعادهم، ولكن أيضًا لتعليمهم قيم التكافل الاجتماعي والتعاون“.

وأضاف تُمثل العيدية إرثًا ثقافيًا واجتماعيًا يُزهر بفرحة الأطفال، ورمزًا للتكافل الاجتماعي وتعزيز العلاقات بين أفراد المجتمع.

يذكر ان ”العيدية“ كلمة مشتقة من عيد، وتعني العطاء أو العطف، واختلفت الأسماء التي أطلقت عليها على مر العصور، حيث يعود تاريخ ظهورها إلى مصر، وبالتحديد للعصر المملوكي، حيث كان من عادة كل سلطان، أن يصرف راتباً لكلّ الأمراء والجنود وموظفي الدولة، وأطلق المماليك عليها اسم ”الجامكية“ أي المال المخصص لشراء الملابس، ثم حرفت لتصبح العيدية.