آخر تحديث: 5 / 5 / 2024م - 4:36 م

ليلة السابع من محرم

الشيخ الصفار يحذّر من الإنعكاسات السلبية للتشدد في الإلتزام الديني

الشيخ حسن الصفار
الشيخ حسن الصفار
جهات الإخبارية

- ويقول ان هناك تحذيرات نبوية متواترة من التشدد والتنطع والتعمق في الدين والجدل الكلامي.
- ويحذر من التشدد والمبالغة في الالتزام الديني لأنها قد تشكل أرضية للتطرف.
- ويقول ان صراع التيارات الدينية مع بعضها يدفعها إلى المزايدة العقدية على بعضها.

انتقد الشيخ حسن الصفار حالة المبالغة في الإلتزام الديني خلافا للهدي النبوي الملتزم بالوسطية والاعتدال والبعد عن الغلو والتنطع في الدين والتعمق فيه والإستغراق في الجدل الكلامي.

جاء ذلك في محاضرة عاشورائية القاها مساء الإربعاء في مجلس سعيد المقابي بمدينة القطيف.

وأرجع الشيخ الصفار الإلتزام الديني المتشدد إلى غياب القيم الدينية الكبرى كإقامة العدل وعمارة الأرض وتحصيل المعرفة واستكشاف الكون.

وقال الشيخ الصفار ”حينما تغيب القيم والاهتمامات الكبرى.. يحصل التعويض عنها بالتعمق في جزئيات المسائل العقدية النظرية، والاستغراق في الطقوس والممارسات العبادية الشعائرية، والمبالغة في التحريمات والاحتياطات“.

الشيح حسن الصفار - مجلس المقابي - 7 محرم 1439وانتقد في السياق توجه بعض الفقهاء نحو المبالغة في الاحتياطات الدينية والتشدد فيها.

وأضاف القول ”ان الالتزام بالدين أمر مطلوب ولا ينبغي التساهل فيه ولا التمييع، لكن الالتزام يكون ضمن المنهجية التي وضعها الدين وهي منهج الوسطية والاعتدال“.

وأمام حشد من المستمعين اكتضت بهم قاعتا المجلس قال سماحته ”كما ان التساهل في الدين مرفوض فإن الغلو والمبالغة والتشدد مرفوض ايضا“.

ومضى يقول ان هناك نصوصا دينية كثيرة حذرت من التشدد ضمن عناوين ومصطلحات عديدة من قبيل رفض التنطع والنأي عن التشدد والتحذير من التعمق في الدين والبعد عن الإستغراق في الجدل الكلامي.

وقال ان حالة التضخم في العبادات قد تأتي على المستوى الفردي وقد تصبح ظاهرة اجتماعية.

وأضاف بأن المجتمعات التي تعيش صراعًا على الهوية الدينية غالبا ما تميل إلى الاندفاع الشديد نحو إظهار الجوانب العبادية والشعائرية بصورة مبالغة، الأمر الذي ينذر بمفعول عكسي.

الشيح حسن الصفار - مجلس المقابي - 7 محرم 1439ودعا الشيخ الصفار إلى التزام أقصى درجات الحذر عند حثّ الأبناء على الدين ”فلا نحمّلهم فوق طاقتهم، ولا نضخم في أعينهم القضايا العبادية والشعائرية“.

وأضاف بأن الشاب قد يتقبّل ذلك في ذروة حماسه واندفاعه الديني ”لكن ربما انقلب ذلك إلى ردّ فعل سلبي فور تلاشي ذلك الحماس“.

وتابع بأن التشدد والمبالغة في الدين يمثل ارضية للتطرف ”وعلينا حماية ابنائنا وشبابنا، وان لا يلزم الناس بالآراء المتشددة، بحجة سدّ الذرائع، أو الاحتياط“.

مزايدات دينية

وأرجع الشيخ الصفار جانبا من تفشي حالة التشدد في الالتزام الديني إلى وجود تحدٍّ للهوية الدينية أو صراع وتنافس بين أجنحة الحالة الدينية مما يفضي إلى تفشي المزايدات الدينية في أوساطها.

ومضى يقول ان الصراع والتنافس بين الجهات الدينية يمثل دافعا نحو اظهار كل طرف التشدد في الالتزام الديني بصفته الأكثر التزامًا بالعقيدة والأشد دفاعًا عنها.

في مقابل ذلك تتّهم الأطراف المتنافسة بعضها بالميوعة والذوبان وتقديم التنازلات والمساومة على المبادئ.

واستدرك الشيخ الصفار بالقول ”إنّ جميع ما سبق لا يعني التقليل من شأن العبادة أو الالتزام بالشعائر الدينية. وإنّما المقصود منه لفت النظر إلى أنّ للعبادات أهدافًا في الحياة، ينبغي ألّا نغفل عنها، وأن يكون هناك توازن في التوجه نحو هذه العبادات والشعائر“.









التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
قطيفي ج
[ القطيف ]: 28 / 9 / 2017م - 9:50 م
احسنتم شيخنا الجليل
مو المصيبة يكون التشدد من بعض علماء الدين انفسهم الى درجة ان البعض منهم يكاد لا يلقي تحية السلام على بعض الشباب الغير ملتزم ومن هنا يكون الفعل عكسي على المتدينين
جزيتم خيرالجزاء شيخنا على المواضيع الجميلة والهادفة