آخر تحديث: 5 / 5 / 2024م - 11:13 م

الشواف: البناء الفني ينتج عملاً إبداعيًا.. والناصري يؤكدها بلوحة الصرخة

جهات الإخبارية جمال الناصر، انتصار آل تريك - القطيف

بين الفنان التشكيلي بشار الشواف أن البناء الفني ينتج عملاً إبداعيًا يتسم بالجمالية المتفردة، التي تحتضن أفق الفنان وذاته ورؤيته لينسجه بكل خصوصيته من خلال أربعة عناصر، هي: «الموضوع، المادة، الشكل، التعبير» التي تعتبر الأبعاد الأربعة للفن.

جاء ذلك في المحاضرة التي قدمها بعنوان ”تركيب الفن“ بقراءة الفنان صلاح الناصري عن عمل الفنان النرويجي ”ادوارد مونش“، وذلك مساء السبت ضمن فعاليات معرض الفن التشكيلي السابع عشر ”تنوع وإثراء“ الذي تنظمه جماعة الفن التشكيلي بالقطيف.

وأكد أن أبعاد الفن الأربعة لها فسحة جمالية وفكرية في إنتاج عمل نوعي إبداعي، موضحًا ماهية هذه الأبعاد والعناصر وكيف تكون موجودة ومتضمنة في العمل الفني من الجانب العلمي والمنطقي.التشكيلي الشواف وصلاح الناصري

وبين أن العمل الفني له طبيعة كامنة تجعل منه كيانًا متفردًا مستقلاً بذاته عن غيره من الأشياء، وقال: ”هكذا عمل يحتوي على مجموعة من العناصر التي جعلته في صورته التي هي عليه“.

وأوضح أن الموضوع، يعنى بالموضوعات والحوادث التي تصور في الفن والمادة هي ما تدل على قوالب البناء الحسية، التي يتركب منها العمل الفني من ألوان وخامات مختلفة كالحجر أو الخشب أو الحديد وغيره.

وقال: ”إن الوسيط يتسم بصفات حسية للعناصر، وهي فرادى وفي تجمعها دلالة تعبيرية، حيث تُنظم وترتب هذه العناصر ودلالاتها التعبيرية، لتحقيق ترابط متبادل بينها بطريقة تتخذ بها هذه العناصر موضعها في العمل كل بالنسبة للآخر وبالطريقة التي يؤثر بها كل منها في الآخر بتنظيم وترتيب واع ودقيق، يكون كامنًا في العمل بوحدة فنية متماسكة، يطلق عليه لفظ الشكل“.

وأضاف: ”إن الشكل يتمثل حين يقوم الفنان بتشكيل المادة والموضوع والانفعال والخيال في عمل منظم مكتف بذاته له أهميته الكامنة، والتعبير، يمثل السمة الكامنة في العمل الفني، يظهر من خلال تنظيم الشكل والمادة والموضوع إن وجد“.

ومن جهته، قدم الفنان صلاح الناصري تطبيقًا عمليًا بقراءة عمل ”الصرخة“ للفنان النرويجي ”ادوارد مونش“، كاشفًا عن وجود هذه العناصر الأربعة فيه، مشددًا على أهمية الاهتمام بهذه العناصر الأربعة من قبل الفنان، لما لها من تأثير على هيئة وكيان العمل الفني وإضفاء الحيوية عليه والحركية بعيدًا عن الجمود.

وأشار إلى أنه ليس هناك أعمال فنية خالية من هذه العناصر، موضحًا إنما تكون موجودة ولكن غير مترابطة أو متفاعلة، لتعطي المضمون التعبيري لتؤثر على قيمة العمل.

وقال: ”هناك أعمال فنية ذات قيمة عظيمة كلوحة الصرخة، وهناك أعمال فنية ذات قيمة متدنية“، مؤكدًا أنه كلما تحقق الترابط زادت قيمة العمل والاستمتاع به، لافتًا إلى أنه قد يغيب الموضوع وهذا لا يشكل تأثيرًا على قيمة العمل إذا كانت المادة والشكل مترابطان.