آخر تحديث: 5 / 5 / 2024م - 9:51 م

الشيخ سلمان يشدّد على أهمية الاستقرار الأُسَري في حفظ عقائد الشباب

جهات الإخبارية محمد التركي - المدينة المنورة

شدد الشيخ أحمد سلمان على أهمية الاستقرار الأُسَري لاسيما من جهة الأب في حفظ عقائد الشباب والناشئة وارتباطهم بالله عز وجل.

وجاء ذلك في محاضرته لليلة الثامنة من ليالي عاشوراء في مضيف الإمام الحسن بالمدينة المنورة والتي كانت بعنوان ”سيكولوجية الإلحاد“، والتي تعرّض فيها إلى أهم البواعث النفسية للإلحاد في أوساط الشباب.

واعتبر أن السبب الرئيسي لمعظم حالات الإلحاد في المجتمع هو الاضطرابات النفسية، مقربًا الصورة بما يسمى ”متلازمة البطة القبيحة“ وهي استقرار البطة فوق الماء واضطراب أرجلها تحته.

واعتمد في بحثه على تجربة الدكتور النفسي الكبير بول فيتز الذي فرع على نظريات سيجموند فرويد وطرح مايسمى بنظرية ”إيمان فاقدي «ناقصي» الأبوة“، ومفادها أن الابن لا يستوعب مفهوم الألوهية إلا بواسطة مفهوم الأب لكونه الموجد والمنعم والمدبر في نظر الطفل ومن هنا يسقط الطفل كل صفات الأب على الإله.

وقال أنه لو فقد الطفل رعاية الأب لموت أو طلاق أو إهمال فإنه سيسقط هذه الصورة على الإله ويرى أنه لا حاجة له فيه ليقصيه من حياته، وطرح مثالا على ذلك تجربة «جون بول سارتر» الذي فقد والده في صغره وألحد فيما بعد.

وأضاف أنه لو كان الأب قاسيا متجبرًا طاغية فإن الإبن سينظر للإله بنفس النظرة التي ينظر بها للأب، ولهذا من أكبر إشكالات الملاحدة الشهيرة إشكالية وجود الشر في العالم، مستشهدًا بما كتبه المختصون حول شخصية ستالين الذي ساهم في توليد شخصيته المضطربة أبوه الذي كان ظالمًا.

وأردف لو كان الأب ضعيفًا لا يقدر على حماية عائلته من المخاطر والمشاكل المختلفة فإن هذا الأمر يولد نظرة سلبية للإله عند الطفل مستشهدًا على ذلك بكلام فريد.

وذكر عوامل أخرى مثل التفاوت الإجتماعي والطبقية التي تولد حقدًا على الواقع، ومنه الكفر بالله كما ورد في بعض النصوص ”إذا دخل الفقر بيتا دخل الكفر معه أو قال الكفر خذني إليك“.

وختم الشيخ سلمان كلامه بالإشارة إلى السلوكيات الخاطئة التي تصدر من المتدينين وتحسب بالتبع على الدين، داعيًا إلى تحمل الجميع للمسؤولية بدءً من الأسرة مرورًا بالمجتمع ووصولًا إلى رجال الدين.

وأكد على إن حماية الشباب من الإلحاد والإنحرافات العقدية لا يتوقف على مجرد دفع الاشكالات والشبهات المثارة بل يكون بخلق البيئة المناسبة للشاب بحيث يحافظ على تدينه، مستشهدا بالبيئة التي نشأ فيها القاسم بن الحسن صاحب هذه الليلة.