آخر تحديث: 5 / 5 / 2024م - 6:10 م

السيد ضياء: الإسلام لا يلغي كرامة الإنسان ويخصه بمنح عجزت عنها القوانين الدولية

جهات الإخبارية إيمان الفردان - القطيف

فند السيد ضياء الخباز الاتهامات التي وجهت للتشريعات الاسلامية بأنها لاتحترم كرامة الانسان، مؤكدا على أنه وقف منه موقف التكريم والتفضيل وخصه بمنح عجزت عنها القوانين الدولية المرتبطة بحقوق الانسان كتحريم قتل النفس البشرية.

وناقش ما استدل عليه البعض بعدم إنسانية الدين الإسلامي واتهام تشريعاته بأنها تلغي الإنسانية عندما شرعت جواز الاسترقاق والاستعباد وجواز أخذ الجزية من الكافر، مشيرا إلى أن الإسلام عندما جاء لم يمضي ما كان عليه العرب بل وقف موقفا مقابلا احتراما منه لإنسانية الإنسان.

واستدل السيد الخباز بأدلة عقلية وشرعية تثبت وجود النزعة الإنسانية في الإسلام وتبين احترامه للإنسان حيث أنه لم يجعله محورا ومركزا للانسانية وإنما المحورية هي للدين ولله سبحانه وتعالى وذلك في محاضرة اليوم السادس التي ألقاها في حسينية عمارة بتاروت.

وأبان بأن مذهب النزعة الانسانية الذي تلقفه مجموعة من المستشرقين وحاولوا أن يطبقوه يدعو أن يجعل أساس النزعة الانسانية هو الانسان نفسه، لافتا إلى مدى خطأ هذا المذهب فجعل المحورية للإنسان لايعالج المشكلة ولايحقق الهدف.

وعلل الخباز ذلك بأن الحقوق تتصادم على ضوء محورية الانسان وأن النزاعات الانسانية تبقى، مشيرا إلى أن الانسانية ضابطة وغير منضبطة فلايمكن جعلها مقياسا ومحورا ولاتصلح أن تكون معيارا لعدم ثبوتها كمعيار فلابد أن يكون هناك معيار ثابت ولا يوجد معيار ثابت سوى الدين.

وقال ”إن الداعون لأنسنة الدين والنصوص لاتصح إلا على ضوء الرؤيا المادية وأما على ضوء الرؤيا الإنسانية لايمكن أن تكون محورا، وأن الرؤيا الدينية تمنع من جعل المحورية للانسان لأنه سيؤدي إلى نقص الغرض من الخلقة“.

واستنتج أن مذهب النزعة الإنسانية مذهب منتقص من أساسه، موضحا أنه عندما يحترم الكفر والإسلام ومن لوث نفسه بالمعاصي لأجل الإنسانية حينئذن لاتبقى قيمة لأي فضيلة ولا خلق أو سلوك لأن كل خلق سيحترم فقط لأجل الإنسانية.

وأضاف في نفس السياق أن الهدف من الخلقة ينتقص لأن القيم كلها تزول ولا يبقى لها قيمة ولا يوجد ما يحث الانسان على الفضائل والقيم لأنه لايحترم لأجل الفضيلة وإنما يحترم لأجل الإنسانية وهذا لايمكن أن يدعوا له إنسان يدعوا للدين.

ومن جانب آخر ذكر أن الاسترقاق والاستعباد وجواز أخذ الجزية لاتتنافى مع إنسانية الإسلام لأنه حصرها لمن جاز قتله من الكفار فقط وهو الكافر الحربي الذي شهر سيفه على الاسلام والمسلمين في الحروب أما غير الحربيين فلا يجوز استرقاقهم.

ولفت إلى أن الاسلام بادر إلى تقليص ظاهرة الاسترقاق والاستعباد الذي كان متفشيا وسائدا وكان العصب الرئيسي للاقتصاد وحد منها بالتدريج إلا أنه لم يقفل الاسترقاق في الحرب وعمل على تقنينها من خلال الحث على عتق الرقاب بالترغيب والإلزام إلى أن انتهت هذه الظاهرة.

وفيما يتعلق بأخذ الجزية من الكافر الكتابي ذكر أنه لا يتنافى مع إنسانية الإنسان لأن الجزية ضريبة مالية مقابل تأمين الدولة الإسلامية له الأمن والحياة الكريمة.