آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:41 م

مدربة تحذر من تفتيش الأخطاء الخفية وتدعو إلى ترك اللوم

أرشيفية
جهات الإخبارية إيمان الفردان - الدمام

حذرت المدربة ثناء بو خمسين من التفتيش عن الأخطاء الخفية، مؤكدة على أن الخطأ سلوك بشري يقع فيه الحكماء والجهلاء وأن الناس يتعاملون بعواطفهم أكثر من عقولهم، داعية إلى حسن الظن بالآخرين عند معالجة الأخطاء.

ودعت إلى مراجعة أساليب معالجة الأخطاء الصغيرة والتعامل معها بحكمة وروية وعدم تضخيمها، والعمل على جعل الخطأ هينا يسيرا ووضع النفس موضع المخطئ لترك الجدال أكثر إقناعا.

وحثت بو خمسين في لقاء ”فنون معالجة الأخطاء“ الذي عقد مساء الثلاثاء بملتقى سفينة النجاة النسائي بالدمام على استخدام الألفاظ المهذبة واللغة الرقيقة اللطيفة واحترام رأي الطرف الآخر، عند الحوار والجدال في إصلاح الخطأ.

ونبهت من ضياع الهدف الأساسي من الحوار وتحويله لجدال فارغ، داعية المحاور لأن يتخذ أسلوب ”المحاور المهذب“ بالسعي لإيصال الحقيقة وأن يتصف بالثقة بالنفس مع إيمانه بأفكاره وإدخال الطرف الآخر إلى ساحة الأدب والتهذيب.

وشددت على ضرورة ثبات الشخص المحاور على مبدأ أونقطة حوار واحدة والابتعاد عن التعصب للرأي والتناقض في الردود بالإضافة للتواضع بالأقوال والأفعال، مؤكدة على أهمية جعل الفكرة تصل للآخرين وذكر جوانب الصواب عند النقد وجعل الخطأ هينا ويسيرا.

وتمحور اللقاء حول استثمار الأخطاء التي هي من طبيعة البشر واستعراض خطوات إتقان فن معالجة الأخطاء، وتعليم الطفل كيفية الاستفادة من الأخطاء بالإضافة لطرح أفكار للتسامح.

ولخصت للحاضرات قواعد معالجة الأخطاء بالعمل على إبعاد الحاجز الضبابي عن عين المخطئ وإستخدام العبارات اللطيفة في إصلاح الخطأ والابتعاد عن اللوم، لأنه لا يأتي بخير غالبا وذكر جوانب صواب المخطئ عند النقد.

ودعت بو خمسين لأهمية طرح أسئلة على النفس عند ارتكاب الأخطاء والعمل على استثمارها لاكتشاف الخطأ بواسطتها ومعرفة السبب المباشر والعميق للمشكلات والعمل على تصويبها على المدى القريب والبعيد وما إذا حدث ارتكاب أخطاء مماثلة سابقا.

وأكدت على ضرورة تعليم الطفل تحمل المسؤلية عن أخطائه ليكتسب مهارة التحكم في الذات وإشعاره بعواقب الخطأ ليتم معالجة أصله عوضا عن التعامل مع الأعراض.

وأشارت لأهم الطرق التي يمكن أن يتعلمها الطفل من أخطائه والمتمثلة في سؤال النفس عند الخطأ وتعليمها الصواب والعمل على إعادة الثقة للطفل والتي هي العلاج الذي يبني حاجزا متينا بينه وبين تكرار الخطأ.

وأوضحت للحاضرات المعايير السليمة التي يتعرف من خلالها على الخطأ وتعليمه فن النهوض من جديد وكيفية اكتساب خبرات إيجابية من الفشل، والتوجيه بعدم المغالاة في إخافته منه ومساعدته على وضع يده على قدراته وملكاته التي تؤهله للنجاح في المحاولات المقبلة وتعليمه الصلابة والإصرار على النجاح في مواجهة مشاعر الإحباط.

وعددت الخطوات التسع لمعالجة الأخطاء كتجنب الجدال والبعد عن اللوم ووضع النفس موضع المخطئ ثم البحث عن الحل، وقالت: ”كوني دائما بجانبه وشاركيه احساسه وافصلي الخطأ عن شخصية الطفل فلا أحد يجب أن يعرف بأخطائه عند الآخرين“.

وطرحت أفكارا للتسامح وقبول الأخطاء عن طريق السماح للنفس بارتكاب الأخطاء والتركيز على مواطنها والنظر إليها على أنها فرص وإعادة هيكلة القرارات على هيئة تجارب.

وبينت كيفية اتخاذ خطوة عملية للتعلم من أخطاء الماضي والتعامل مع نفس الخلافات والمواقف السابقة عند حدوثها في المستقبل، مشيرة لأهمية تدوينها في المذكرات الشخصية وأن تكرار الوقوع في نفس الخطأ مشكلة لها تبعاتها.