آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:41 م

ناقد: الإعلام حوّل المسرح الكوميدي إلى عروض سخرية

جهات الإخبارية جمال الناصر - القطيف

ذكر الناقد والكاتب المسرحي عباس الحايك في برنامجه ”سناب فن“، أن المتلقي حين يسمع كلمة ”مسرح“ في الوهلة الأولى يشعر إحساسًا ذاتيًا وفهمًا معرفيًا بأنه مجرد ”عرض مسرحية“ أيًا كان اللون الذي ترتديه، مرجعًا السبب في هذا الفهم وكلاسيكية المعنى كله إلى الإعلام، الذي كرس هذا النوع من المسرح.

وقال: ”صارت التلفزيونات تعرضه لنا بكل ما فيه وتحول ممثلي هذا النوع من المسرح إلى نجوم“.

ونوه إلى أن مشكلة هذا النوع من المسرح بأنه أصبح القدوة والنموذج ليكون الكثير من الممثلين يقلدوه ويقدموا مسرحيات تعتمد على السخرية تحت عنوان ”الكوميديا“، مبينًا أن السخرية ليست ”كوميديا“، واصفا الكوميديا فن راق جدًا لكن العروض المسرحية سطحت هذا المفهوم وحولت المسرح إلى مجرد سخرية.

واستعار معرفًا في سياق حديثه: ”أن الكوميديا لدى الإغريق، تأتي نوعًا من أنواع التمثيل وتكون مسرحية ذات طابع خفيف، تكتب بقصد التسلية أو العمل الأدبي، تهدف طريقة عرضة إلى إحداث الشعور بالبهجة أو السعادة“، مؤكدا على أهميتها لأنها تعمل اختراعها على نقد السلوكيات الاجتماعية الخاطئة في سبيل تخليص النفس البشرية وتطهير المجتمع من السلوكيات المتعرجة عن خط الاستواء وإعادة التوازن عبر الضحك والاستئناس من خلال الفعل الدرامي والمحتوى الموضوعي.

وأشار إلى أن الكوميديا لها أنواع عديدة، حسب تقسيم نقاد المسرح، وقال: ”لكن هناك ثمة تقسيم مناسب لإيضاح فكرة الكوميديا، النقاد قسموها إلى نوعين: كوميديا الموقف وكوميديا التهريج والسخرية“، مبينا أن الأولى تثير الضحك من خلال التناقض في المواقف وأفعال الشخصيات أو من خلال المفارقات، التي عادة تكون راقية دون ابتذال لأنها تعتمد على تناول قضايا اجتماعية وتملك هدفًا أبعد ما يكون عن مجرد الضحك، للضحك ذاته.

وتابع: ”االنوع الثاني لتهريج أو الهزل السائدة الآن في المسرح والذي يعتمد على المبالغات غير المهذبة“، مؤكدًا أن السخرية من الأشكال والأعراق والخلفيات الثقافية التربوية واللهجات دون الاهتمام بالموضوع، ولا بتناول أية قضية مهمة، ليكون هدفه الإضحاك بأي لون من الألوان، حتى إن مشى خطواته بتجاوز اللياقة والأدب -، لأنها - عرض مسرحية -، لا أكثر.

ودعا إلى البحث عن مسرح مختلف يدهش ويثير الأسئلة، وليس مسرحًا وظيفته الضحك للضحك ذاته، دون أن تكون بين زواياه وحيثياته قيمة فنية أو فكرية أو إنسانية، مشددًا على الابتعاد عن المسرح المليء بالسقطات والبذاءة، وإن كان مسماه ”كوميديا“.

واستشرف معاناة المسرح الذي وصفه بالجاد المناقش قضايا فكرية وثقافية وتربوية واجتماعية، ما يعوزه الجمهور الذي يتميز بخلفية ثقافية - ولو بمستوى بسيط -، حيث يرتاده ”المتلقي“، ليخرج بفائدة جمالية أو معرفية ثقافية أو تربوية أو ترفيهية، في عدم وجود المكان الذي تعرض فيه.

وأفاد: ”لأن المنتجين أصحاب الصالات، يفضلون المسرح التهريجي، الذي يجلب لهم الجمهور، لنبصرهم يستغرقون إضحاكًا، ليكسبوا، ليتجه المسرح الجاد بعرض أعماله في المهرجانات، التي تقام في أكثر المدن العربية، لكنها تعاني من غياب الجمهور والإعلام، الذي لا يسلط الضوء عليها، وإن جاءت في لغة الأرقام والأعمال مجانية بدون عائد مادي - تجاري“.