آخر تحديث: 4 / 5 / 2024م - 10:54 م

ناشط قرائي

يوسف أحمد الحسن * مجلة اليمامة

وسط انتشار تعابير مثل «ناشط اجتماعي» و«ناشط بيئي» و«ناشط سياسي»، جدير بنا أن نحاول نشر تعبير منافس في مجال القراءة والكتب وهو تعبير «ناشط قرائي» أو «ناشط كُتبي».

وأقصد بالناشط القرائي الشخص الذي يحمل هم الكتب والقراءة في كل وقت وأينما حل وارتحل. ومن مفردات هذا الناشط أيضًا أن أغلب أحاديثه تدور حول الكتب وآخر أخبارها، وعن آخر الإصدارات، ويكون التساؤل حول آخر ما قرأتَ من كُتب لا يغيب عنه أبدًا عندما تقابله.

وقد قابلت كثيرًا من هؤلاء في حياتي، بعضهم بالطبع همه جمع الكتب لا قراءتها، وبعضهم الآخر يجمع ويقرأ، والثالث يجمع ويوزع أو حتى يسرق بيد ويوزع بأخرى، فهو أشبه ما يكون بروبن هود الكتب!

كما أن الناشط القرائي يتابع أخبار معارض الكتب، بل يحفظ تواريخها عن ظهر قلب، مع حرص على حضور أغلبها إن لم تكن لديه ظروف تمنعه. وحتى إن لم تكن لديه رغبة في شراء كتب فإنه يحضر هذه المعارض، ويقابل أصحاب دور النشر والكتّاب، وقد يحضر الفعاليات المصاحبة لها، وعندما تسأله عن أحد المعارض يجيبك باستفاضة واسعة ولا يكاد يتوقف عن الحديث بحماس عن أدق تفاصيلها ومبيعاتها ونوعيات الحضور فيها.

ومن المفردات الأخرى للناشطين القرائيين «الذين أفخَر أن أكون أحدهم» المشاركة في التجمعات القرائية الحضورية أو الافتراضية، فترى أحدهم يحضر مناسبات توقيع الكتب، كما يؤسس مجموعات تواصل اجتماعي خاصة بالقراءة، ويحاول الاشتراك فيما لم يؤسسه هو. وحتى حينما يصل إلى بلد فإن أول ما يزوره فيه مكتباته العامة أو الخاصة أو الشخصيات القرائية التي تقيم فيه.

هذه بعض سِمات الناشطين القرائيين الذين نحتاج إلى وجود أعداد كبيرة منهم في بلادنا؛ حيث يُضفون على حياتنا المزيد من الألق والجمال، ويسهمون في تعزيز محبة الكتب والمعرفة التي نحن في أمس الحاجة إليها في سباق الأمم الذي لا يتوقف.

* الكتب هي الطائرة والقطار والطريق. هي الوجهة والرحلة. هي البيت. أنّا كويندلن