آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 4:55 م

كاتب: ثقافة المنطقة الشعرية في المقام الأول وتفوق الشعر يحتاج حاضنة جماهيرية

جهات الإخبارية جمال الناصر - القطيف

بين الكاتب والناقد الأدبي محمد الحميدي أن الثقافة الشعرية في المنطقة تعد في المقام الأول، تأتي بعدها بقية الأجناس الأدبية في المرتبة المتأخرة بكونها لا تقترب من الشعر ولا تصل إليه، مؤكدًا أن التفوق الشعري لا بد له من حاضنة جماهيرية تبحث عن الجديد باستمرار.

وقال: ”إذا كان الشعر منذ القدم عاملاً مهمًا في الحراك الثقافي في المنطقة، فإننا لا ننفي تأثيرات بقية الأجناس، إنما نتحدث عن ضعفها في التأثير“، مبينًا أن الشعر ملك متوج بينما البقية تابعون له.

وأوضح ان الشعر يؤثر على بقية الأجناس تأثيرًا كبيرًا حتى وقت قريب، مشيرًا إلى أن هذا التأثير مستمد من الثقافة العربية التي تنظر بعين الرضا للشعر بينما بقية الأجناس لا يُنظر إليها بذات العين.

وجزم: ”من هنا نفهم قوة المقولة المأثورة «الشعر ديوان العرب»، التي أطلقها ابن عباس ولازالت مفاعيلها حاضرة إلى يومنا الراهن، إضافة إلى تشبُّع أهالي المنطقة بالشعر وشعورهم بالحاجة الماسة إليه، بكون الأقدر على إبراز خفايا أنفسهم ومشاعرهم“.

وتحدث عن عوامل التفوق، ومنها ما يتمثل في الاتصال بالشعر العربي المكتوب والمسموع، متناولا طريقتي التواصل، الأولى غير مباشرة عبر القراءة أو الاستماع، حيث أتاحت وسائل التواصل وسرعة المراسلات الإلكترونية ذلك، والثانية مباشرة عبر إقامة الصلات الوثيقة معه وحضوره في المنطقة والاستماع إلى إلقائه.

وتابع: ”العامل الثاني، يتمثل في الدراسة النظامية الأكاديمية، حيث الاتجاه إلى الجامعات بغرض الدراسة والتعرف على الجديد في مجال العلوم والمعارف، بسبب ازدياد عدد الدارسين وارتفاع منسوب الثقافة، ازداد الاهتمام بالأدب وأشكاله التعبيرية ومدارسه الفنية، لتحدث نهضة عربية في مختلف الأقطار ومن ضمنها قطرنا الحالي، التي كانت متعطشة لمثل هذا التجديد والمعارف“.

وأضاف: ”العامل الثالث يتمثل في انفتاح الإعلام المكتوب والمرئي والمسموع، فأصبح الأدباء والفنانون والشعراء والقصاص والمسرحيون، يجدون ترحيبًا من وسائل الإعلام، التي احتفت بهم وبإبداعهم على مستوى الدولة أو على مستوى الوطن العربي، كذلك مواقع التواصل، التي أتاحت الفرصة لشريحة كبيرة من الناس أن تبرز إبداعاتها دون المرور بالقنوات الرسمية أو شبه الرسمية في وسائل الإعلام التقليدية“.

وقال: ”يندرج ضمن هذا الإطار المجلات الأدبية المتخصصة، التي كانت تصدر في قت من الأوقات أو تلك التي خصصت جزءًا من صفحاتها لنشر الثقافة والأدب والارتقاء بالمجتمع مثل الخط“.

وأكد أن هذه المجلات فتحت ولاتزال الأبواب أمام المبدعين وتعتبر وسيلة هامة في تربية النشء وتثقيفه على المطالعة، إضافة إلى مشاركتها في نقل الجديد من الإبداع ومتابعتها للمستجدات، احتضانها المواهب، فتحها الباب أمام إيصال الصوت إلى المجتمع، تعريفه بمبدعي المنطقة، الطاقات المتوفرة، مشيرًا لعل هذه الوظيفة، بدأت في الانسحاب التدريجي، لتلتصق بمواقع التواصل الاجتماعي، الذي يعتبر أمرًا طبيعيًا في ظل الثورة الإلكترونية والمعرفية الحاصلة.

وأردف: ”العامل الرابع، يتمثل في المسابقات الفنية والأدبية، والحصول على الجوائز من مختلف الأقطار، فلم يعد غريبًا حصول أحد أبناء المنطقة على جائزة هنا أو هناك“، لافتًا قريبًا فقط حاز ثلاثة من شعراء المنطقة على المراكز الأولى في جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم بدولة الإمارات، وهم: الشاعر هادي رسول وأحمد الرويعي وياسر الغريب، كما أن الكاتب زكي الميلاد فاز كتابه ”عصر النهضة“ بجائزة كتاب العام، التي نظمها أدبي الرياض في دورته السابقة، وقبله حصل الشاعر جاسم الصحيح على مجموعة كبيرة من الجوائز داخل الدولة وخارجها، وفوز المصور الخراري بجائزة آبار حائل للمواهب، وتأهل الشاعر ياسر الغريب في مسابقة بردة كربلاء الدولية بالعراق إلى المرحلة النهائية وإحراز الشاعر حيدر العبدالله على بردة أمير الشعراء.

وتابع: ”والعامل الخامس التطوير الذاتي، حيث الاتجاه بعد التفاعل والفوز بالمسابقات إلى زيادة الحصيلة الأدبية ومحاولة الدخول في نقاشات توعوية للمجتمع والساحة الثقافية، تشمل الأجناس الأدبية المختلفة“.

وقال: الشاعر بطبيعة الحال، يتحدث عن الشعر والروائي عن الرواية والمسرحي عن المسرح والسينمائي عن السينما، هذه الأحاديث تتخذ في الوقت الحالي مواقع التواصل الاجتماعي مسرحها الأساسي، ما يعني انفتاحها على الجماهير وإمكانية ضم الوجوه الشابة وتنمية مواهبها، الفائدة لا تعود على المتابعين للنقاش فقط بل تعود على الشخص أو المجموعة التي تطرح الأفكار وتناقشها وتحاول بيان الجوانب الفنية والأهمية، البالغة للجنس الأدبي، الذي ينتمي إليه أو ينتمون إليه".

وأضاف: ”ففي عصرنا الحالي وإن كانت الغلبة للشعر والاهتمام به جارف جدًا إلا أننا نلحظ ازدياد الاهتمام بالرواية والقصة وخصوصًا القصيرة جدًا منها، كذلك لفن الشذرات، وهي كلها تنافس الشعر وتحاول إزاحته عن مكانه، وربما تفعل في الأيام القادمة“.

وتابع: ”والعامل السادس كثرة المنتديات الأدبية والثقافية، إذ نجد لدينا في المنطقة عددًا لا يستهان به، كل جماعة من الجماعات، تحاول الانفراد بإقامة تمركز خاص بها، الغالب عليه أنه مناطقي، ورغم ذلك يظل مفيدًا للغاية، فلا يعني وجود منتدى جاوان في صفوى أن منتدى حرف الأدبي أو منتدى الثلاثاء الثقافي أو منتدى حوار الحضارات أو غيرها من المنتديات أن هناك قطيعة وبُعداً بينها“.

وأعقب: ”والعامل السابع وجود مشاريع ثقافية فاعلة، أسهمت ولازالت في تنمية الوعي والحراك، كبرنامج القرائي للأستاذ حسن حمادة، الذي يعد مشروعًا رائدًا على مستوى المنطقة وربما الخليج إذا لم يتجاوز ذلك؛ حيث يهدف إلى إعادة الاهتمام بالثقافة المقروءة والمناقشة الجادة الهادفة، عوضًا عن إضاعة الوقت في النقاشات غير المفيدة، مشروع ثقافي في الدوخلة، كان يعمل على إقامة أسبوع ثقافي متنوع يشمل أكثر من جانب، ثامنًا وجود مطبعة «دار أطياف للنشر والتوزيع»، التي تهتم بتنسيق الكتب وطباعتها وتوزيعها ونشرها في المجتمعات العربية“.

وتطرق إلى تنمية التفوق، العمل على تنمية العوامل الثمانية وتطويرها عبر طرح مجموعة من الإضافات والمقترحات، التي نأمل أن تجد أذنًا صاغية تستمع وتستوعب، وتبادر إلى المناقشة واختيار الأنسب؛ لاستمرار الحراك والبلوغ به إلى حالة المركزية.

وأشار إلى أن الإعلام المرئي والمكتوب والمسموع، وقال: "هنالك موظفين بارعين، يدعمون الأدب والثقافة المحلية، منهم: الشاعر والإعلامي محمد الحمادي ومنير النمر وحبيب المحمود وطالب التريكي وجمال الناصر وآخرون، هؤلاء يطرحون أو يساهمون في نشر الثقافة المحلية بصورة أو أخرى، وهم ذراع إعلامي مفيد للغاية ويمكن التعامل معهم بسهولة وإيصال الصوت والمقترح المراد بكل يسر، كذلك لدينا العديد من القنوات الإعلامية الإخبارية في المنطقة مثل «جهينة الإخبارية»، يمكن استغلالها والاستفادة منها في نشر الثقافة والأدب.