آخر تحديث: 17 / 5 / 2024م - 11:58 ص

مستشار أسري يناقش الفروقات النفسية والفكرية في حوار الزوجين

جهات الإخبارية جمال الناصر - الأحساء

ناقش الاستشاري الأسري ماهر الحاجي الفروقات النفسية والفكرية استخدام الحوار بين الزوجين، وذلك في منشوراته على قناة التواصل الاجتماعي ”تيليجرام“.

وبين أن الفروقات النفسية والفكرية في طريقة استخدام الحوار عند الزوج، تأتي بأن الرجل لا يتكلم إلا لهدف معيّن، فهو لا يقصد الحوار بذاته، لأنه يريد أن يتكلم فقط إنما يقصد الحوار لتحقيق غاية معيّنة، كإثبات الذات وجلب المصالح والمناقشة والمنافسة وكسب العلاقات العامة.

وقال: ”لذلك فإن الرجل، يتكلم خارج المنزل أكثر من داخله، ويستعمل كل أسلحته خارجًا للفوز ولتحقيق أهدافه، ولهذا فهو يستهلك الكثير من الكلام ما يجعله يظهر بمظهر المتكلم والثرثار خارجًا“.

وتابع: ”عند عودته إلى المنزل، يكون قليل الكلام، مفيدًا لأنه بذل مجهودًا كبيرًا في الخارج ولم تبقى لديه الطاقة التي تعينه“.

ونوه إلى أن المنزل بالنسبة لمعظم الرجال هو المكان الذي لا يتوجب عليه الكلام فيه، فهو قادم للراحة التي هي في منظوره الابتعاد عن المنافسات والمناقشات الطويلة، مؤكدًا أن الراحة بالنسبة للرجل هي عدم الكلام.

وذكر إن الرجل لا يستخدم الحوار إلا إذا أراد أن يستفسر عن أمور معيّنة أو يتحقق من واقعة ما، ونادرًا ما يتحدث الرجل عن مشاكله إلا إن كان يبحث عن حل عند خبير، لأن بنظره أن طلب المساعدة عندما يكون باستطاعتك تنفيذ العمل هو علامة ضعف أو عجز.

وأوضح أن الرجل يجد صعوبة قصوى في التعبير عن مشاعره وقد يشعر بأن كيانه مهددًا إن أفصح عن ذلك، وهذا ما يدفعه للتعبير عن مشاعره بطرق أخرى مختلفة عن الحوار.

وأشار إلى أن هناك مفاهيم سلبية خاصة لدى الزوجة، منها مقارنتها لتصرفات زوجها بتصرفاتها، متوقعة من الزوج أن يقوم بما ترغب في أن يقوم به لأنه يفكر بالأسلوب نفسه.

وأضاف: ”إنها تعتمد على أسلوب الاستفزاز، لكي تخرجه من صمته وتدفعه للحوار وأن يبادرها في الحوار“، معبرًا لها عن مشاعره الرومانسية في كل حديث وساعة.

وعلل عنادها لآراء زوجها، باعتقادها أن الرجل لا يأتي إلا بهذه الطريقة، وبأن الزوج عندما يصمت إنما يعبر عن غضبه عليها وعن فتور الحب بينهما.

وأردف، إن النساء يشعرن بقيمتهن الذاتية من خلال المشاعر ونوعية العلاقات التي تقيمها مع الآخرين، مشير إلى أنهن يختبرن الاكتفاء الذاتي من خلال المشاركة والتواصل، فإن الحوار والتواصل بالنسبة لهن حاجة ضرورية وملّحة ونفسية فإن لم تشبعها يحدث لديها اضطراب.

وأوضح أن الزوجة تلجأ إلى تصريف هذه الحاجة من خلال إقامة العلاقات الاجتماعية والمشاركة في جلسات حوارية مختلفة خارج المنزل، بالرغم من أنه يلبي حاجة في نفسها إلا أن الزوجة لا يمكن أن تشعر بقيمتها الذاتية إلا من خلال إشباع حاجة الحوار لديها مع زوجها.

وقال: فإن كان الزوج من النوع الذي لا يحاور زوجته أو لا يصغي لحديثها، فإن الزوجة تفسّر ذلك بأنه لا يحبها ولا يقدّرها، بالتالي يؤثر على نفسية الزوجة، لتقوم بردات فعل تجاه الزوج مسيئة للعلاقة الزوجية.

ولفت إلى أن الزوجة داخل المنزل تكثر الكلام وتتكلم في أمور شتى، لأن المنزل هو المكان الأمثل الذي تشعر فيه بحرية الكلام وعدم خوفها من ملاحظات الآخرين، لتتكلم بأمور كثيرة مهمة وغير مهمة.

وأكد أن الحياة بالنسبة لها عبارة عن اتصال ودي ومحاولة خلق جو ملؤه المحبة والوئام، والكلام هو أفضل وسيلة فتظهر أنها ثرثارة تختلق الكلام حتى ولو لم يكن هناك شيء مهم.